"كنز وطني" فقدته الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس الثلاثاء الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري. "قصة حب" للغناء والفن امتدت أربعة وثمانين عامًا، ثم أنهاها سرطان المثانة. "أب روحي" للملايين من عشاق الرومانسية والصوت العذب. الذي قد لا يعرف البعض اسمه حين يُذكر، لكن أغانيه تُغني عن تعريفه وتؤدي دور بطاقته الشخصية. إنه المغني الأمريكي الكبير آندي ويليامز، الذي تأكدت أنباء وفاته أمس في منزله بمدينة برانسون بولاية ميسوري، وهي نفس المدينة التي امتلك فيها مسرح نهر القمر في يونيو عام 1991، حيث أسماه بنفس اسم أول أغنية أطلقت شهرته في عالم الغناء عام 1961، وهي أغنية فيلم "إفطار عند تيفاني" للنجمة أودري هيبورن، والتي فازت بأوسكار أفضل أغنية فيلم عام 1961. في بداية حياته غنَّى ويليامز في الكنيسة بولاية أيوا مسقط رأسه، ثم كوَّن فريقًا مع إخوته الثلاثة بوب ودون وديك، أسماه "رباعي الإخوة ويليامز"، لكن الإخوة لم يكملوا في هذا الطريق، فاستمر هو. في الستينات أصبح صوته من أكثر الأصوات شعبية، بعد غنائه لأغنية "نهر القمر"، لكن الكثيرين في العالم العربي يعرفونه بأغنية "تكلمي بنعومة ياحبيبتي" من الفيلم الكلاسيكي الشهير "الأب الروحي"، وهي الأغنية التي كتبت خصيصًا على اللحن المميز للموسيقار نينو روتا. ويُعرف ويليامز أيضًا بأغنية "من أين أبدأ؟"، وهي أغنية الفيلم الأشهر في عالم الرومانسية "قصة حب"، المأخوذ عنه الفيلم العربي الشهير "حبيبي دائمًا"، وهنا أيضًا كتبت الكلمات بعد وضع اللحن. لم يكن آندي ويليامز مجرد مغني ذي صوت عذب فقط، أو مقدم برنامج يفوز بجوائز "إيمي"، بل كان مدافعًا عن حقوق زملائه الفنانين، فهو الذي تصدى لحق جون لينون مغني فريق "البيتلز" المعروف في البقاء بالولاياتالمتحدة، عندما أرادت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ترحيله من البلاد في مطلع السبعينيات. كانت له الكثير من الألقاب التي أطلقها عليه النقاد أو جمهوره الذي يعشق فنه، من تلك الألقاب "إمبراطور السهولة" و"ملك الكريسماس"، كما اعتبره رونالد ريجان، عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة، كنز وطني لأمريكا. كان ويليامز صديقًا شخصيًا لمرشح انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1968 روبرت كيندي، شقيق الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي. وفي الخامس من نوفمبر عام 2011 اكتشف إصابته بمرض سرطان المثانة، الذي عانى منه طول الفترة التالية لاكتشافه المرض، حتى قضى عليه في أقل من عام، مسببًا صدمة لمحبيه وعشاق أغانيه وصوته العذب الشجي، الذي نجح في ترسيخ تلك الأغاني في ذاكرة الملايين.