واصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أمس، جولاته وجهوده الحثيثة لحشد الدعم الدولى فى الشرق الأوسط لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى. وقالت وزارة الخارجية التركية إن «كيرى» زار أنقرة أمس فى إطار جولته التى تهدف إلى حشد الجهود لمواجهة تنظيم «داعش». واجتمع «كيرى» مع نظيره التركى مولود جاوش أوغلو ورئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو والرئيس الجديد رجب طيب أردوغان. ويصل وزير الخارجية الأمريكى إلى القاهرة، اليوم، لعقد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى، فى إطار الجهود لمواجهة «داعش»، إضافة إلى لقاء وزير الخارجية سامح شكرى. ومساء أمس الأول، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فى جدة، وزير الخارجية الأمريكى والوفد المرافق له، فى إطار الجهود المبذولة للتصدى للإرهاب والتنظيمات المتطرفة فى المنطقة، إضافة إلى تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى أن الرئيس السورى بشار الأسد هو الوحيد الذى يتحمل اللوم فى ظهور وتنامى قوة تنظيم «داعش»، مشيراً -فى لقاء لشبكة «بى بى سى» البريطانية- إلى أن «الأسد كان بمثابة (المغناطيس) الذى جذب المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم، الذين جاءوا بهدف العمل على الإطاحة بنظامه»، مؤكداً أن «من سافروا إلى سوريا فعلوا ذلك لمعارضتهم قتل الأسد لعدد هائل من المسلمين السنة من أبناء شعبه، ولذلك كانت هذه الشرارة الأولى لتجمع هؤلاء». وشدد وزير الخارجية الأمريكى على أن الولاياتالمتحدة سبق أن حذرت من خطورة ذلك فى بداية الأحداث. وفى الوقت ذاته، قال «كيرى» إن عدم قدرة الجيش العراقى على التصدى ل«داعش» كان بمثابة مفاجأة للجميع، مؤكداً أن دول المنطقة حريصة على التصدى لهذا التنظيم بعد أن استشعرت الخطر الذى يمثله، وأن جميع هذه الدول على استعداد للتعامل مع ذلك، وهو ما جعلها تتعهد باتخاذ تحركات فى هذا الصدد. وأضاف «كيرى»، فى لقاء مع شبكة «سى بى إس» الأمريكية، أن «الولاياتالمتحدة لا تشن حرباً ضد داعش، وإنما عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب». وقال «كيرى»: «ليس هناك أى بلد تحدث عن إرسال جنود إلى الميدان ونحن لا نعتقد أن هناك حاجة لذلك»، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك قوات أمريكية قتالية على الأرض. وفى السياق ذاته، وصل الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، أمس، إلى العاصمة العراقية«بغداد» وسط حراسة أمنية مشددة، للقاء الرئيس العراقى الجديد فؤاد معصوم، فى إطار الجهود الدولية لمواجهة «داعش». والتقى الرئيس الفرنسى كذلك رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، وأعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن فرنسا ستشارك إذا اقتضت الحاجة عملاً عسكرياً جوياً فى العراق. من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السورى فيصل مقداد، إن «سوريا ليس لديها أى تحفظات إزاء توجيه ضربات أمريكية جوية ضد داعش فوق أراضيها»، مؤكداً -فى لقاء مع شبكة «إن بى سى» الأمريكية- أن «هناك حاجة إلى التنسيق مع واشنطن لمواجهة العناصر الإرهابية.. ويتعين على الرئيس الأمريكى باراك أوباما الاتصال بالرئيس السورى»، واصفاً «الأسد» بأنه «حليف طبيعى» للولايات المتحدة فى حربها ضد «داعش»، حيث إن الاثنين يكافحان نفس العدو وعليهما العمل معاً وليس معاداة بعضهما البعض. وأعرب «مقداد» عن تأييده للضربات الجوية الأمريكية فوق سوريا، داعياً إلى التنسيق بين الجانبين حتى لا تقع أخطاء، على حد قوله. وعلى الصعيد الميدانى، أعلن مسئولون أمريكيون، أمس، أن الولاياتالمتحدة ستبدأ نشر جزء من طائراتها العسكرية فى أربيل بكردستان العراق، تمهيداً لشن ضربات جوية على مواقع «داعش». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيرى، إن «البنتاجون يريد تقديم دعم جوى أكثر هجومية إلى قوات الأمن العراقية»، فيما عرضت إيطاليا إعادة تزويد الطائرات بالوقود لدعم الغارات الجوية الأمريكية ضد المتشددين الإسلاميين الذين سيطروا على مساحات واسعة من سورياوالعراق. وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتى، إن «إيطاليا واحدة من بين الدول القلائل التى تمتلك قدرات إعادة التزود بالوقود، وهى مستعدة لتوفيرها ما إن تتم الموافقة على الخطة الأوروبية - الأمريكية». ورفعت أستراليا مستوى التحذير من التهديد الإرهابى الناجم عن المقاتلين الأستراليين العائدين من العراقوسوريا، للمرة الأولى منذ عام 2003، حيث رفعت التحذيرات من مستوى «متوسط» إلى مستوى «مرتفع»، وهو ما يعنى وجود مخاوف من وقوع عمل إرهابى، فيما قال المتحدث باسم وكالة المخابرات الأمريكية المركزية «سى آى إيه» ريان ترابانى، إن «عدد مقاتلى تنظيم داعش ارتفع بنسبة تصل إلى الضعف أو إلى ثلاثة أمثال التقديرات السابقة، حيث وصل العدد إلى ما يقرب من 31.500 مقاتل».