محاولات عبر الخطوط الهاتفية، فى الصالونات، والغرف المغلقة، لإثناء الحزب العازم على الخروج من مظلة التحالف الأكثر رفضاً لدى السلطات الأمنية الراهنة فى مصر.. أستاذ الحقوق، محمد محسوب، الذى قضى وقتاً ضمن القائمة الوزارية فى حكومة الدكتور هشام قنديل، حتى استقال من منصبه احتجاجاً على استمرار «قنديل» رئيساً للحكومة بعد وضع دستور 2012 بدعوى تجاهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة تصوره بشأن «ملف الأموال المنهوبة»، بحسب نص استقالته فى ديسمبر 2012. بعد انقضاء عام على عزل الدكتور محمد مرسى، شكلت الأحزاب والجماعات المؤيدة للرئيس الأسبق تحالفاً أطلقت عليه تحالف «دعم الشرعية»، وكان لحزب الوسط، الذى ينتمى إليه الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية سابقاً، دور بارز فى ذلك التحالف. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت انسحاب «الوسط» من التحالف الداعم لجماعة الإخوان. قرار لم يرتضه «محسوب» الممنوع من السفر. ورغم منعه من السفر إلى خارج البلاد فإن «محسوب» تمكن من الإفلات من مصير كالذى واجهه رئيس حزبه، أبوالعلا ماضى، ونائبه الأول عصام سلطان، المسجونان لدى السلطات. محمد محسوب عبدالمجيد درويش بدران، ولد فى منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1964، وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1986، ومنها حصل على درجة الماجستير عام 1988، ثم سافر إلى باريس ليواصل الدراسة فى جامعة السوربون الفرنسية بين عامى 1992 و1995 ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1995 فى القانون الاقتصادى الدولى. وفى 2 أغسطس 2012 عين وزير دولة لشئون المجالس النيابية فى وزارة هشام قنديل إلى أن استقال من منصبه فى 27 ديسمبر 2012. ورغم أن «محسوب» لفت إلى أن سبب استقالته هو أن «الوضع (بشأن الأموال المهربة) بقى على ما هو عليه؛ بحيث ظل الملف كاملاً بيد اللجنة القضائية ذاتها المشكلة بقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة» فإن البعض تكهن بأن سبب الاستقالة الحقيقى هو طموح الوزير الشاب فى كرسى رئاسة الحكومة بعدما فرغ من صياغة دستور 2012. واستمر محمد محسوب فى لجنة صياغة دستور 2012 التى ترأسها المستشار حسام الغريانى، رغم انسحاب ممثلى القوى السياسية غير الموالية للإخوان المسلمين، وبعدما خرجت جماعة الإخوان من صورة الحكم اندمج محسوب مع حزبه ضمن تحالف دعم الشرعية المؤيد للجماعة وانتقد سياسات النظام الحالى عبر تغريداته على «فيس بوك» والتى عدّها البعض محرضة ضد الجيش والشرطة فى مصر. وفيما قرر حزبه «الوسط» الخروج من التحالف الداعم للإخوان أبدى «محسوب» انحيازاً للاستمرار بالقرب من الجماعة.