سادت حالة من الإحباط بين أعضاء وقواعد تنظيم الإخوان، بعد فشل تظاهرات الذكرى الأولى لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وقررت المكاتب الإدارية للتنظيم عقد عدة جلسات مكثفة مع الأعضاء لتوضيح الرؤية ومواجهة الإحباط، فيما أكد سياسيون أن ضعف الحشد فى المظاهرات ومرور ذكرى «رابعة» دون تأثير وراء الشعور بالإحباط، خاصة أن قطاعاً كبيراً من شباب الإخوان أدرك أنه تعرض لعملية خداع من جانب القيادات. وكشفت مصادر إخوانية ل«الوطن»، أن بعض أعضاء التنظيم أكدوا رفضهم للمشاركة فى التظاهرات خلال الفترة المقبلة، حفاظاً على أرواحهم فى ظل تصاعد أعداد الضحايا دون جدوى، وقال عصام محمد، أحد الكوادر الشبابية للإخوان، ل«الوطن»، إن هناك حالة من الإحباط تسيطر على صفوف التنظيم نتيجة فشل تظاهرات ذكرى الفض، وضعف الحشد بشكل ملحوظ، على الرغم من نجاح المتظاهرين فى «إزعاج الدولة»، على حد تعبيره، إلا أن الواقع لم يتغير منه شىء، ولم تحدث المظاهرات أى تأثير فعلى. وأضاف: «المكاتب الإدارية قررت عقد جلسات بصورة مكثفة مع القواعد لتوضيح رؤية التنظيم ومواجهة حالة الإحباط ومحاولة إقناعهم بالإيجابيات التى تحققت خلال الفترة الماضية، خاصة أن الإحباط تمكن من عدد كبير من الأعضاء وتسبب فى كفر بعضهم بسلمية التظاهرات، وأوضح أن هناك مطالبات واسعة بين القواعد الشبابية برحيل القيادات الحالية للتنظيم المسئولة على قيادة الحراك بالشارع، بعد فشلهم الواضح فى إدارة أزمة «مرسى» منذ 30 يونيو، حتى الآن. وقال محمود صلاح، أحد الكوادر الإخوانية، إنه يجب التنازل عن مطلب عودة الدكتور محمد مرسى، الرئيس المعزول، ورفع شعارات ثورة 25 يناير، لتوحيد باقى القوى الثورية وخلق الزخم الكافى لمواجهة النظام، مؤكداً أنه فى حالة استمرار «أخونة المعارضة»، حسب وصفه، سيستمر الوضع الحالى دون تغيير. وقال عماد الدين السيد، أحد شباب الإخوان، على صفحته على موقع «فيس بوك»، أمس: «أنا معنديش أمل حالياً فى استرداد الثورة الضائعة، لأن نفس النخب التى قادت طريق الفشل خلال السنوات الماضية هى نفسها من تقود الحراك الحالى، والنتيجة الحالية ظاهرة بوضوح». فى المقابل، قال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن السبب وراء حالة الإحباط التى تمر بها قواعد الإخوان هو ضعف الحشد فى المظاهرات، ومرور ذكرى فض «رابعة» دون أى تأثير، ما دفع بعض العناصر الإخوانية للجوء إلى العنف تحت مبرر «فشل السلمية». وقال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما يعيشه الإخوان حالياً نوع من الإحباط السياسى والاستسلام للواقع، خاصة أن قطاعاً كبيراً من الشباب بدأ يشعر فى هذه الأيام أنه تعرض لعملية خداع من قيادات التنظيم، تحت شعارات «الانقلاب يترنح»، و«مرسى عائد»، و«النظام أوشك على السقوط»، إلى آخر ذلك من أكاذيب.