انتخابات لم يحدد موعدها بعد، وقانون ما زال في طور الصياغة، وتحالفات انتخابية تعلن التدشين، ووسط ذلك كله تشتعل معارك التشويه، والاتهامات المتبادلة بين الأحزاب، فتحالفات متهمة بضم "فلول" الحزب الوطني، وأخرى متهمة بضم "الإخوان" في صفوفها، وثالثة توصف بالأحزاب الكرتونية، التي لا تمتلك شعبية، وفي النهاية، الجميع يتصارع على "كعكة" البرلمان المقبل. آخر تلك المعارك بين التحالفات الانتخابية، كانت تصريحات الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، حول التحالف مع التيار الشعبي برئاسة حمدين صباحي، وقوله: "إن الأفضل ألا يخوض تحالف الوفد المصري انتخابات البرلمان مع صباحي ولا التيار الديمقراطي، لأن ذلك سيؤدى إلى خسارة التحالف الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل أن تبدأ"، وهو ما رد عليه عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بقوله: "اندماج أحزاب التيار المدنى الديمقراطى مع تحالف الوفد المصرى فى انتخابات مجلس النواب المقبلة بات مرفوضًا، وهجوم الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد على حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى أنهى كل محاولات التحالف بين الطرفين". "حمدين صباحي" مؤسس التيار الشعبي، كان له معركة أخرى مع تحالف "الجبهة المصرية"، بعدما أكد في تصريحات صحفية: "أنه لا حوار ولا تنسيق مع تحالف الجبهة المصرية، الذي يعبر عن نفس سياسات وتوجهات نظام مبارك"، ما دفع يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، للرد عليه بقوله: "ائتلاف الجبهة المصرية لا يمثل عودة لنظام مبارك كما يقول حمدين صباحي، وإنما تحالف من أجل المصلحة العليا للوطن دون أي مصالح شخصية، وأقول لصباحي وغيره ممن يهاجمون التحالف: (الصندوق بيننا وإرادة الشعب الفيصل، وأنه لن يحصل على صوت واحد)". أما حزب النور، دخل هو الآخر في معركة أخرى مع الأحزاب المدنية، التي فضلت عدم التحالف معه، واستنكر الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، هجوم بعض الأحزاب المشاركة فى تحالف الأمة المصرية عليه، معتبرًا أن تحالف الأمة المصرية يمارس إقصاء غير مقبول، ويقوم بمثل ما فعلته جماعة الإخوان من إقصاء الآخرين، ويقعون فى نفس أخطاء الجماعة، إلا أن "الدعوة السلفية" خرجت ببيان تؤكد فيه أن مشروعها السياسي هو الوصول إلى الحكم، لفرض المشروع الإسلامي وإنقاذ الأمة من وصول العلمانيين والشيعة والخوارج للحكم، كما كفّرت الدعوة السلفية في بيان لها من سمتهم "العلمانيين والشيعة والخوارج"، فيما أكد صلاح عبدالمعبود، عضو الهيئة العليا لحزب النور، أن الحزب يجري اتصالات مع الأحزاب المدنية "التي لا تخالف شرع الله" لتكوين تحالف انتخابي. أما تحالف عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، قوبل بالهجوم من أطراف عدة، منها سامح عاشور، نقيب المحامين، الذي وصف التحالف الانتخابي الذي يدعو له عمرو موسى بعملية لتوزيع مناصب، مؤكدًا أنه لا يحب الطريقة التي يعمل بها موسى ومراد موافي، مشيرًا إلى أن بعض السياسيين يرون أن البرلمان "تورتة" يجب تقسيمها، معلنًا أنه لن يقبل الدخول في تحالف عمرو موسي، أما حزب الحركة الوطنية، رفض الدخول في التحالف الانتخابي الذي دعا إليه عمرو موسى، مشيرًا إلى أن هناك أحزاب مشاركه به لها علاقات مع جماعة الإخوان، وكان ل"محمد عصمت السادات"، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، موقف آخر من تحالف "موسى"، حيث قال إنه انضم لتحالف الوفد المصري، وإنه تحفظ على تحالف عمرو موسى، عندما وجد أن الهدف منه دعم الرئيس، وأن العمود الفقرى لتحالف موسى هم من نواب الوطني.