حلمه فى الحياة ليس كبيراً لكنه يبذل جهداً خارقاً لتحقيقه قبل أن يضيع الوقت ويبقى الحلم مجرد أمنية. شراء أربع شهادات استثمار فى مشروع قناة السويس الجديدة هو الحلم الأكبر الذى يتمنى «عم محمد» تحقيقه قبل أن يكتمل مبلغ ال60 مليار جنيه اللازم لإتمام مشروع القناة. يتابع «عم محمد» عن كثب تفاصيل المشروع ويبحث فى الصحف عن المبلغ الذى تم جمعه يومياً ويتمنى ألا تكتمل ال60 ملياراً قبل أن يشترى لبناته شهادات الاستثمار الأربع. «باشتغل بإيدى وسنانى عشان أجمع مبلغ أشترى بيه شهادات استثمار لبناتى»، قالها «عم محمد»، ماسح الأحذية، الذى يجلس يومياً أسفل كوبرى 15 مايو، باحثاً فى أقدام المارة عن زبون يريد تلميع حذائه، فيجذبه بكلماته: «قرّب يا باشا.. قرّب يا بيه.. رجلك هتبقى مرايا». تحت أشعة الشمس الحارقة يجلس الرجل الستينى أمام صندوقه الخشبى، لا تضايقه الشمس الحارقة، فبشرته السمراء تحملت صيفاً أكثر سخونة فى محافظته أسوان، طوال الوقت تجده منحنياً على حذاء يقوم بتلميعه ثم يتكئ بجسده على السور الحديدى الذى يجلس خلفه، وفى آخر النهار يعد ما معه من أموال، ويقتطع منها جزءاً لإرساله إلى زوجته وبناته فى أسوان، ويخفى الجزء الباقى فى ثنايا ملابسه ليحقق به حلم شراء الشهادات الأربع. «بقالى فترة طويلة ماشفتش بناتى الأربعة، وحشونى قوى ونفسى أرجع لهم بفلوس وأربع شهادات استثمار، عشان أحس إنى عملت حاجة ليهم ولمصر». «مصر بقت أحسن من الأول بكتير».. هكذا يراها الرجل الأسوانى الذى تفاءل بمستقبل مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى: «الحمد لله مصر شدّت حيلها، والرئيس بيعمل للناس كل حاجة طلبوها منه».