يتحدث بلسانها، يشعر بما تشعر به، يعاملها كابنته التى انتظر طوال حياته أن يرزقه الله بها، هكذا يتعامل «عنتر» مع حمارته «عزيزة»، التى أصيبت بكسر فى الكتف اليمنى، فقرر أن يسهر على رعايتها ويعطيها الدواء الذى كتبه لها الطبيب البيطرى لتتماثل للشفاء، أحياناً يستيقظ فى الفجر ليضع فوقها غطاءً يحميها من البرد داعياً ربه بشفائها: «ربنا يخليها ليّا، دى كل حاجة فى دنيتى». بحزن شديد يجلس الرجل الأربعينى بجانب حمارته المريضة، يحسس بيديه فوق رأسها وكأنها طفلته المدللة، التى كانت قبل مرضها تجر عربة كارو محملة بأسياخ حديد: «مبقيتش أخليها تشيل حاجة تانى ولا باقوّمها من مكانها، السيخ الحديد كسر كتفها والدكتور ادانى علاج ومن بعدها نايمة على طول ومابتقمش»، مضيفاً: «بأفضل جنبها طول اليوم أشرّبها الدوا زى الأطفال وأكّلها، عشان تقوم بقى وتتنطط زى الأول وأنا مش هاخليها تشيل الحديد وتنقلوا تانى، دى بنتى اللى مجبتهاش». «عزيزة».. الاسم الأقرب إلى قلب عم «عنتر»، أطلقه عليها منذ ولادتها: «كان عندى أمها بس ماتت وهى بتولدها، ومن يومها هى بنتى، عشان كل خلفتى صبيان وكان نفسى فى بنت أسميها على اسم أمى». لا تعقل «عزيزة» حب «عنتر» لها، لكنها دائماً تشعر بوجوده: «مبتاكلش غير من إيدى، وطول ما هى عيانة على طول قاعد جنبها عشان أخفف عليها الألم».