بشاربه الطويل وملامحه القوية وطربوشه وبذلته الأنيقة، أصبح سلطان مصر في الفترة من 9 أكتوبر 1917 إلى 1922، حتى تغيَّر لقبه، وأصبح ملك مصر، وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وذلك عند إعلان الاستقلال في 15 مارس 1922، بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية البريطانية عن مصر. فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، ولد بقصر والده الخديوي إسماعيل بالجيزة 26 مارس 1868، والدته هي الزوجة الثالثة للخديوي الأميرة فريال هانم. عند بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الخاصة في قصر عابدين والتي كان قد أنشاها لتعليم أنجاله، واستمر بها ثلاث سنوات، وفيها أتقن مبادئ العلوم والتربية العالية. بعد عزل والده الخديوي إسماعيل سنة 1879 صحبه معه إلى المنفى في إيطاليا، والتحق فؤاد بالمدرسة الإعدادية الملكية في مدينة "تورينو الإيطالية"، فاستمر بها حتى أتم دراسته، ثم انتقل إلى "تورين الحربية"، وحصل على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي، والتحق بالفرقة الثالثة عشرة "مدفعية الميدان". انتقل مع والده إلى الأستانة بعد شرائه "سراي" مطلة على البوسفور، وعين ياورًا فخريًا للسلطان عبدالحميد الثاني، ثم انتدب ليكون ملحقًا حربيًا لسفارة الدولة العليا في العاصمة النمساوية فيينا. عاد إلى مصر سنة 1890، وتولى منصب كبير الياورن في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وتدرَّج في المنصب حتى أصبح ياورًا للخديوي واستمر في هذا المنصب ثلاث سنوات متتالية، ورأس اللجنة التي قامت بتأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية. وعندما توفي السلطان حسين كامل، رفض ابنه الأمير كمال الدين حسين أن يخلفه، فتولى فؤاد، أخو السلطان حسين، عرش مصر بدلًا منه، وفي عهده قامت ثورة 19، واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة، وكان فؤاد هو آخر من حمل لقب "سلطان" من بين حكام مصر. تعرض فؤاد لاعتداء من الأمير "أحمد سيف الدين" الذي أطلق عليه النار، بسبب نزاع بينه وبين زوجة فؤاد، الأميرة شويكار، وذلك في مايو عام 1898، ولم يمت فؤاد ولكن الحادثة سببت له مشاكل في حنجرته، ما جعله ضخم الصوت. ومن أهم إنجازات فؤاد أنه أسس الجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريع وافتتحها في 8 أبريل 1909، وجمعية لترغيب السياح في زيارة البلاد المصرية ومشاهدة إثارها وذلك في عام 1909، ورأس جمعية الهلال الأحمر في مصر في 2 مارس 1916، وأمر بتشييد مبنى البرلمان، وإصدار الدستور. وفي 28 أبريل 1936 توفي الملك فؤاد الأول في قصر القبة، ودفن بمسجد الرفاعي، وتولَّى بعده ابنه الملك فاروق الأول ابن الملكة نازلي.