أقلعت الطائرة من مطار ORLY بباريس، متجهة إلى القاهرة.. المسافة حوالى 4 آلاف كم، والزمن 4 ساعات ونص.. معظم الركاب مصريون مقيمون هناك، أو مصريون كانوا فى إجازات وشوبنج. خلال الرحلة دار حوار بين «تاجر» من فلول «مبارك» والآخر «سيساوى».. رأيت نقله لكم للتسالى يوم راحتكم: الفلول بيسأل: همه بيحاكموا مبارك على إيه.. وكل اللى بيعمله السيسى من محور قناة السويس، والمليون فدان، وتقسيم المحافظات، والمدن المليونية، كلها مخططة وكانت جاهزة من أيام مبارك؟! السيساوى: طيب ما عملهاش ليه فى التلاتين سنة اللى قعد فيها كابس على نفسنا، لغاية ما الناس كفرت، وخرجت الشارع وخلعته، يعنى قوّم على نفسه الثورة. الفلول: «ثورة» إيه يا ابوثورة.. دى «مؤامرة» رسمى وعينى عينك.. انت ما سمعتش شهادة عمر سليمان، وكلام حبيب العادلى، وبتاع أمن الدولة؟ السيساوى: أمن دولة إيه؟ قول: أمن «دولت».. يا راجل ده اعتراف على نفسهم، لازم يتحاكموا عليه.. دا البيه وزير الداخلية (اللى كان فى مكتبه ملابس داخلية حريمى) بيقول لك: إحنا رصدنا 70 واحد من حماس عدّوا القناة، ودخلوا، وحرقوا، وكسروا السجون، وخرّجوا المساجين، ورجعوا غزة.. وبيقولك قناصة فى ميدان التحرير، فوق السطوح اللى جنب وزارة الداخلية.. والباشا عمر سليمان، وباقى الأجهزة كانت فين، وإيه فايدتهم إذا كان وقت الخطر بيهربوا ويتنصلوا من المسئولية؟! الفلول: بقولك إيه.. لو ما كانش فيه «مؤامرة» كان «جمال» مسك، وكان عنده كل الخطط والمشروعات اللى السيسى أخدها، والإعلام بيطبل له، كل اللى بيعملوه دلوقتى كان جاهز فى خطة الدولة 2017 ومصر 2052، وموجود فى وزارة الإسكان فى مجلدات وخرايط.. يعنى لو سبتوا «جمال» يحكم كان هيعمل نفس الحاجات اللى بيعملها السيسى، وعلى فكرة أنا مش ضد السيسى، لكن صعبان عليا إن اللى تعب وعمل كل الدراسات والخطط يبقى مسجون، وواحد ييجى ياخدها على الجاهز. السيساوى: وتفتكر إن «جمال» بتاعك كان هيعرف ينفذ زى السيسى؟ دا كل أجهزة الدولة كانت ضده؟ الفلول: بقولك إيه.. الداخلية كانت معاه، ورجال الأعمال كانوا معاه، والجهاز الحكومى كان معاه.. والقضاء كان أغلبه معاه.. والجيش.. كان هيغير المشير، وهيجيب «عنان» وعنان كان هيموت ويبقى وزير دفاع وقائد عام، والشعب كان ساكت، ما عدا شوية العيال دول اللى على كام واحد فى الإعلام.. كان عبدالله كمال كوزير إعلام هيخليهم يخرسوا. السيساوى: يا عم انت بتخرف تقول إيه؟! جيش مين اللى كان معاه.. دا فيه ضباط كبار كانوا بيقولوا: على جثتنا إن جمال يمسك، وكل الجنرالات اللى ضحوا بدمهم فى سينا كانوا هيتجننوا من الفساد اللى ريحته كانت معفنة أيام أبوه.. دا أبوه أصلاً كان مكروه عمى عند كل اللى بيفهموا.. واحد قعد 30 سنة خربها، ولبّسنا فى الحيط، عشوائيات، وجهل، ومرض، وقلة كرامة، وتشويه للإنسان المصرى.. إحنا كنا بنتكسف نقول «إننا مصريين».. فاكر أيام ماتش الجزاير.. الفلول مقاطعاً: جزاير إيه وبتاع إيه؟! بقولك «جمال» كان عنده «رؤية» وخطط تنقل البلد دى نقلة كبيرة جداً.. السيساوى مقاطعاً أيضاً: انت باين عليك «شبعت» فى عصر أبوه، وكنت ناوى تلهط وتغرف فى عهد «جمال» أفندى.. يا عم بقولك لا الجيش، ولا الإعلام، «ما عدا الرقاصين والطبالين» ولا كتير من القضاة، ولا كل الشباب، كانوا هيسكتوا، لا حبيب العادلى (الخرنج بتاعك) ولا «عنان» اللى كان هيموت على الكرسى كانوا هيقدروا على الناس، والثورة كانت هتقوم هتقوم.. دا السيسى اللى أصبح بطل شعبى، والناس واثقة فيه 100٪ والظروف الإقليمية والعالمية خادماه، والإمارات والسعودية والكويت معاه.. ويا دوب رفع شوية من الدعم، والكهرباء بتقطع كتير.. ناس كتير مش مستحملة، وناس بدأت تزمزق.. أمّال لو كان «جمال» ابن الفاسد الأعظم، ومعاه الحاشية البزرميط (مش عايز أقول أسماء) الناس كانت بتكره تسمع أساميهم.. كان هيحصل إيه؟.. وتقول عبدالله كمال وزير إعلام والعادلى وعصابته، وعنان قصدى «عبده مشتاق».. دول كانوا هيعرفوا يعمل مشروعات؟! الفلول: بقولك كل اللى بيعمله السيسى دلوقتى «جمال» هو اللى كان مجهّزه، واسأل وزير الإسكان الحالى.. كان رئيس هيئة التخطيط العمرانى. السيساوى: بقولك إيه.. انت هتعمل «زى الإخوان».. طالعين يقولوا: مشروع قناة السويس دا بتاع مرسى، مرسى مين؟! ده المشروع من أيام السادات، وفى عهد الكفراوى.. وسبب وقفه إن جمال بتاعك مع إبراهيم أبوالعينين وشلتهم (حسب كلام الوزير الكفراوى) همه السبب لما طلبوا الوساطة والإتاوة.. وبعدين إفرض إنه بتاع جمال ولا مرسى.. المهم مين اللى نفذه؟ اسكت اسكت ما تفكرنيش، خلينا ناكل. وساد الصمت مع «وجبة الغداء» والوجبة على الخطوط السويسرية حاجة تانية خالص.. «كلام لحبايبنا فى مصر للطيران». صباح الخير سيادة الرئيس.. حمدلله على السلامة ويا ريت تطلع تطمّن الناس، تفرّحهم، تفسر وتشرح عشان نتعرف عليك ونعرفك أكثر.. كلم الناس عن الكهربا اللى بتقطع 6 مرات.. قول للناس إيه الإجراءات وإمتى هتتحل.. كلم الأسر «المعدمة».. الناس اللى مش لاقية تاكل فى قلب الصعيد، فى العشوائيات، فى الأماكن اللى المحافظ بتاع القاهرة بيقول على الست المصرية اللى انتقدته: تلاقيها واخدة قرشين. وبالمناسبة: سيادتك والحكومة والأجهزة ال13 مش لاقيين فى مصر 27 واحد ينفعوا محافظ؟ محافظ بسلطات رئيس جمهورية.. يعنى يعملوا فى محافظاتهم زى سيادتك ما بتعمل، صحيان 7 الصبح، جرأة، قرار، حلول لمشاكل الناس، عنده خيال.. وأرجوك كفاية لواءات وأساتذة جامعة ومحاصصات، وهات شباب محترفين فى الإدارة. يا ريس: سيادتك «بتهرول» جرياً.. ووراك حكومة بمحافظينها بتسحف.. وجهاز إدارى مشلول قول مكسح، قول عاجز وخربان وفاسد.. لازم تلاقى له حل.. الناس تحت عايزة نور، أكرر: نور، نور، نور، وتموين، وأسعار، ومستشفى، ويعيشوا بالكاد مستورين، وغير كده ما يلزمهمش لا قناة سويس ولا مليون فدان، والخرفان شغالين بيحرضوا الغلابة.. وأخيراً من واجبى أقول لك: انت رفعت راسنا فى روسيا، بعد المخلول مامرمطنا وهزأنا.. ويا رب مصر دايماً قوية مش طرية. ونلتقى قريباً للإجابة عن السؤال: لماذا أسأل الرئيس، ولا أسأل وزارة الزراعة عن المليون فدان؟ هنزرعهم إيه؟ وليه؟ ولمين؟ وكيف سيتم توزيعهم؟ وبكام سعر الفدان.. والشباب والمستثمرين يروحوا لمين؟