الارتباط الوثيق بين مرضى السكر والكبد أصبح خطراً شائكاً يجب التعامل معه بحذر، هذا ما أكدته نخبة من خبراء السكر والكبد أثناء انعقاد المؤتمر السنوى التاسع للجمعية البحثية لدراسة أمراض الجهاز الهضمى والكبد، يقول أ.د. عبدالخالق حامد، أستاذ واستشارى أمراض السكر والكبد طب قصر العينى ورئيس المؤتمر، يهدف مؤتمر هذا العام إلى التعرف على العلاقة الطردية بين مرض السكر والكبد الذى وصلت نسبة الإصابة به إلى 20% فى مصر ولذلك على جميع الأطباء فى كل التخصصات أن تكون لديهم دراية بمرض الكبد ومضاعفاته. تناول المؤتمر موضوعات متنوعة عن مرض الكبد وكيفية التعامل معه، فشملت المحاضرات علاقة الكبد بمشاكل الغدة الدرقية، ارتفاع ضغط الدم الرئوى وعلاقته بأمراض الكبد، مشاكل الجهاز الهضمى وأثرها على الكبد، كيفية التعامل مع مرض الكبد كمرض مزمن، كما شدد المؤتمر على ضرورة الانتباه إلى العلاقة التبادلية بين مرض السكرى والكبد. فيقول أ.د. عمر السعدنى، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، طب قصر العينى فى تصريحاته ل«الوطن»: إن مرض السكرى فى أوقات كثيرة يؤثر تأثيراً سلبياً فى وظائف الكبد مما ينتج عنه خلل جسيم فى تلك الوظائف، فمريض السكر من النوع الأول والثانى يمكن أن يحدث له تليف فى الكبد وذلك بسبب مقاومته العالية للأنسولين. وينبه د.السعدنى على ضرورة الانتباه لمرضى الكبد الذين لا يتناولون العلاج المناسب فهم أكثر عرضة من نظرائهم فى الإصابة بمرض السكرى وذلك نتيجة وجود مقاومة للأنسولين أو تضخم فى البنكرياس أو وجود دهون على الكبد، ويؤكد د.السعدنى قائلاً: إن هذه النوعية من المرضى موجودة فى مصر والدول النامية فقط ولا توجد فى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية. أما عن كيفية علاج تلك الحالة يقول د.السعدنى إنها تكون من خلال تناول أقراص من نوع خفيف. وقد صرح د.السعدنى بوجود نوع جديد وهو الإصابة بمرض السكر الناتج عن زرع الكبد ووصلت نسبة الإصابة بهذا النوع فى السنة الأولى إلى 3-2% أما الآن وبعد خمس سنين وصلت إلى 40% فى العالم، ويضيف د.السعدنى أنه تمت فى مصر 300 حالة زراعة كبد حتى الآن. وعن أحدث الإحصائيات الخاصة بأمراض الكبد والسكر يقول د.السعدنى إن نسبة انتشار الإصابة بالمرضين أصبحت فى تزايد مستمر، فالنسبة الآن فى مصر تصل فى بعض المناطق الريفية إلى 25% مريض كبد وهى نسبة ليست بقليلة، أما عن مرض السكرى فقد وصلت نسبة الإصابة فى مصر إلى 7٫4 مليون عام 2011 وبحلول عام 2035 ستصل النسبة إلى 12.4 مليون. وعن كيفية تفادى مرض السكر، تقول أ.د. هالة على جمال الدين، أستاذ أمراض الباطنة والسكر، طب قصر العينى وسكرتير عام المؤتمر، فى تصريحاتها ل«الوطن»: يجب التخلى عن العادات الحياتية السلبية التى يتمتع بها الشعب المصرى الذى يحرك كل شىء بالريموت كنترول وبالتالى تعود المصريون على عدم الحركة والكسل، كما يجب الامتناع عن تناول الوجبات السريعة؛ لأنها ضارة للغاية، وتضيف د.جمال الدين: «أصبحنا نشهد الآن، نتيجة تلك العادات الخاطئة، وجود مرض سكر من النوع الثانى فى سن الطفولة فنجد طفلاً عمره 12 أو 14 سنة مصاباً بالسكر من النوع الأول أو الثانى». وعن العادات الغذائية تقول د.جمال الدين إن وجبة الإفطار هى مهمة جداً وهى عكس المتعارف عليه أنها تساعد على زيادة الوزن، فالطريقة المثلى للحفاظ على وزن مثالى هى تناول وجبات صحية قليلة الدسم على فترات متباعدة أفضل من تناول وجبة واحدة خلال اليوم. وتحذر د.جمال الدين من مرض السكر الكبدى والذى ينتج عن إهمال مرضى الكبد فى العلاج وكيفية المتابعة ولذلك فعلى كل مرضى الكبد إجراء تحاليل سكر صائم وفاطر وعشوائى بشكل منتظم حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة، كما أن مرضى الضغط عليهم أيضاً توخى الحذر لأنهم معرضون بنسبة الضعف للإصابة بالسكر أكثر من نظرائهم، وشددت «د.جمال الدين» على خطورة مرض السكر الكبدى حيث إنه يؤدى إلى الموت وبالتالى فلا يعرف مريض الكبد أنه مصاب بالسكر لأنه يتوفى قبل اكتشاف الأعراض. وقد أكد الأطباء المتخصصون المشاركون فى المؤتمر فى مجالات السكر والكبد ضرورة الانتباه لتلك الأمراض والاستعداد لها بالمتابعة الدورية خاصة بعد سن الأربعين ولبعض الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثى للمرض عليهم المتابعة قبل ذلك إذا شعروا بأعراض مرض السكر وهى العطش الشديد، التبول المتكرر، الزغللة أو إذا شعروا بأعراض مرض الكبد والتى تتمثل فى الهمدان، الغيبوبة بعد أكل اللحوم مباشرة، تغيير لون البول، وانتفاخ وامتلاء المعدة بالمياه، كما وجه «أ. د. حامد» النصيحة للأطباء على جميع مستوياتهم وهى ضرورة تبادل الخبرات فى كل مجالات الطب من خلال المؤتمرات والندوات البحثية لأن المعرفة تفيد المريض فى النهاية.