تسعى جماعة الإخوان المسلمين وبقوة للفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة بورسعيد، وينافسهم الطلاب المستقلون وشباب الثورة، في غياب الأحزاب الأخرى عدا عضو واحد من حزب الوسط. وتتمثل المفاجأة هذا العام في أن المستقلين وقائمة 6 إبريل، التي تميزت بضعفها الفترة الماضية، مستعدون لخوض الانتخابات أمام قوة تنظيم الإخوان المسلمين. ويسيطر طلاب الإخوان على معظم كليات الجامعة العشر من خلال أسر طلابية تحمل كلها اسم "الضياء"، ويساعدهم في ذلك سيطرتهم على المدن الجامعية من خلال تقديم خدمات لمجموعة كبيرة من الطلاب المغتربين. وأكد عمرو عوف، أمين اتحاد طلاب جامعة بورسعيد، أنه من المنتظر أن يترشح الطالب محمود المغربي من كلية التجارة أمام مرشحين من الإخوان، هما محمد المدبولي وأحمد رمضان، وهي سياسة تنتهجها الجماعة لتشتيت الأصوات وضمان نجاح أحد المرشحين، فيما قال إنه يتوقع أن يخسر الإخوان في عدد من الكليات، خاصة التي فازوا بها من قبل عن طريق الخطأ، مثل معهد الحاسب الآلي، وعدم فوزهم هذا العام أيضا في كليات الهندسة ورياض الأطفال، بالرغم من أنهم يسعون بقوة للفوز في اللجان الثقافية بكل الكليات، باعتبارها اللجنة الرابحة. وأضاف أن الجديد هذه المرة هو أن حركة 6 إبريل تشكل قائمة تضم معها حركة الاشتراكيين الثوريين، ولأول مرة حركة مصر القوية. وأوضح أن الاتحاد يمارس اتصالات على مستوى الجامعة، و"نسعى لعمل اتصالات أخرى مع الجامعات التي لا يسيطر عليها الإخوان"، ولكن "تواجهنا مشكلة الرعاية المادية، بعكس طلاب الإخوان المسلمين الذين تتوفر لهم الإمكانيات المادية من قبل الجماعة والمسؤولين الإخوان". ويؤكد عوف أن الاتحاد الحالي "يعمل تحت ضغط وتعطيل مستمر من رئيس الجامعة الإخواني، حيث يسمح لطلبة الإخوان بمقابلته ويرفض مقابلتنا، كما منعني من حضور لقاءات مهمة لأني لست إخوانيا؛ مثل لقاء رئيس الجمهورية مع اتحاد الطلاب"، مضيفا أنه سافر على نفقته الخاصة من منطلق المسؤولية، ونجح في إدارة المؤتمر وتوصيل مشكلات الجامعة. ويكمل: "نجحت سابقا بإرادة الطلاب واختيارهم لي كمستقل، خوفا من اختيار أي توجهات سياسية تخدم أهداف الجهة الخاصة بها، وأتوقع فوز المستقلين هذا العام أيضا". وقال علي عزيز، أمين اللجنة العلمية باتحاد طلاب جامعة بورسعيد، وعضو حزب الوسط: "لا توجد أحزاب داخل الاتحاد غير الوسط، وبالطبع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين". وأوضح أنه شارك في لقاء اتحاد طلاب مصر، الذي عقد مؤخرا مع وزير التعليم العالي، والذي كان أغلب ممثلي الاتحادات فيه من الإخوان، الذين حرصوا على التصويت لاختيار مواد لائحة اتحاد الطلاب الجديدة لتناسب أهدافهم. وندد عزيز بمنع الدكتور عماد عبدالجليل، رئيس الجامعة، أمين اتحاد الطلاب المستقل، عمرو عوف، من حضور اجتماع اتحاد طلاب الجمهورية بوزير التعليم العالي، بدعوى أنه طالب في آخر سنة بكلية الهندسة ولا يحق له أن يشارك في اختيار اللائحة، مع أنه يحق لأمين اتحاد الطلاب ممارسة كل الأنشطة وحضور اللقاءات حتى يسلم منصبه للأمين الجديد بالانتخاب. كما ندد أيضا بقيام رئيس الجامعة برعاية أسرة "الضياء" الإخوانية، التي تتعامل معه مباشرة دون أن تتعامل مع الإدارة المختصة بشؤون الأسر. وقال محمد عليوة، عضو اتحاد طلاب كلية الهندسة، إن الإخوان سيطروا على معظم اتحادات الكليات بمشاركة صورية من السلفيين، كما هو الحال في كلية التربية، حيث تظهر سيطرتهم على الاتحاد بشكل كامل، وأيضا كلية العلوم من خلال أسرة "الضياء"، لكن تشاركهم مجموعة من المستقلين ويقسمون المناصب بالتوافق سويا. وقال إن بعض المستقلين حاولوا السيطرة على اتحاد طلاب كلية الحاسب الآلي، لكن أسرة "الضياء" هناك طغت. ويؤكد عليوة أن الإخوان فقدوا سيطرتهم على كلية الهندسة بنسبة 75% في العام الماضي، ويحاولون هذه المرة وباستماتة الفوز في اللجان السبعة في الكلية وباقي الكليات، وهي العلمية والرياضية والجوالة والفنية والأسر والاجتماعية والثقافية، والتي ستنضم إليها اللجنة السياسية في اللائحة الجديدة، كما أكد أيضا أن اتحاد الطلاب لا يزال يعمل باللائحة القديمة، التي نظمها أمن الدولة السابق لمنع ممارسة السياسة في الجامعة.