أثار النظام الجديد للسلع التموينية والذي أقرته وزارة التموين، جدلاً في الشارع المصري، لاسيما بعدما تم تحديد دعم المواطن على البطاقة التموينية بقيمة 15 جنيهًا شهريًا بدون حد أقصى، إذ بات الدعم نقديا وليس عينيا. والجدير بالذكر أن المنظومة الجديدة للسلع التموينية تم تطبيقها ابتداءً من شهر يوليو الماضي، حيث تم إتاحة 20 سلعة يختار المواطن من بينها وتشمل لحوما، ودواجن، وبقوليات، وغيرها، ومنتجات صناعية مثل المنظفات، إذ تم طرح كيلو السكر المعبَّأ المستورد بقيمة 4 جنيهات و25 قرشًا تُخصَم من البطاقة ويسدد المواطن نقدًا للبقال 25 قرشًا، وكيلو السكر المعبَّأ محليًا 4 جنيهات و90 قرشًا ويسدد المواطن نقدًا 25 قرشًا، كما تم طرح كيلو الأرز المعبَّأ 3 جنيهات و75 قرشًا ويسدد 25 قرشًا نقدًا، والمسلي الصناعي عبوة 800 جرام 6 جنيهات ويسدد المواطن نقدًا 50 قرشًا، والمكرونة المعبَّأة عبوة 350 جرامًا جنيه و35 قرشًا ويسدد المواطن 15 قرشًا. كما تم طرح العدس المجروش زنة 500 جرام بسعر 3 جنيهات و35 قرشًا ويسدد المواطن 15 قرشًا نقدًا، وزيت العباد عبوة 920 جرامًا بسعر 9 جنيهات و75 قرشًا ويسدد المواطن 25 قرشًا نقدًا، وزيت الخليط 800 جرام بسعر 6 جنيهات ونصف ويسدد 25 قرشًا، وزيت خليط لتر بسعر 8 جنيهات و45 قرشًا ويسدد 45 قرشًا. ما يطرح السؤال لصالح من النظام الجديد لتوزيع السلع التموينية ؟ وما هي الآثار التي قد تترتب على تطبيق هذه المنظومة؟.. في البداية أكد الدكتور كمال القزاز، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن تقليص دعم السلع التموينية ينذر بثورة جديدة للفقراء الذين يعتمدون بشكل أساسي في معيشتهم على البطاقات التموينية، مع العلم أن نسبة الفقر والجوع في مصر 30.3% أي ما يعادل نحو 30 مليون مواطن هذا بجانب الطبقة المتوسطة والتي تبلغ نحو هذا العدد أيضاً. أخطاء وأَضاف القزاز أن تطبيق إجراءات تخفيض دعم السلع التموينية، دون النظر للظروف المعيشية للمواطنين، يعد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها حكومة المهندس إبراهيم محلب،لافتاً إلى أن تحويل دعم السلع التموينية من عيني إلى نقدي سيكون بداية لارتفاع أسعار السلع بالمحال التجارية، الأمر الذي سيؤدي لارتفاع معدلات التضخم. وطالب القزاز أن تعيد النظر في هذه المنظومة قبل أن تندلع ثورة جديدة يترتب عليها الإطاحة بالحكومة الحالية، خاصة وأن محدود الدخل بات يشعر أنه الضحية الأساسية لقرارات الحكومة والتي أقرت عدة قرارات برفع الأسعار خلال الفترة الماضية. وقت غير مناسب بينما أكد الدكتور نادر نور الدين، مساعد وزير التموين السابق أن تطبيق المنظومة الجديدة لتوزيع السلع التموينية قرار خاطئ وجاء في وقت غير مناسب، خاصة وأن المواطن محدود الدخل بات غير قادر على تحمل أي محاولات جديدة لتقليص الدعم عنه لاسيما بعدما ارتفعت أسعار الوقود والكهرباء وغيرها. وأوضح نور الدين أن النظام الجديد للسلع التموينية سيؤثر بالسلب على الفقراء خاصة وأن نصيب الفرد في الدعم انخفض ليصبح 15 جنيها بعدما كان 22 جنيها، لافتاً إلى أن المنظومة الجديدة تفتح الطريق أمام ارتفاع الأسعار ومن ثم ارتفاع معدلات التضخم، خاصة وأن أسعار السلع التموينية باتت أعلى من أسعار المحال التجارية والمجمعات الاستهلاكية. وأوضح نور الدين أن المنظومة الجديدة لتوزيع السلع التموينية ستعيد ظاهرة الاحتكار من قبل التجار، خاصة وأن التاجر سيكون هو المستفيد الأكبر من هذه المنظومة، خاصة وأن المواطن بات مجبراً على دفع هامش الربح للتاجر بالإضافة إلى رسوم الماكينة البطاقة الذكية، هذا بجانب أن التاجر بات قادراً على السيطرة الكاملة على المناقصات التي تطرحها هيئة السلع التموينية بعد زيادة عدد السلع بها ل20 سلعة بعدما كانت أربع سلع فقط. تقليص الدعم بينما أكدت الدكتورة ماجدة شلبي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن تحويل دعم السلع التموينية من دعم عيني إلى دعم نقدي يعد بداية لتقليص الدعم عن السلع التموينية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لتفجير ثورة جياع بين الفقراء، خاصة وأن نحو 75 مليون مواطن يعتمدون في معيشتهم على السلع التموينية. وأضافت شلبي أن تقليص الدعم عن السلع التموينية سيؤدي بداية لظلم اجتماعي خاصة وأن الفقير سيقوم بشراء السلع بسعر أعلى من سعرها بالسلاسل التجارية، مشيرة إلى أن وزير التموين وإن كان يجبر المجمعات التعاونية على إقرار تخفيضات بنحو 30%، فأليست سلع البطاقات التموينية للغلابة هي الأولى بهذه النسبة؟!!، موضحةً أنها قامت بالمرور على جميع المجمعات التعاونية بالدقي ولم تجد سلعة واحدة عليها خصم 30% ، ولا 20% كما يدعي الوزير والإعلان يقول بنصاحة (حتى 30%)، والسلع التي عليها 10% أغلى من أسعارها بدون تخفيض في أي سوبر ماركت أو محل نصف جملة، إذ إن سلع البطاقات التموينية أصبحت أغلى سعرا من أسعارها في السوبر ماركت. وتساءلت شلبي: هل مسحوق الغسيل للغسلات الفول أتوماتيك يعتبر سلعة غذائية حتى يضعها وزير التموين ضمن قائمة دعم غذاء الفقراء التي يمكن الشراء من خلالها وإجباريا؟؟!!، لافتة إلى أن هناك نحو 30 مليون مواطن تحت خط الفقر وهؤلاء لا يمتلكون غسالات فول أوتوماتيك. وانتقدت شلبي النظام الجديد للسلع التموينية انتقاداً كبيراً، قائلة إن وزير التموين لابد عليه أولاً أن يوفر الاحتياجات الغذائية للمواطنين بأسعار تناسب معيشتهم خاصة وأن الرواتب مازالت ضئيلة ولا تكفي لسد احتياجاتهم المعيشية.