«حين يكثر الظلم على الأرض يكفّ الناس عن النظر إلى السماء.. علم الفلك معيار لقياس تقدم الأمة وانتشار العدالة بها».. مقولة للراحل الدكتور مصطفى محمود، أكدها خلال برنامجه الشهير «العلم والإيمان»، ترسخت فى أذهان كثيرين، وترسخت معها الرغبة الصادقة فى خوض الفضاء والتعرف عليه أكثر، لعل فى ذلك بداية للحق والعدل المنشود. بدأت مجموعة من هواة الفلك تنفيذ وصية الراحل مصطفى محمود بعدم إهمال الفلك وظواهره، حاولوا الكف عن الانشغال بهموم الأرض وملوثاتها البصرية، متجهين صوب السماء وأجرامها المتلألئة، حيث لا ظلم ولا هوان، عصام جودة، واحد من هؤلاء، حاول أن يتشارك تجربته الممتعة مع آخرين، فبادر بتنظيم لقاء فى مركز «شبابيك» الثقافى بالمقطم لهواة الفلك للتعلم والتجربة الحية بالنظر عبر تليسكوب من أجل قراءة عملية للسماء. يحكى عصام عن نفسه ومجموعته، فيقول: «نحن مجموعة أساسية من 11 شخصاً، هواة فلك، بعضنا درس العلم، وبعضنا هواة تماماً، نود أن ننشر هذه الهواية فى المجتمع، وقد ظللنا لفترة نعمل من خلال جمعية الدكتور مصطفى محمود، حيث يوجد فيها مرصد فلكى صغير، لكنها جمعية خيرية، ونحن نخطط الآن لتأسيس جمعية متخصصة فى مجال الفلك». ينصح عصام بالخروج إلى الصحراء، حيث يكون المشهد أوضح للسماء، والجمال بلا حدود، يقول: «ننظم بعض الفعاليات ونخرج بالفعل إلى الصحراء، كما نذهب إلى مرصد القطامية، حيث يوجد تليسكوب مميز، يعد أكبر تليسكوب فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربى ككل، لا توجد جمعيات عاملة فى مجال الفلك اللهم إلا أكاديمية تركز على الأبحاث ولا تهتم بالانتشار، أما نحن فنطمح إلى نشر التأمل فى السماء كهواية ووسيلة للاستمتاع قد تسعد البعض أكثر من مباريات كرة القدم، وغيرها من الهوايات المفضلة».