ودعت "صاحبة الجلالة"، اليوم السبت، فى جنازة مهيبة، ابنها البار، صاحب البسمة الصباحية، عبر نافذته اليومية، بمؤسسة أخبار اليوم، الكاتب الصحفى، أحمد رجب، عميد الكُتاب الساخرين، بعد أيام من وفاته رفيق دربه، مصطفى حسين. حزن بلاط صاحبة الجلالة وسط حزن شديد، خيم على مؤسسة أخبار اليوم، والمؤسسات الصحفية منذ إعلان وفاة أحمد رجب أمس، شارك قطاع كبير من بلاط صاحبة الجلالة، وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة في وداع الفارس النبيل. الإسكندرية.. مثواه الأخير يتحرك الجثمان عقب تشييع الجنازة، إلى محافظة الإسكندرية، حيث مثواه الأخير، لدفنه بمقابر العائلة، حضر كل من نقيب الصحفيين ضياء رشوان، وياسر رزق، ويحيى قلاش، ومحافظ القاهرة، جلال السعيد، والمهندس ممدوح حمزة، والفنانة يسرا، والفنان محمود عبد العزيز، والمهندس حسب الله الكفراوى. كما حضر كل من إبراهيم المعلم، والكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس، والإعلامى جابر القرموطى, والإعلامى عمرو أديب، الكاتب الصحفى على السمان، وسط حالة من الحزن الشديد، الذين رددوا كلمات ترحما عليه والدعاء له، فيما قال آخرون: "مع السلامة يا أستاذ". عباقرة الصحافة قال الإعلامى عمرو أديب، إن عباقرة الصحافة المصرية، انتهوا برحيل، كل من الكاتب الصحفى أحمد رجب، ورفيقه مصطفى حسين، مؤكدا أنهم كانوا من فلتات الصحافة المصرية. جاء ذلك أثناء مشاركته فى تشييع الجنازة، مؤكدا أن هؤلاء العظماء الذين رحلوا لن يتكرروا ، متسائلا:" كم كتاب قرأه رجب ؟", وكم معرض زاره؟. بصمة لن تتكرر من جانبه قال الإعلامى جابر القرموطى، إن بصمة كل من الكاتب الصحفى أحمد رجب، ومصطفى حسين، من الصعب تكراراها فى المؤسسات الصحفية الحالية، مؤكدا أنهم قاموا بدور كبير فى إثراء الحياة الصحفية قائلا:" من الصعب تكرار بصمة رجب وحسين فى بلاط صاحبة الجلالة من جديد". ربنا يعوضنا خير فى السياق ذاته قال محافظ القاهرة، المهندس جلال سعيد، إن الصحافة المصرية، صاحبة الجلالة، فقدت أحد أبنائها العظماء، الذى من الصعب تكرار تجربتهم من حيث الأسلوب والأداء، قائلا:" ربنا يعوضنا خير فى أحمد رجب ". أيقونة صحفية وأكد طاهر أبو زيد، وزير الرياضة الأسبق، أن الكاتب الصحفى أحمد رجب، أيقونة كبيرة من أيقونات الصحافة فى مؤسسة أخبار اليوم، لكنه ترك موروثا كبيرا من أبنائه فى المؤسسات الصحفية. ولفت ياسر رزق، إلى أن رجب من المخلصين ، وكافح بإخلاص كبير من أجل مستقبل البلاد، فى إطار من الوطنية، مؤكدا أنه سيتم تأبينه خلال الفترة المقبلة وتخصيص جائزة باسمه. المولد والنشأة أحمد رجب معوض متولى، وشهرته أحمد رجب، ولد في 20 نوفمبر 1928، وحصل على ليسانس الحقوق، والتحق للعمل بمكتب "أخبار اليوم" بالإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، وتولى مسئولية سكرتير التحرير بعد أن اكتشف الأخوين مصطفى وعلي أمين مهارته الصحفية. واشتهر رجب بقدرته على السخرية، وانتزاع البسمة الموجعة، تعليقا على ما يجري في الواقع السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، عبر الشخصيات الكاريكاتيرية التي ابتكرها، مع رفيق دربه فنان الكاريكاتير مصطفى حسين، الذي رحل قبل ثلاثة أسابيع. الريشة والقلم كوّن رجب وحسين أشهر ثنائي فني ساخر في الصحافة المصرية، يكتب الأول الكلمات، ويعبر الثاّني بريشته عن الكلام الساخر، وظهرت شخصيات نالت شهرة شعبية كبيرة، منها: "فلاح كفر الهنادوة"، و"قاسم السماوي"، و"كمبورة"، و"عبده مشتاق"، و"عزيز بك الأليت"، و"مطرب الأخبار"، و"علي الكوماندا". كان أحمد رجب يكتب زاوية يومية قصيرة في جريدتي "الأخبار" اليومية، و"أخبار اليوم" الأسبوعية، لمدة نصف قرن بعنوان "نصف كلمة"، مشبعة بروح السخرية المؤلمة، كما كان يكتب التعليقات على رسومات الكاريكاتير للفنان الراحل مصطفى حسين، فيما حصل رجب على عدد كبير من الجوائز، كان آخرها جائزة شخصية العام في مايو الماضى، من مركز دبي للصحافة العربية.