استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجزائر، الذي جاء حاملاً رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وذلك بحضور السفير نذير العرباوي، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالقاهرة. وصرَّح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، في بيان رسمي، بأن الرسالة الخطية تضمَّنت الإشارة إلى حرص الجزائر على تطوير وتعميق علاقاتها مع مصر في كل المجالات، وذلك من خلال عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى رئيسي الوزراء في أكتوبر المقبل، فضلًا عن تناول مختلف القضايا الإقليمية، التي شملت الأوضاع في كل من ليبيا وغزة والعراقوسوريا، إلى جانب أهمية النهوض بالعمل العربي المشترك، ودعم الجهود المبذولة لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية. وطلب السيسي من الوزير الجزائري نقل شكره وتقديره للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليفة، على حفاوة الاستقبال التي لقيها أثناء زيارته مؤخرًا إلى الجزائر، منوهًا بأن مصر حريصة على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين، وعلى تطوير علاقاتها الثنائية مع الجزائر كعلاقات استراتيجية تأخذ في الاعتبار، ضمن أمور أخرى، أهمية العمل سويًا على تحقيق السلم والأمن الإقليمي؛ حفاظًا على المصالح المشتركة وتحقيقًا لطموحات الشعبين الشقيقين. وأضاف بدوي أن مصر تولي علاقاتها مع كل دول المغرب العربي أهمية متقدمة في سياستها الخارجية، منوهًا بأن الأحداث التي يشهدها إقليم شمال إفريقيا تضاعف من هذه الأهمية، آخذًا في الاعتبار خطورة الأوضاع في ليبيا وضرورة مساندة البرلمان الليبي الجديد، للتغلب على النزعة العشائرية التي خلفها النظام السابق في ليبيا. وشهد اللقاء تشاورًا حول مجمل القضايا العربية، حيث أكد السيسي على مواقف مصر تجاهها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، منوهًا بالجهود والاتصالات التي تجريها مصر لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، كما شدد على ضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية لكل من سورياوالعراق وإيجاد تسوية سياسية سلمية للأزمة السورية بما يمنع تفتيت الأراضي السورية أو النيل من وحدة الشعب السوري، كما أعرب عن أمله في أن يتمكن العراق من مواجهة ما لديه من تحديات وأن تتمكن الأطياف السياسية العراقية المختلفة من تضييق فجوة الخلافات فيما بينها وأن تجتمع رؤاها. كما أشار إلى أن الأمة العربية الآن في أزمة، وأنه يتعيَّن على الدول التي ما زالت محتفظة بمقومات الدولة أن تقوم بمسؤوليتها التاريخية إزاء حفظ الأمن القومي العربي وصون مقدرات الدول العربية التي تواجه أزمات تهدد وجودها.