وزارة الصناعة تدعو كافة أصحاب المشروعات الصناعية للتسجيل بمنصة عروض وطلبات المنتجات الصناعية والتعدينية العربية    ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو بنسبة 2% خلال يونيو    "IPCC" الدولي يطلب دعم مصر فى التقرير القادم لتقييم الأهداف في مواجهة التحديات البيئية    للعام الثالث.. تربية حلوان تحصد المركز الأول في المشروع القومي لمحو الأمية    رئيس الوزراء يُتابع الخطة التنفيذية لمحطات تحلية مياه الساحل الشمالي الغربي    شئون الكنائس في فلسطين تدين القصف الإسرائيلي لكنيسة اللاتين في غزة    وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قواتها على قرى في ثلاث مناطق أوكرانية    الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر على حدود غزة.. والآلية الحالية لا تعمل مطلقا    إيسكو: كنت المسؤول الأول عن فشلي في ريال مدريد    محافظ أسوان: إعادة تشغيل حركة الملاحة الجوية والنهرية    مصرع شخص بسبب "شرز" كهرباء في كابل ضغط عالي بقرية جرفس بالفيوم    أحمد السقا وخالد الصاوي ينعيان والدة هند صبري: البقاء لله    الاثنين.. الإعلان عن تفاصيل مشروع المايسترو سليم سحاب بمسرح السامر بالعجوزة    ترامب: كوكاكولا وافقت على استخدام سكر القصب في منتجاتها    أصوات البراءة غرقت.. كيف ابتلعت ترعة البداري أحلام الطفولة لثلاث شقيقات؟    تعرف على الصالات المستضيفة لبطولة العالم لناشئي كرة اليد في مصر    الشوربجي: "بوابة تراث مصر الثقافي" منصة شاملة لحفظ تراث الصحافة القومية    ليفربول يقدم عرضا ضخما إلى آينتراخت لحسم صفقة إيكيتيتي    وحدة السكتة الدماغية بمستشفى النفسية بجامعة أسيوط تحصل على الاعتماد الدولي كوحدة متقدمة    ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مول «هايبر ماركت» في العراق ل63 حالة وفاة و40 إصابة (فيديو)    إصابة كاهن ونازحين فلسطينيين بقصف إسرائيل كنيسة في غزة    سقوط 54 قتيلا جراء الأمطار الموسمية فى باكستان خلال 24 ساعة    جوتيريش يدين الغارات الجوية الإسرائيلية التصعيدية على عدة مناطق فى سوريا    خلال زيارته لسوهاج.. نقيب المهندسين يلتقي المحافظ لبحث أوجه التعاون    اليوم بدء تلقي طلبات التقديم لمدارس التمريض بالبحر الأحمر (الشروط والدرجات)    أبي أحمد يكذب ورسائل حاسمة من السيسي وترامب، آخر مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي    «أزمة في أوضة اللبس؟».. رد فعل مثير من إمام عاشور مع زيزو    "صعبة للغاية".. شوبير يصدم جماهير الأهلي حول إمام عاشور    أحمد شريف: الزمالك أحسن من الفلوس وشيكابالا أسطورة والسعيد لن يتكرر    تعرف على مواجهات مانشستر يونايتد الودية ضمن معسكر الإعداد للموسم الجديد    الإسكان: كراسات شروط الطرح الثاني ل"سكن لكل المصريين7" متاحة بمنصة مصر الرقمية    بيتكوين تستقر قرب 118 ألف دولار وسط تراجع لقيمة الدولار    قرار جمهورى بالموافقة على منحة لتمويل برنامج المرفق الأخضر من الاتحاد الأوروبى    إغلاق حركة الملاحة الجوية والنهرية بأسوان بسبب سوء أحوال الطقس    الفرص ومواعيد الامتحان والدرجات.. التعليم تجيب عن أسئلة حول البكالوريا    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    ضبط مالك مطبعة "بدون ترخيص" بالقاهرة وبحوزته العديد من المطبوعات التجارية بدون تفويض    بشرى لطلاب الثانوية العامة: الأكاديمية العربية تقدم كلية العلاج الطبيعي بفرع العلمين الجديدة    حزب الوعي ينظم مؤتمرًا صحفيًا لتقديم مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ الأحد المقبل    وفاة والدة النجمة هند صبري    احتفالاً بالعيد القومي لمحافظة الإسكندرية.. فتح المواقع الأثرية كافة مجانا للجمهور    فيلم الشاطر لأمير كرارة يحصد 2.7 مليون جنيه في أول أيامه بدور السينما    كابتن محمود الخطيب يحقق أمنية الراحل نبيل الحلفاوى ويشارك في مسلسل كتالوج    مباحثات لتعزيز علاقات التعاون المشتركة بين جامعة القاهرة وجامعة جيجيانغ الصينية    لا تخشى قول الحق مهما كلفها الأمر.. 5 أبراج تحب المواجهة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 17-7-2025 في محافظة قنا    ميعاد انطلاق الدعاية الانتخابية للمرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ غدًا    18 شهيدًا في تصعيد إسرائيلي على غزة بينهم عناصر تأمين للمساعدات    نائب وزير الصحة يعقد الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى لشباب مقدمى خدمات الرعاية الصحية    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: بروتوكول تعاون مع الصحة لتفعيل مبادرة "الألف يوم الذهبية" للحد من الولادات القيصرية    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (139) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ما الفرق بين المتوكل والمتواكل؟.. محمود الهواري يجيب    كيف نواجه الضغوطات الحياتية؟.. أمين الفتوى يجيب    بمنهجية علمية وشهادات معتمدة.. «الأزهر» ينشر لغة القرآن في قارات العالم    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة    الأهلي يكشف كواليس عرض الحزم السعودي لضم أحمد عبد القادر    لو لقيت حاجة فى الشارع اتصرف إزاى؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد رجب ومصطفى حسين.. غياب ثنائي "الريشة" و"القلم"

في أقل من شهر، يكتب القدر للصحافة المصرية أن تفقد اثنين من أهم رجالها، تغيب ريشة كانت تعبر عن كل قضايا المصريين وترسم أفراحهم وأوجاعهم، ويتوقف قلم كان يجسد قضاياهم في قالبٍ ساخر يحول الهم إلى بسمة، صداقتهما لم تقتصر على إبداعهما الذي شهدت له الأجيال، وإنما امتدت لتكون "شراكة في الموت".
رجب وحسين "لقاء بدار الهلال ينتج إبداعا بأخبار اليوم":
اللقاء الأول بين الثنائي مصطفى حسين وأحمد رجب كان بمجلة "دار الهلال"، عام 1956، حيث كان لرجب الفضل الأول في إقناع شريك إبداعه بالاتجاه لفن الكاريكاتير، لامتلاكه حسا ساخرا يصل للقلب، ويأتي عام 1974، ليسجل أول مسيرتهما الفنية معا بدار أخبار اليوم، حيث اقترح مصطفى وعلي أمين عليهما أن ينتجا عملا فنيا يعتمد على الكتابة الساخرة ورسم الكاريكاتير، فكانت شخصية "عبد الروتين"، أول شاهد على رحلة استمرت على مدار 50 عام من الزمن.
مصطفى حسين وأحمد رجب "رسائل حب متبادلة":
"مصطفى أحسن رسام في العالم"، هكذا رأى الكاتب الساخر أحمد رجب رفيق عمره مصطفى حسين، حين قال حسين عن رجب: "لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب، قليلون هم الذين اقتربوا منه، فقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ، وترجم ذلك في الكتابة باختصار وتركيز شديدين، حيث لا وقت عند القارئ ل اللت والعجن".
شخصيات ذات بصمات:
مطرب الأخبار:
من تجربته التى لم تكتمل بأن يصبح مغنيًا مشهورًا، خرج "مطرب الأخبار"، الواثق بنفسه، المتأنق دائمًا ببذلته، مصطحبًا عوده، الذي كلما عزف عليه وبدأ بالغناء، أثار ضجر الجميع لرداءة صوته ونشازه، ولكن إصراره فاق أي محاولة لإثنائه عن الغناء، فيقول في إحدى الرسومات "أنا زي بيتهوفن.. انطرشت.. بس من تأثير قوة صوتي ف وداني".
أراد الثنائي بهذه الشخصية الإشارة إلى أن نجاح عدد من المطربين في هذا الوقت، غير مرتبط بجودة أصواتهم.
عبده مشتاق:
الصورة المصغرة من "الموظف الحكومي".. استطاع مصطفى حسين بريشته تصويرها، ببذلته التي لا يخلعها ونظارته القابعة على وجه، حيث يجلس وزراء مكتبه دائمًا، في انتظار المكالمة التي ستغير حياته وتجعله أحد الوزراء الجدد.
ومن خلال "مشتاق" صور أحمد رجب، الشخصية التي يكسوها الطمع والاشتياق لكرسي السلطة بلا ملل أو كلل.
كمبورة:
أولى الشخصيات التي ابتكراها، فجذبا بها الانتباه، فمن خلاله تمكنا من انتقاد الأوضاع السياسية المحيطة، بتلك الشخصية المتسلطة الاستغلالية التي تسعى للمتاجرة بآمال الفقراء، واللعب مع الإعلام والشخصيات البارزة، فدائمًا ما يبدو فخورًا بنفسه أكثر من اللازم.
رسمه الثنائي بهيئة رجل متأنق متأهب دائمًا للقاءات والعمل السياسي - خاصة بعد ترشحه للبرلمان - والمحاط بالسيدات الجميلات، أولهن سكرتيرته المفضلة، حافظة أسراره.
طالما انتقد "كمبورة" ما حوله من تغييرات سياسية، فأثار غضب محامي إحدى الجماعات الإسلامية، فاتهمت الثنائي بالإساءة لرموز الدعوة السلفية.
الكحيت:
على الرغم من رداءة ملابسه الممزقة، وشعره المبعثر، إلا أنه يتباهى بنفسه وسط رسومات الكاريكاتير، ممسكًا بسيجارته وكأنه مليونير غني عن التعريف، ب"شبشبه" البلاستيكي المنتهية صلاحيته، يظل يحلم بمستقبل وردي دون السعي إليه.
قصد مصطفى حسين وأحمد رجب، من هذه الشخصية، فكرة الحث والتشجيع من خلال النقد اللاذع لهذه الأمثلة السلبية المتكاسلة الموجودة في المجتمع، لإنهاء هذه الحالة والبدء في الفعل الإيجابي.
"فلاح كفر الهنادوة".. سر عودة الثنائي بعد الانفصال:
شخصية استوحاها الكاتب الساخر أحمد رجب من مقابلته لأحد الفلاحين البسطاء بموقف أتوبيس، التقطتها ريشة الرسام الكاريكاتيري مصطفى حسين، ليقدما من خلالها محاسبة يومية لرئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشعب وكبار المسؤولين، وتنقل لهم آراء المواطنين في أدائهم، قبل أن ينفصل بين الثنائي عام 2005 ، وتنسحب ريشة "حسين" من رسم الشخصية، ثم تعلن أخبار اليوم معلنا إسدال الستار عنها، لتفرض عبقرية "فلاح كفر الهنادوة" نفسها، وتجمع الثنائي المبدع مرة أخرى، بعد فراق دام لأكثر من 6 سنوات، ولتعود معبرة عن حقبة جديدة، عاشها المصريون بعد ثورة يناير 2011.
رجب وحسين.. متهمان بازدراء الأديان:
برسم كاريكاتيرية بسيطة، أرادا به مداعبة اتجاه الإسلام السياسي.. صورة معلقة لشيخ سلفي بلحية، ورسم لامرأة راقصة بجانبها اثنين من الرجال، أشار أحدهم للصورة، وعلق عليها بعبارات ساخرة من السلفي ولحيته وعلامة الصلاة في وجهة، ثم خاطب الراقصة، نشب على إثرها الكثير من المشاكل والانتقادات، أبرزها الاتهام في يونيو 2011، بازدراء الأديان، لاعتقاد صاحب البلاغ أن التعليقات على الصورة كانت تتضمن عبارات سخرية من النقاب.
مصطفى حسين أكد أنه لم يقصد الإساءة للإسلام أو السلفية، ولكن من قدم البلاغ لم يفهم طبيعة شخصية الكاريكاتير التي أرسمها، فقضت محكمة جنح بولاق أبو العلا، برفض تلك الدعوة واعتبرتها لا تخالف الدين الإسلامي.
الريشة والقلم.. شركاء فراش الموت:
لم تقتصر صداقتهما معًا على فترة الشباب والنجاح فقط، بل تشاركا أيضًا الألم والمرض داخل أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، لم تفلح أن تساعدهما على الصمود أمام إرادة الخالق، فبعد أن وافت مصطفى حسين المنية في أغسطس الماضي، لحق به صديق عمره أحمد رجب في سبتمبر الحالي، ليضع كلمة النهاية لقصة نجاح فريدة في الصحافة المصرية، فعلى الرغم من وفاة الريشة والقلم، إلا أن حبرهما لم يجف بعد برسوماتهما المحفورة في الأذهان، وأوراق جريدة "الأخبار".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.