يؤكد لنا المهندس إبراهيم محلب باستمرار -وكذا وزراء حكومته- أن تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى مصر مردها عدة أسباب أهمها التفجيرات التى تستهدف بها جماعة الإخوان أبراج الكهرباء لتعكنن على المصريين حالة خلوّ البال والواقع من المشكلات التى أفلحت حكومة «محلب» فى خلقها! معنى أن نقبل هذا التفسير «المحلبى» لانقطاع الكهرباء أن نتأكد أنه لا حل قريباً لهذه المشكلة، لأن الجماعة لن تتوقف عن إيجاع الحكومة فى المناطق التى تصرخ منها، فحيثما قالت الحكومة «أى» سوف يضرب الإخوان. الجماعة مستفيدة والحكومة مستفيدة أيضاً، فالجماعة تستفيد من إنهاك الدولة بل وتسعى إليه، والحكومة مستفيدة كل الفائدة من تلك الشماعة «الإخوانية» التى تعلق عليها فشلها وعجزها عن حل مشكلات المواطن. «محلب» يرى فى الإخوان «القفاز» الذى يمكن إلقاؤه فى وجه الشاكين من أية أزمة، وليست أزمة الكهرباء هى الأولى التى تستخدم فيها الحكومة «المحلبية» هذه اليافطة لتبرير الفشل. لعلك تذكر أزمة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى التى اجتاحت الأسواق منذ شهور مضت وتسببت فى تجاوز سعر الدولار الجنيهات السبعة بعدة قروش، وقتها تذرعت الحكومة بالإخوان وقالت إن تجار «صنف الدولار» من الجماعة هم الذين يشعلون سعر العملة الصعبة من خلال المضاربات، أما «المحالبة» فبُرآء براءة الذئب من دم ابن يعقوب. لم تستقر هذه الأزمة عند تلك الدرجة من الصعود فى سعر الدولار، حتى ظهرت أزمة جديدة تمثلت فى السلع التموينية التى طنطن وزير التموين المحلبى عبر كل أجهزة الإعلام بأنها ستباع للمواطن بقروش زهيدة، من خلال تطبيق النظام الجديد للدعم التموينى بمنح كل مواطن مسجل على بطاقة 15 جنيهاً دعماً، ومنذ تطبيق المنظومة -ولاحظ أن كلمة منظومة هى الأكثر تردداً فى القاموس المحلبى- بدأ بعض المواطنين فى عدد من الأماكن والمحافظات يذهبون إلى بقال التموين لصرف «الشهرية» دون أن يجدوا السلع! ولتفسير هذا العجز فى المنظومة لم يجد الوزير المحلبى للتموين سوى التمحك بالإخوان والحديث عن أنهم يروجون الشائعات للتقليل من إنجازات «المحالبة»! الشعب أيها «المحالبة» يمكن أن يبتلع هذا التبرير بعض الوقت، لكن من غير الممكن أن يبتلعه كل الوقت. إذا فهم النظام الحالى الأمور على حقيقتها فسيدرك أن أزمات البنزين والسولار وانقطاع التيار الكهربائى والمياه وغلاء الأسعار وعدم القدرة على تلجيم الدولار كانت السبب المباشر لخروج المصريين ضد «مرسى» وجماعته وإسقاطهم، ولو أدركوا ذلك فعليهم أن يفهموا أن الناس لن تحتمل هذا التردى كثيراً، وأن مسألة «مضغ وابتلاع الزلط» له لا ينبغى التعويل عليها كثيراً، وأن التمحك بالإخوان سيصبح بلا معنى عند مرحلة معينة، وساعتها لا نجاة لأحد. إننا نريد لسفينة الوطن أن تعبر المحنة التى تمر بها حالياً، ولن يتأتى ذلك إلا إذا راجع النظام الحالى وحكومته فقه أولوياته وغيّر من أسلوب أدائه، واستجاب لأوجاع الناس وحاول التخفيف عنها. المواطن المصرى حصان مرهق. والحكمة الطبية تقول: «لا ترهق الحصان المرهق»، لأنه ببساطة حيدوسك!