مدرسة أزهرية تتحول إلى «إنترناشيونال» والمالك: تلقينا خطاب تصفية من الأزهر

«أمانى»: حرمونا من رواتبنا ويطالبوننا بالاستقالة.. و«هانى»: أغلقوها منذ مايو

خمس سنوات كاملة قضتها فى تعليم أجيال داخل مدرسة الأندلس الأزهرية للغات، تقوم بواجبها كمدرسة للغة العربية وتسعى بكامل طاقتها إلى نقل المعلومة للصغار وتدريبهم على أساسيات اللغة ومهاراتها، استمرت أمانى نجيب فى عملها كل هذه السنوات إلى أن أعلنت إدارة المدرسة تأخير رواتب المدرسين فى شهر مايو الماضى، تحركت أمانى ومعها زملاؤها للقاء أصحاب المدرسة والتحدث إليهم، وما كان منهم إلا الرد بأسلوب غير لائق ومعاملة سيئة اضطرت المدرسين إلى التوجه لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، وهو ما دفع ملاك المدرسة لصرف مستحقات هذا الشهر فقط، لكن باقى الأشهر التى تبدأ من يونيو الماضى وحتى الآن لم يحصلوا على رواتبها، وحينما سألوا عن السبب جاء الرد مفاجئاً للجميع «عليكم إخلاء طرفكم من المدرسة نظراً لتحويلها من مدرسة أزهرية للغات إلى مدرسة إنترناشيونال»، التحول المفاجئ الذى قام به أصحاب المدرسة دفع المدرسين لتقديم عدد من المحاضر فى أقسام الشرطة وأيضاً التقدم بشكاوى ضد صاحب العمل، تقول أمانى: «لم أذق مرارة العمل فى القطاع الخاص إلا بعد ما حدث معنا فى مدرسة الأندلس».
«المعاناة مع أصحاب المدارس الخاصة لم تتوقف» تقول مروة إبراهيم مدرسة لغة إنجليزية: «فوجئنا باتصال من إدارة المدرسة تطالبنا بضرورة إمضاء الاستقالة لكل واحد فى أعضاء هيئة التدريس حتى نستطيع الحصول على شهادة تؤكد عملنا فى المكان»، وذكرت أن الإدارة هددت بأنه فى حالة رفض توقيع الاستقالة ستقوم المدرسة بفصلنا.
الإجراء الذى اتبعته إدارة المدرسة دفع بأعضاء هيئة التدريس للتقديم بشكاوى إلى مكتب العمل، وآخرين حرروا محاضر ضد المدرسة وأصحابها لتحرير شكواهم فى محضر رسمى واحد حمل الرقم 3461 لسنة 2014 إدارى قسم ثانى القاهرة الجديدة.
نهاد حسنى، إحدى المدرسات بالمدرسة، قالت إن أصحاب المدرسة لديهم مبنى خاص بتعليم الإنترناشيونال ويسعون لدمج مبنى التعليم الأزهرى معه وتحويله لإنترناشيونال، وهو السبب الذى دفعهم لغلق المبنى الأزهرى ومطالبة أولياء الأمور بسحب ملفات أبنائهم وهى إجراءات غير مفهومة. وقال طه حسين، مدرس تربية رياضية فى المرحلة التمهيدية، «أعمل فى المدرسة منذ عامين كاملين ولم يحدث أن أبلغت المدرسة أحداً من المدرسين بالاستغناء عنه.
الأزمة لم تتوقف عند المدرسين ولكنها طالت أولياء أمور الطلبة داخل المدرسة إذ بادرت الإدارة بإرسال خطاب إلى أولياء الأمور تطالبهم بضرورة سحب ملفات أبنائهم لتحويل المدرسة من مدرسة أزهرى إلى مدرسة إنترناشيونال، تقول شيماء زغلول، مُدرسة فى المدرسة وفى نفس الوقت أم لطالبين فيها: «فى بدايات الفصل الدراسى الثانى أبلغتنا المدرسة بأنها هتقفل، وعقدت الإدارة اجتماعاً مع أولياء الأمور فى نهاية العام الدراسى الثانى انتهى بمشاجرة كبيرة بين الطرفين فى فنائها وصلت إلى حد التراشق بالألفاظ والتشابك بالأيدى، ورغم ذلك أكدت المدرسة على استمرارها فى العمل بشرط أنها لن تقبل دفعات جديدة.
من جانبه قال هانى جبر أحد ملاك المدرسة، إن الإدارة منحت جميع أعضاء هيئة التدريس رواتبهم حتى شهر مايو الماضى، وهو نهاية الفصل الدراسى الثانى، وأشار إلى أن الأزهر أرسل إلى الإدارة خطاب تصفية وعدم استكمال العمل كمدرسة أزهرى لغات دون سبب واضح أو دون وقوع مخالفات، وهو ما تطلب منا إبلاغ أولياء الأمور بضرورة سحب ملفات أبنائهم، وكذلك إبلاغ المدرسين بانتهاء العمل فى المدرسة، وأشار «جبر» إلى أن المدرسة تضم مبنى منفصلاً لتعليم الإنترناشيونال ولا علاقة له بمبنى الأزهرى، ولفت «جبر» إلى أن المدرسة تمنح المدرسين شهادات خبرة بعد إخلاء طرفهم منها، خاصة أن الإدارة أنهت عملها من مايو الماضى، وهو آخر ما تقاضاه المدرسون من رواتب طبقاً للأوراق والمستندات الموجودة بالمدرسة.