الرحلة الأخيرة.. «جرجس» قفز في النيل لإنقاذ صغيرته فغرقا معا

في الساعة الواحدة من نصف من مساء السبت الماضي، اصطحب «جرجس عماد»، 35 عاما، طفليه «جوليا»، 3 سنوات، ويوسف 10 سنوات في رحلة إلى كورنيش ملوي بالمنيا، كما يفعل دائمًا بشكل مستمر لكنه لم يعلم أن هذه هي النزهة الأخيرة.
النزهة الأخيرة
فور وصول الأسرة إلى الكورنيش، سارعت "جوليا" في النزول من السيارة والوقوف على الكورنيش لرؤية النيل حيث سقطت في المياه لكن الأب كان يغلق السيارة، ولم ير ابنته تسقط حتى ارتفعت أصوات ابنه يوسف، "الحق يا بابا.. جوليا وقعت في النيل".
قفز دون تردد
لم يتردد الأب كثيرًا وقفز وراء ابنته للحاق بها لكنهما غرق الاثنان أمام أعين يوسف، الذي ظل يصرخ في المارة لإنقاذ والده ورضيعته لكنهما سقط في النيل ولم يظهرا بعد ذلك حتى هذه اللحظة.
تفاصيل مؤلمة
تفاصيل مؤلمة رواها "سامح عماد"، صهر الشاب الراحل، وشقيق زوجته، وصديق العمر، مؤكدًا أن الطفل يوسف الذي رأي الحادث بالكامل يرفض تناول الطعام حتى هذه اللحظة ويصرخ ويتساءل قائلًا :"بابا وجوليا فين"، فضلًا عن وضع والده وزوجته الصحي الذي يزداد سوءًا سبب الحادث.
90 ساعة بحث
وأكد أن رجال الإنقاذ النهري يعملون منذ يوم السبت الماضي للبحث عن جثتي الأب والطفلة دون جدوى، متابعا بأن الآن مر أكثر من 90 ساعة على الحادث دون أي جديد، مطالبًا كل من لديه القدرة في التدخل لانتشال جثماني الأب والطفلة.
وتابع "عماد" في حديثه ل"الوطن": "ياريت لو أي حد يقدر يساعد في انتشال الجثمان يجي يساعدنا.. الموضوع صعب.. والحمد لله على كل شيء".
روماني رامي، صديق الشاب جرجس، أكد أنه هو وزملائه انتشروا على طول النيل في محافظة المنيا، على أمل أن يطفو جثمان صديقه وابنته لكن حتى الآن لم يحدث ذلك، معربًا عن حزنه لفقدان صديق عمره.
وطالب "رامي" في تصريحه ل "الوطن"، المسئولين بالتدخل لانتشال جثماني صديقه وابنته في أسرع وقت، مؤكدًا أنهم غرقا منذ مساء يوم السبت الماضي.
تباشر فرق الإنقاذ النهري البحث عن جثة شاب وطفلته، غرقا في نهر النيل بمركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، وذلك بعدما سقطت الطفلة من فوق الكوبري فقفز الأب خلفها في محاولة لإنقاذها رغم أنه لا يجيد السباحة.
تلقى اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، إخطارا من مأمور مركز شرطة ملوي، بتلقيه إشارة من غرفة عمليات النجدة، بغرق كلا من «جرجس عماد»، 35 عاما، وطفلته «جوليا»، 3 سنوات، بنهر النيل.