«محلب» يدشن رسمياً «المشروع القومى الثالث»: مصر أصبحت «موقع عمل كبير»

رئيس الوزراء: هناك روح جديدة فى العمل كلها تفاؤل وأمل.. وأحذر مسئولى مشروعات الطرق الجديدة: «مابقاش معانا فلوس نعمل الطريق ونرجع له تانى»

أعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بدء إجراءات طرح مشروع المخطط الاستراتيجى للساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى، وذلك خلال مؤتمر عقده بالساحل الشمالى، أمس، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين، عرض خلاله وزير الإسكان تصورات تنمية المنطقة، ومخطط تنمية مدينة العلمين الجديدة.
وأكد «محلب» أن المخطط الاستراتيجى للساحل الشمالى الغربى هو المشروع القومى الثالث من سلسلة المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية، بعد مشروع تنمية محور قناة السويس، والمثلث الذهبى للتعدين فى الصحراء الشرقية. وأضاف: هذه المنطقة تمثل مستقبل التنمية لمصر، حيث يمتد نطاق الساحل الشمالى الغربى، من العلمين وحتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطحاً نحو 160 ألف كم2 تقريباً، ويمكن أن يستوعب جزءًا كبيراً من الزيادة السكانية المستقبلية لمصر خلال ال 40 عاماً المقبلة، يقدر بنحو 34 مليون نسمة.
وخلال المؤتمر، قال الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: يأتى التوجه لتنمية النطاق الغربى لمصر، فى إطار ما حدده المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية فى مصر، الذى يعد خارطة الطريق إلى تحقيق التنمية العمرانية الحالية والمستقبلية فى مصر، مشيراً إلى أن هذا المخطط تم الانتهاء من وضعه فى بداية عام 2012، أثناء تولى الدكتور فتحى البرادعى مسئولية وزارة الإسكان، بالتعاون مع مسئولى الوزارات المختلفة، وعدد من أفضل الخبراء، كان من بينهم المهندس إبراهيم محلب، رئيس شركة «المقاولون العرب» فى ذلك التوقيت.
وأضاف «مدبولى» أن محاور الطرق التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتشمل تنفيذ نحو 4800 كم، منها 3200 كم هذا العام، كلها تتوافق مع رؤية المخطط الاستراتيجى القومى، وتخدم أعمال التنمية، مشيراً إلى أن أهمية مخطط تنمية الساحل الشمالى الغربى تبرز فى أنه لا يدعم فقط تنمية نطاق مهم وواعد فى الجمهورية، ولكن فى أنه يعمل على تبنى سلسلة من المشروعات التنموية فى كافة القطاعات التى من شأنها دعم العلاقات المكانية والاتصالية بين هذا النطاق وباقى أنحاء الجمهورية، بما يتحقق معه تيسير انتقال السكان والعمالة، وتحقيق الانتشار السكانى، والأنشطة الاقتصادية المتنوعة، وبالتالى التنمية المستهدفة له مستقبلاً.
وأشار إلى أنه بالنسبة لمقومات الطاقة الجديدة والمتجددة، يعد هذا المشروع المدخل نحو آليات تنفيذية جديدة للتصدى لقضيتى ندرة المياه والطاقة، من خلال العديد من التوجهات والأفكار، والأدوات التنفيذية، وذلك عن طريق استخدام موارد طاقة جديدة ومتجددة مثل الطاقة الشمسية التى سيتم توليدها بهذا النطاق، الذى يعد ثانى أكبر منطقة سطوع شمسى على مستوى الجمهورية، وكذا من خلال الطاقة النووية، خاصة بعد البدء فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء المفاعل النووى فى الضبعة، موضحاً أنه سيتم توجيه مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة إلى تحلية مياه البحر، لاستخدامات التنمية المختلفة، وبالتالى تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المورد لتنفيذ هذا المشروع، ويمثل وجود هذين المقومين الأساس لتفعيل باقى مقومات التنمية بالمنطقة.
أما بالنسبة لمقومات استصلاح الأراضى والتنمية الزراعية، قال وزير الإسكان إن المنطقة تزخر بموارد المياه الجوفية فى الظهير الصحراوى، مع نطاقات ساحلية تتجمع بها مياه الأمطار، مع توافر مصدر للرى من نهر النيل من خلال ترعة الحمام المقرر استصلاح وزراعة نحو 148 ألف فدان حول مسارها فور إعادة الترعة إلى التشغيل وإزالة المعوقات أمامها.
وأكد أن المنطقة أخذت نصيباً وافراً من المشروع القومى لاستصلاح مليون فدان، ضمن البرنامج الانتخابى الرئاسى، حيث من المقرر زراعة 150 ألف فدان فى منطقة المغرة، ونحو 50 ألف فدان جنوب منخفض القطارة، و30 ألف فدان فى سيوة، بما يتيح رقعة زراعية موزعة على أنحاء الظهير الصحراوى بالمنطقة اعتماداً على موارد المياه الجوفية ومصادر الرى المؤكدة.
وبالنسبة لمقومات التنمية السياحية، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن المنطقة تضم أنماطاً متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالى الغربى لنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، وحتى الحدود الغربية للجمهورية، بطول نحو 90 كم من غرب الإسكندرية، وحتى العلمين، ومن العلمين حتى رأس الحكمة بطول نحو 130 كم، ومن النجيلة وحتى السلوم بطول نحو 130 كم، تضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو 90 كم.
وحول مقومات التنمية الصناعية، أوضح أن المنطقة تزخر بالعديد من الموارد الاستخراجية التى تكفل إقامة العديد من الصناعات التى تقوم عليها، بشكل أساسى أو ثانوى، ومن أهم تلك الموارد «الحجر الجيرى متوسط وعالى النقاء، والطفلة، والبتونايت، والدولومايت، والجبس، ورمال الكوارتز»، وهى كلها من مقومات صناعة مواد البناء، إضافة إلى الملح الصخرى شديد النقاء ذى القيمة الاقتصادية العالية فى التصدير فى منخفض القطارة، فضلاً عن وجود نطاقات استكشاف واستخراج البترول عند حافة منخفض القطارة، مع استكشافات للزيت الخام والغاز الطبيعى.
وأعلن الوزير أنه سيتم بدء تنفيذ مدينة العلمين الجديدة، كمدينة ذات طابع بيئى عمرانى متميز فى ظل مجاورتها للنطاق الخاص بمحمية العميد، مع تكاملها وظيفياً مع التجمع السياحى الشاطئى الجديد بما يتحقق معه شكل ونمط جديد للسياحة البيئية والشاطئية المتكاملة، وذلك فى ضوء صدور القرار الجمهورى رقم 114 لسنة 2014، بإنشاء مدينة العلمين الجديدة على مساحة 88 ألف فدان تقريباً كمدينة ذات طابع بيئى عمرانى متميز جنوب الطريق الساحلى. فى سياق متصل، تفقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أعمال تطوير طريق «إسكندرية مطروح»، وذلك خلال جولته الميدانية بالساحل الشمالى الغربى، أمس، وأوضح أن مؤشر البطالة انخفض وتراجع بفضل المشروعات التنموية التى أطلقت فى كافة أنحاء مصر، وأكد هذا الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، مشيراً إلى أن هناك روحاً جديدة فى العمل كلها تفاؤل وأمل.
وأكد «محلب» أن مصر أصبحت الآن موقع عمل كبيراً، وأن برنامج الرئيس لإنشاء 3200 كم من الطرق فى سنة واحدة، يعد أحد أكبر المشروعات التنموية التى تتبناها الحكومة حالياً، لأن الطرق هى شرايين التنمية. وقال عقب افتتاحه «كوبرى فوكة» إن الكوبرى انتهى قبل موعده رغم أنه ليس سهلاً، وتم على درجة متميزة، وهذا العمل به طفرة، مضيفاً أن: «مصر فى طريقها إلى التقدم والرخاء، بالرغم من التحديات التى تواجهها، والعمل ليل نهار هو عنوان الفترة الحالية، حتى نحقق أعلى معدلات الإنجاز، وهذه المرحلة تتطلب مزيداً من الجهد والعرق». وأوضح أن الإنجازات التى تحققت على أرض مصر فى الوقت الحالى ترجع إلى أن لدينا قائداً له رؤية وشعباً له إرادة، مشيداً بالمشروعات الجديدة التى توفر المزيد من فرص العمل، لافتاً إلى أن الحكومة جادة فى تنفيذ كافة المشروعات التى تحقق التنمية فى جميع ربوع مصر، مشدداً على أن هذه الطرق بمثابة الشرايين الحيوية وبمجرد الانتهاء منها سيتم القضاء على التكدس والكثافات السكانية فى القاهرة والدلتا، لأن الطرق الجديدة تغطى كافة ربوع مصر.
وشدد «محلب» على العاملين والمسئولين عن مشروع الطرق الجديدة بضرورة مراعاة ألا يتعرض الطريق لهبوط بعد فترة، قائلاً «مابقاش معانا فلوس نعمل الطريق ونرجع له تانى»، ورد عليه المسئولون بأنه تم تغيير الخامات ومراجعة بعض الأمور الأخرى.
وحول حادث شرم الشيخ، أكد أنه لا علاقة له بمشروعات الطرق، مؤكداً أنها مشروعات تنمية والحكومة تسابق الزمن فى مدة التنفيذ والجودة، مشيراً إلى أن هناك خطة ومعهداً يعد للسائقين سيتم افتتاحه قريباً، مضيفاً: «للأسف حادث شرم الشيخ خطأ بشرى أدى لهذه الكارثة»، موضحاً أن هناك دراسة تعد، وبناءً على نتائجها سيتم اتخاذ إجراءات وقرارات بحيث يكون هناك أكثر من سائق فى المسافات الطويلة لتقليل هذه الحوادث، مؤكداً أنه مهما اتخذنا من إجراءات فالخطأ البشرى موجود. وتابع رئيس الوزراء: سنعمل جاهدين مع الشعب المصرى على النهوض بالدولة من خلال المشروعات التنموية العملاقة التى بدأناها فى أكثر من محافظة، ونعرف أن أمامنا تحديات وتحديات كبيرة مثل الكهرباء والمياه، ولكننا قادرون على مواجهة هذه التحديات وتجاوزها بالعمل بجد واجتهاد وبذل أقصى جهد على مدار ال 24 ساعة من أجل التنمية. من جهته، استعرض الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط، تخطيط المدينة المليونية الجديدة بالعلمين، الذى انتهت الحكومة من وضعه، على أن تعتمد المدينة بالكامل فى إنارتها ومشاريعها على الطاقة الجديدة والمتجددة، قائلاً: «نحن نعرف أن هناك مشاكل فى مصر لكننا قادرون على حلها بالترشيد وزيادة الإنتاج».
فيما قال المهندس هانى ضاحى، وزير النقل والمواصلات، إنه تم الانتهاء من كوبرى مزلقان فوكة بنسبة 98%، وتشغيله تجريبياً وسيتم الانتهاء خلال الأيام المقبلة من النزلات والدورانات للسيارات، والانتهاء من المشروع بالكامل بعد 21 يوماً من الآن، وذلك بتكلفة إجمالية 110 ملايين جنيه.