أعلن مسؤول رفيع المستوى في حركة "حماس"، أن الحركة كانت وراء خطف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية في يونيو، وهي المرة الأولى التي يقول فيها أي شخص من الحركة، إنها من تقف وراء الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب الراهنة في قطاع غزة. وقال صالح العاروري، في مؤتمر صحفي في تركيا، أمس، إن الجناح العسكري لحماس "كتائب القسام"، نفذ ما وصفه ب"العملية البطولية" على أمل إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة. وأضاف "كانت عملية قام بها أشقائنا من كتائب القسام"، مشيرًا إلى الجناح العسكري لحماس، وذكر أن حماس كانت تأمل استبدال الشبان بسجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل. كانت حماس، امتدحت الاختطاف أكثر من مرة، لكن العاروري، القائد الحمساوي المنفي بالضفة، هو أول عضو من الحركة يعلن مسؤوليتها عما حدث، واتهمت إسرائيل حماس بتدبير عملية الخطف وحددت ناشطين باعتبارهما المتهمين الرئيسيين، ومازال الرجلان مطلقي السراح. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، إن اعتراف العاروري، يُظهر أن "حماس ليس لديها أي تأنيب ضمير من أي نوع بشأن استهداف المدنيين الأبرياء". كان الاختطاف الذي وقع في 12 يونيو، إلى جانب اكتشاف جثث الشبان بعد ثلاثة أسابيع، أدى إلى حملة واسعة على أعضاء حماس في كل أنحاء الضفة الغربية، وردت حماس بإطلاق صواريخ من قطاع غزة، ما دفع إسرائيل إلى شن هجوم جوي وبري على القطاع. وقتل أكثر من ألفي فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين في القتال، وفقًا لما يذكره مسؤولون فلسطينيون، بينما قتل 67 إسرائيليًا، كلهم جنود باستثناء ثلاثة، وانهارت جهود مصرية للتوسط في وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، ما أدى الى استئناف القتال الشديد. وأشار العاروري، في المؤتمر، إلى أن حماس لم يكن لديها نية في ذلك الوقت لإشعال معركة كبيرة، مؤكدًا أنه لا يُصدق أن إسرائيل كانت تريد حربًا هي الأخرى، ولكن الله أراد أن يشتعل أوار هذه المعركة. "العاروري" واحد من أبرز قادة حماس، وأسس الجناح العسكري في الضفة الغربية منذ عقدين، والآن يسيطر على عمليات الجماعة في المنطقة من منفاه في تركيا، وكان تم ترحيله من سنوات في اتفاق أدى إلى إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حددت إسرائيل العاروري، باعتباره مدبر مؤامرة مزعومة لإثارة انتفاضة في الضفة الغربية، تهدف إلى الإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.