شددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، علي أن منع عرض فيلم قصة سيدنا نوح عليه السلام، باستخدام أي شكل من أشكال العنف أمر يرفضه الشرع ويرفضه الأزهر بكل هيئاته العلمية. وأوضحت الهيئة في بيان لها، عقب انتهاء اجتماعها الدوري أن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعًا تجسيدُهم في الأعمال الفنيَّة؛ لأنَّ الأعمال الفنيَّة إنما تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياةُ الأنبياء وسِيَرُهم فيها من الوحي والإعجاز والصلات بالسماء ما يَستحِيلُ تجسيدُه وتمثيلُه؛ ومن ثَمَّ فإنَّ تجسيدَ الأنبياء والرُّسل فيه إساءةٌ مُحقَّقةٌ إلى سيرتهم وحياتهم. وتابعت، بمناسبة اللغط الذي يدورُ حولَ موقف الأزهر الشريف من عرض الأعمال الفنيَّة التي تُجسِّدُ الأنبياءَ والمرسلين عليهم الصلاةُ والسلام، أن الأزهر - بنصِّ الدستور – هو القائم على بيان الرأي الشرعي فيما يتعلَّقُ بالفكر والثقافة والاجتماع والاقتصاد؛ ولذلك فلا بُدَّ للأزهر من القيام بواجبِه إزاءَ ما يُثار في هذه الميادين. أوضحت أنَّ الأزهرَ ليس سلطةَ منعٍ ولا مُصادرةٍ، وليس ذلك من صلاحياته ولا اختصاصاته؛ فالأزهر يقومُ بواجبه في إبداء الرأي الشرعي؛ وفاءً لرسالته، واستجابةً لتطلُّع الأمَّة إليه كمرجعيَّةٍ أولى للشريعة في عالم الإسلام.