وصف الرئيس التونسي، محمد المنصف المروزقي، الجهاديين بأنهم أكبر تهديد يواجه بلاده في الوقت الراهن، قائلا "إنهم يعادون الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان، ويعادون الغرب بصفة عامة." وأضاف المرزوقي - في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية اليوم الجمعة - "أن عددهم لا يتخطى الثلاثة آلاف شخص"، موضحا أن الحركة الإسلامية بصفة عامة في تونس متسعة للغاية، وأن التيار السلفي كجزء من هذه الحركة متسع أيضا بشكل كبير، بينما لا يشكل الجهاديون سوى فئة قليلة جدا في هذه الحركة. نفى أن يكون جميع هؤلاء الجهاديين على علاقة بتنظيم القاعدة، وإنما وصفهم بأنهم "من إفرازات المجتمع التونسي وظروف الفقر والجهل وغير ذلك". وأكد أن هؤلاء الجهاديين في النهاية هم جزء من نسيج المجتمع التونسي، لافتا إلى أن القضاء على هذه الظاهرة صعب للغاية، إلا أنهم لا يؤثرون على استقرار البلاد، وإنما يؤثرون على صورة تونس أمام الدول الأخرى. وعن إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلغاء زيارتها التي كانت مقررة إلى تونس بعد ما شهدته البلاد من أحداث يوم الجمعة قبل الماضي، على خلفية الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، قال المرزوقي "إنني على يقين من أن إلغاء زيارة ميركل لم يكن لأسباب أمنية فقط، وإنما لأن أجندة أعمالها معقدة". وأضاف "أنه يعلم جيدا مدى دعم ميركل وألمانيا بالكامل للعملية الديمقراطية في تونس، وأنها ستأتي إليها في وقت لاحق، شأنها في ذلك شأن باقي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لأنهم جميعا على ثقة بأنه إذا لم ينجح التحول الديمقراطي في تونس، فإنه لن ينجح في أية دولة عربية أخرى"، على حد قوله. وقال المرزوقي "إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أكدت له عزم الإدارة الأمريكية مساعدة الحكومة التونسية على بناء منظومة قوات الأمن التونسية وتدريبها، فضلا عن الدعم بما يلزم ذلك من معدات". وأضاف "أنه اجتمع يوم الأربعاء الماضي مع كلينتون في نيويورك، وأوضحت له أنها والإدارة الأمريكية أصدقاء للشعب التونسي"، مشددا على أنه لم تحدث هناك أية خلافات بين البلدين على خلفية الأحداث التي شهدها محيط السفارة الأمريكيةبتونس. وأكد المرزوقي أنه يعتزم الاستمرار في منصبه حتى إجراء انتخابات عامة في أبريل من العام القادم، منوها بأن تونس باتت دولة ديمقراطية، ونجحت في التعامل مع أزمة التيار السلفي.