سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثائق جديدة للخارجية الأمريكية تكشف: السادات تعهد بعدم مشاركة سوريا فى حرب ضد إسرائيل القاهرة منحت تل أبيب مطلق الحرية فى التعامل مع الجماعات الإرهابية الفلسطينية داخل لبنان
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن وثائق جديدة تتعلق بالمفاوضات التالية لحرب أكتوبر فى إدارة جيرالد فورد، الرئيس الأمريكى الأسبق، تعود لشهر مارس عام 1975، تفصح عن أسرار جديدة، منها تعهد الرئيس أنور السادات للرئيس الأمريكى فى اجتماع مدينة سالزبورج بعدم المشاركة مع سوريا فى أى حرب ضد إسرائيل، وذلك إذا قررت سوريا مهاجمتها، وطبقاً للوثيقة سعت الإدارة الأمريكية إلى تجنب الالتزام بذكر تفاصيل الاتفاق الثلاثى بين أمريكا ومصر وإسرائيل إلى الكونجرس خشية تسريب بعض أعضائه تفاصيل الاتفاق، حتى إنه تم الحديث عن ذلك فى المضبطة الرسمية للاجتماع ووقع عليها كل من نائب وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسينجر، جوزيف سيسكو وسفير إسرائيل فى الولاياتالمتحدة سيمحا دينيتس. كما جاء فى الوثائق أن حكومة الولاياتالمتحدة تعتبر التزام مصر بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها أو القيام بأى عمل عسكرى أو شبه عسكرى ضد إسرائيل خلال تصديها لأى عمليات إرهابية اتفاقاً ملزماً، وبعبارة أخرى تمنح مصر إسرائيل مطلق الحرية فى التعامل مع الجماعات الإرهابية الفلسطينية داخل لبنان لأنه بدون مصر وسوريا تكون الحرب ضد إسرائيل مستحيلة. وفى خطاب لم يسبق نشره بعث كيسينجر برسالة إلى وزير الخارجية المصرى إسماعيل فهمى يقول فيه: «عزيزى إسماعيل، فيما يتعلق بسوريا نحيطكم علماً أن إسرائيل أكدت لنا أنها لن تبادر باتخاذ أى إجراءات عسكرية ضد سوريا»، وهذا يعنى أن إسرائيل لم تلتزم بالامتناع عن شن ضربة استباقية ضد سوريا ولكنها التزمت بأنها لن تبدأ حرباً». وتظهر الوثائق التوتر فى العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة فى هذا الوقت، وترصد الرحلات المكوكية التى قام بها كيسينجر بين القدس والقاهرة فى محاولة للتوصل إلى اتفاق فض الاشتباك الثانى بين إسرائيل ومصر، وشمل فريق التفاوض الإسرائيلى آنذاك «إسحق رابين» رئيس الوزراء، و«شيمون بيريز» وزير الدفاع، و«إيجال ألون» وزير الخارجية، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلى موردخاى جور، وقتها. وذكرت الوثائق أن العقبة الرئيسية أمام المفاوضات كانت رفض إسرائيل للانسحاب شرق ممر «متلا والجدى»، وكان كيسينجر غاضباً من الإسرائيليين لضعفهم وقلة خبرتهم السياسية حتى إنه وصفهم خلال أحد اجتماعاته بالرئيس الأمريكى بأنهم مخادعون ولا يعاملون الولاياتالمتحدة كدولة حليفة، وأضافت الوثائق أنه خلال لقاء كيسينجر مع السادات فى أسوان سلمه رسالة شخصية من رابين لم يتم نشرها بعد، وفى اليوم التالى أبرق كيسينجر للرئيس الأمريكى بأنه عندما سلم رسالة رابين للسادات وكانت الرسالة مكتوبة بلغة أدبية تحرك المشاعر - بناءً على اقتراح كيسينجر- وأعرب فيها رابين عن رغبته القوية فى الوصول إلى اتفاق مع السادات، لمح كيسينجر دموعاً فى عين السادات الذى قال إن هذا ما رغب فيه منذ وقت طويل، وعلق كيسينجر بأن ذلك كان نصراً نفسياً قبل إرساله رداً على الإسرائيليين، ونشرت الوثائق بعضاً من نص الخطاب -السرى- الذى جاء فيه «أعلم أنه من المستحيل الوصول لأى اتفاق دون اتخاذ قرارات صعبة، ولكننى على استعداد لفعل ذلك لتحقيق السلام بين بلدينا»، وأضاف رابين فى خطابه أنه لإقناع الشعب الإسرائيلى بضرورة اتخاذ هذه القرارات الصعبة، فإننا بحاجة لرؤية أن الانسحاب سوف يمثل بداية حقيقية للسلام بالأفعال وكذلك بالكلمات التى تعبر عن ذلك. وجاء فى الوثائق أن الدموع التى ذرفها السادات لم تساعد على تحقيق السلام، لأن رابين كان عاجزاً عن مواجهة معارضيه فى الحكومة الإسرائيلية بقيادة بيريز وداخل حزبه بزعامة موشيه ديان وجولدا مائير.