زوجة قتيل الشرطة فى طهطا: جرجروه على الأرض لحد البوكس وهو يصرخ «حرام عليكم أنا عندى الكبد»

والدته: «قبّلت رجلين الضباط والعساكر عشان يرحموه لوجه الله ويعتقوه»

«يموتوه عشان حكم بأسبوعين سجن، أمال لو كان حرامى، ولا قاتل.. كانوا عملوا فيه إيه؟» لا تجد سعاد محمد طه، 36 سنة، زوجة محمد عزام تاجر الطيور الذى لقى مصرعه فى مركز شرطة طهطا قبل 6 أيام واتهمت أسرته ضباط المركز بقتله، مبرراً لتعامل قوة مركز الشرطة بخشونة مع زوجها رغم علمهم بأنه مريض بالكبد وتستعيد مشهد القبض عليه من داخل منزله بقولها ل«الوطن»: إنه كان جالساً مع والدته العجوز وأولاده ال 6، على الطبلية بيتغدوا، وجاءت الشرطة واقتحم العساكر المنزل، فقال لهم محمد: «أنتم ليه دخلتوا بيتى كده، انتم لسه زى الأول ما تغيرتوش.. هو أنا سارق ولا قاتل؟»، لكنهم لم يلتفتوا لكلامه وجرجروه لحد البوكس وكلبشوه وشلوه رموه فى الصندوق وهو يصرخ: «حرام عليكم أنا عيان ومريض هموت فى إيديكم» وتعود سعاد لسؤالها «يموتوه عشان حكم بأسبوعين سجن.. منهم لله الظلمة».
وتدخلت خديجة هاشم 77 سنة، والدة القتيل، فى الحديث «بوست رجلين العساكر والضباط عشان يعتقوه لوجه الله لكنهم جرجروه على الأرض لحد البوكس».
وقال وليد محمد صديق محامى المجنى عليه إن القتيل تعرض للضرب والإهانة من قبل أفراد الشرطة قبل مصرعه على أيديهم، وكان يرتعد ويرتعش خوفاً حينما زاره فى المركز، مشيراً إلى أن مشهده وهو خائف ويرتعد كان مثيراً للشفقة، كما أنه حين تركه لم يكن به أى إصابة فى وجهه.
وأضاف المحامى أنه قبل وفاة موكله ب20 دقيقة، توجه لمركز شرطة طهطا، لكنه فوجئ بمجرد وصوله إلى المركز بحالة هرج، وعندما سأل أحد أفراد الشرطة، «هو فى إيه؟» أجابه أن هناك مواطناً سب القوة التى توجهت إلى منزله للقبض عليه، ولما دخل إلى المباحث وجد «محمد إسماعيل عزام» بين رجال الأمن، وأنه حاول يحل الموضوع بشكل ودى، إلا أنه رفض، وقال لن أسمح بإهانة الشرطة داخل المركز.
وتواصل النيابة تحقيقاتها فى القضية واستمعت لأقوال أسرة الضحية ومحاميه واستدعت الضباط وأفراد الشرطة الذين كانوا فى المأمورية التى توجهت لضابط المجنى عليه.
وأشار المحامى، إلى أنه بمجرد مرور 20 دقيقة، أخبر أن المجنى عليه جثة هامدة بمستشفى طهطا العام، وقال إنه تقدم بطلب لمصلحة الطب الشرعى بالقاهرة لتحليل العينات التى أخذت من جثة (محمد) تحت إشراف لجنة ثلاثية من الأطباء لمعرفة وجود شبهة جنائية من عدمه.
وقال أشرف عمار منسق الجمعيات المدنية والأهلية، إنه سوف يكلف أحد المحامين التابعين لجمعيات المجتمع المدنى للبحث فى الواقعة، وإذا ثبت تورط الشرطة سنتخذ موقفا حاسما تجاه من قام بهذه الجريمة.
من جانبه أكد مصدر أمنى بمديرية أمن سوهاج ل«الوطن» أن «عزام» وجه السباب والألفاظ النابية للقوات، إلا أنه تم احتواء الموقف وتهدئته واصطحابه للمركز، وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية سقط مغشيا عليه ومات.