تم القصف النووي لمدينتي هيروشيما وناجازاكي بقرار من رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في ذلك الوقت وهو الرئيس هاري ترومان وكان ذلك بالترتيب يومي السادس والتاسع من اغسطس عام 1945 وهي الهجمات النووية الوحيدة التي وقعت منذ ذلك الوقت وحتي الآن. وقد وقع اختيار الولاياتالمتحدةالأمريكية علي هاتين المدينتين باعتبارهما مناطق مكشوفة ونائية وتشكل أهدافا سهلة وغير محصنة ( بخلاف العاصمة طوكيو) ولعدم وجود أي قوات أمريكية بها ولضمان عودة الطيار بعد انتهاء المهمة وذلك بالهبوط في الصين ( التي كانت حليفة في ذلك الوقت للولايات المتحدةالأمريكية) وايضا لتوفير المفاجأة الكاملة والسرية المتناهية. وقد برر الأمريكان استخدام السلاح النووي بانها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب وإخضاع اليابان وإجبارها علي الاستسلام. والقنبلة التي ألقيت علي هيروشيما يوم 6 أغسطس هي من نوع اليورانيوم وسميت "الولد الصغير"Little Boy أما القنبلة الني ألقيت علي ناجازاكي فهي من نوع البلوتونيوم وسميت "الرجل السمين" Fat Man وفي خلال الفترة من ساعتين إلي أربع ساعات من القصف بلغ عدد الضحايا من الوفيات من 90.000 إلي 166.000 في هيروشيما ومن 60.000 إلي 80.000 في ناجازاكي وفي خلال الشهور التالية توفت أعداد كبيرة بسبب الحروق والإشعاعات النووية والإصابات الأخري وبطبيعة الحال غالبية الإصابات كانت من المدنيين . وتحقق هدف الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك باستسلام اليابان في 11 أغسطس 1945 أي بعد أيام قليلة من قصف ناجازاكي في التاسع من أغسطس 1945. وفي 2 سبتمبر 1945 وقعت اليابان وثيقة الإستسلام لقوات الحلفاء منهية بذلك الحرب العالمية الثانية. وسبق إلقاء هاتين القنبلتين علي اليابان تصنيع قتبلة نووية من خلال مشروع مانهاتن السري Manhatten Project واختبارها في 16 يوليو 1945 بولاية نيومكسيكو New Mexico والذي جري العمل بالمشروع بالتعاون مع كندا والمملكة المتحدة تحت قيادة الجنرال ليزلي جروفز Major General Leslie R. Groves والإشراف العلمي للفيزيائي الأمريكي روبرت أوبنهايمر Robert Obeppenheimer وفي 20 يوليو عام1945 أصدر ترومان وغيره من زعماء التحالف إعلان بوتسدام Potsdam Ultimatumالذي يحدد شروط استسلام اليابان وقد تم تقديمه بمثابة إنذار نهائي وتقرر فيه أنه إذ لم تستسلم اليابان سيهاجم الحلفاء البلاد بما يؤدي إلي التدمير الحتمي والكامل للقوات المسلحة اليابانية والوطن بأكمله ولم يذكر الإنذار أي معلومات عن القنابل النووية غير أنه في 28 يوليو أعلنت اليابان رفضها لإنذار بوتسدام والعجيب أن الولاياتالمتحدةالامريكية أعدت قنابل نووية إضافية لإلقائها علي اليابان خلال شهري اغسطس وستمبر1945 إذا لم تستسلم اليابان بعد قصف هيروشيما وناجازاكي. والأعجب من ذلك أنه بعد إلقاء قنبلة هيروشيما بنجاح تملكت روبرت أوبنهايمر فرحة غامرة وزهو بالانتصار وتحمس الشعب الامريكي لإلقاء القنبلة النووية بل حوالي ربع السكان تمنوا لو تم إلقاء المزيد من القنابل النووية . ومن مفارقات القدر أن الرجل الياباني الوحيد الذي نجا من القصف النووي هو تسوتومو ياماجوتشي Tsutomu Yamaguchi ( وقد توفي في يناير 2010 عن عمر 93عاما بعد صراع طويل مع سرطان في المعدة) . وقد كان هذا الرجل في رحلة عمل في هيروشيما يوم 6 أغسطس 1945 عندما قصفها الأمريكان بالقنبلة النووية وقد تعرض لحروق خطيرة غير أنه قضي ليلته في هيروشيما ثم رجع إلي بيته في ناجازاكي في الثامن من أغسطس أي قبل يوم واحد من القصف النووي لناجازاكي حيث نجا أيضا من جراء هذا القصف. وبهذه المناسبة من المفيد الإشارة إلي أن أي إنسان مقيم بجوار سور المحطة النووية 24 ساعة علي مدار العام يتنفس من هوائها ويشرب من ماء المنطقة ويأكل ممن تنبت الأرض بها فإن الجرعة الإشعاعية السنوية التي يتعرض لها لا تتعدي جزءا من 12 ألف جزء من المتوسط العالمي للجرعة الإشعاعية في الطبيعة كما لا تتعدي الجرعة الإشعاعية الناجمة عن تناول إصبعى موز وزن الواحدة منها 150 جرام . كما يجدر الإشارة أن هناك مناطق بالعالم الإشعاع الطبيعي بها يزيد عن المتوسط العالمي مئات المرات ومتوسط أعمار سكان هذه المناطق يفوق سكان المناطق المجاورة!!! خبيرالشئون النووية و الطاقة وكبيرمفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) ومستشار وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة