رفرف الحمام الأبيض على مكتبة الإسكندرية احتفالا باليوم العالمي للسلام، في الساعات الأولى من صباح اليوم، قبل أن تنقلب الأحداث رأسا على عقب، وتحول "يوم السلام" إلى "يوم انفجارات" وضحايا ومصابين وأشلاء متناثرة، فلوث "أسود" الإرهاب "أبيض" السلام، وغلب النحيب على صوت الأناشيد لتعيش مصر اليوم في مأتم بعد وفاة أبنائها غدرا. بدأ اليوم العالمي للسلام في مصر بانفجار عبوة ناسفة على شريط السكة الحديد بجوار مزلقان بالزقازيق، تسبب في توقف حركة قطارات خط "بنها- الزقازيق" بشكل كامل، وبعدها بقليل وقع انفجار آخر على شريط السكة الحديد بالزنكلون بالزقازيق، ثم توقفت حركة القطارات بخطي "الزقازيق- القاهرة" و"الزقازيق- الإسماعيلية" بعد وقوع الانفجارين. احتفلت المحلة بيوم السلام بشكل خاص، فانفجرت 5 قنابل صوتية في توقيت واحد بالمحلة، دون إصابات. وقوع انفجار بجوار كمين الشرطة في محيط وزارة الداخلية بالقاهرة، كان الحادث الفاجعة من بين الأحداث، فزُرعت قنبلة أسفل شجرة على بعد أمتار قليلة من الأمن المركزي المتواجد بمحيط الوزارة، وراح ضحيته مقدمان ومجند وأصيب 5 آخرين. لم ينته اليوم عند ذلك، بل قامت أجهزة الأمن بإحباط محاولة تفجير محطة كهرباء لأبراج الضغط العالي بالعياط، وتفكيك 3 عبوات كانت معلقة أعلى الأبراج لتفجيرها، ثم انفجرت قنبلة بدائية الصنع بحديقة الأطفال أمام منطقة حي ثان المحلة، وأحبط الخبراء تفجير القنبلة الثانية. ولم تسلم طائرة استطلاع تابعة للقوات المسلحة من آثار اليوم، فسقطت في مطار عسكري بالفيوم، أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخر، وبعدها بقليل أشعل مجهولون النيران في إطارات الكاوتشوك على شريط السكة الحديد، بين محطتي منيا القمح والعزيزية. وفي الفيوم اندلع حريق في جراج تابع للوحدة المحلية لمركز سنورس، بعدما ألقى ملثمون زجاجات مولوتوف على الجراج وفروا هاربين، وقدرت الخسائر التي طالت 4 لودرات و3 جرارات خاصة بقطاع النظافة، ب6 ملايين جنيه تقريبا. وربما شعر 4 هاربين من سجن "أبو زعبل" بالحرية والسلام بعد هروبهم، إلا أن قوات الأمن بالشرقية تمكنت من ضبط اثنين منهم ولقي الثالث مصرعه غرقا في ترعة الإسماعيلية بعد أن حاول الهرب من خلالها، وتمكن الرابع من الهرب. بضعة ساعات باقية على انتهاء يوم السلام العالمي، ربما تقع المزيد من الأحداث التي تؤكد أن مصر خارج نطاق الاحتفال بهذا اليوم، فبين انفجارات وحرائق ومولوتوف ودماء وهروب احتفلت مصر بالسلام بطريقتها الخاصة، ومازال لليوم بقية.