«مشلة تتعاطى السرطان بسبب زجاجة مياه ورى المحاصيل بالمجارى» بهذه الجملة وصف السيد شوقى، والد الطفل «أنس» مصاب بسرطان فى العين وتم استئصال عينه اليسرى، حالة مياه الشرب بالقرية، قائلاً «إن مياه الشرب بالقرية تصيب بالسرطان، وليس الفشل الكلوى أو الكبدى فقط، بسبب اختلاط المياه بمخلفات صناعية وكيماوية إلى جانب وجود الميكروبات والشوائب والرائحة واللون الغامق الممتلئة بالأتربة والقاذورات، ما أصاب المواطنين بالأمراض المزمنة والسرطانية، ووفاة بعضهم، ورغم الشكاوى المتعددة للمسئولين من أجل الحصول على كوب ماء نظيف، لكن دون جدوى». وأضاف: «على الرغم من أن محطة المياه موجودة على نهر النيل (فرع رشيد) لكن مياهها غير صالحة للاستخدام الآدمى، المياه التى تصل إلينا سوداء اللون تحمل الطين والشوائب، ثم يتغير لونها بمرور الوقت للأصفر وتستمر هكذا طوال اليوم، بسبب المواسير المتهالكة، ما دفع الأهالى لشراء المياه من محطات التنقية الموجودة فى المساجد». وأوضح أحمد بكر، موظف من سكان القرية، أنه وبرفقته عدد من أهالى القرية حصلوا بشكل ودى على عينة مياه من داخل محطة مياه الشرب التابعة لها القرية، وبتحليلها أظهرت النتائج المعملية أنها ملوثة ومحملة بمخلفات صناعية ومواد مشعة منها اليورانيوم لأن معظم الشركات والمصانع تلقى بصرفها الصناعى دون معالجة فى فرع نهر النيل مباشرة، ما يؤدى إلى الموت بسبب تلك الأمراض المزمنة الناتجة من مياه الشرب، وأشار إلى أن بعض أهالى القرية غير القادرين على شراء المياه من محطات التنقية أنشأوا طلمبات حبشية بمنازلهم وفوجئوا بعد فترة بإصابة العديد منهم بالفشل الكبدى وأمراض مزمنة أخرى ماتوا على أثرها، ما جعل بعض الأهالى تحلل المياه على نفقتهم الخاصة وأثبتت التحاليل أن المياه الجوفية بالقرية مليئة بعناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز، وأن هذه العناصر سربت للمياه الجوفية الموجودة بباطن القرية من خلال طرنشات مياه الصرف الصحى الموجودة أسفل منازلهم، وأضاف: «الأهالى إذا تمكنوا من حل مشكلة مياه الشرب من خلال التبرعات لإنشاء محطات تنقية، واجهتهم مشكلة أخرى مزمنة وهى عدم وجود مياه لرى الأراضى.