انتشر مرض "أبواللوكيم"، المعروف طبيا بالتهاب الغدة النكافية، بسرعة مرعبة في قرية جلال الشرقية التابعة لقرية ملويجنوب شرق محافظة المنيا، وحالات الإصابة بين الأطفال ترتفع يوميا ولا أنباء أو تجهيزات أو استعدادات تلوح من الصحة، فالأهالي يؤكدون أن عدد المصابين حتى الآن يفوق المائة طفل، غير أن المسئولين بالصحة يؤكدون أن "المشتبه في إصاباتهم 34 مصابا". "الوطن" انتقلت إلى القرية النائية التي تقع في المنطقة الحدوية الفاصلة بين مركز ملوي شمالا ومركز دير مواس جنوبا، وهذا ما جعل القرية بعيدة عن أعين وسماع المسؤولين. "اللجان الشعبية هي الحل" .. هكذا يقول شافعي محمد الخطيب باحث قانوني بمديرية الضرائب العقارية والذي أكد أن المسؤولين بالصحة لم يتحركوا بالشكل المطلوب لمواجهة العدوى، مضيفا "اتصلنا بجميع المسؤولين للسيطرة على العدوى بدءا من رئيس الوحدة المحلية إبراهيم الهواري، لكن تحركاتهم لمواجهة العدوى التي تتفشى بين الأطفال كانت بطيئة حتى تجاوز عدد المصابين المائة". بكر محفوظ سيف، أحد الأهالي، يقول "القمامة هي سبب كل هذه الكوارث، فالمجري المائي لنهر النيل الموازي للقرية امتلأ بالقمامة، ورمم الحيوانات النافقة، فقمنا بتشكيل لجنة شعبية لرفع المخلفات التي تغزو الشوارع، فواجهنا عدة عقبات أبرزها عدم توافر المعدات اللازمة لرفع القمامة فضلا عن وقوع مصادمات بيننا وبعض أصحاب المنفعة الخاصة". وتابع "اصطحبنا أعضاء اللجنة الشعبية بالقرية التي تضم كلا من سناء علي منصور، مختار عبد المنعم، عمر عبد القادر، محمد سيد محفوظ إلى الوحدة الصحية فوجدنها مغلقة، وهبي عبارة عن وحدة تابعة لقرية معصرة ملوي ويوجد بها طبيب واحد ممارس ويقيم بشكل دائم، رغم أن الوحدة بها كافة الاجهزه الطبية الحديثة". يقول سناء علي منصور "إن الوحدة الصحية مغلقة وشبه معدومة الخدمات ولا يقترب منها أحد، والأدوية غير متوافرة بها، وبخاصة الأمصال، وناشدنا المسؤولين أكثر مرة وقدمنا طلبات للمحافظ الجديد بزيادة عدد التذاكر والأمصال اللازمة لمواجهة الطوارئ ولم يستجب أحد حتى الآن، ونطالب بفصل الوحدة إداريا عن قرية المعصرة، لأن عدد سكان جلال الشرقية يتجاوز ال 15 ألف نسمة، ويوجد تابع آخر هو (عزبة ملك)". انتقلنا إلى منزل أحد المواطنين البسطاء وهو الفلاح شحاتة علي محمد سالم، فوجدنا جميع أطفاله الخمسة وهم علي، محمد، مصطفى، هبة، ورندا، مصابين بعدوى الغدة النكافية، وبمنزل محمد خلف الجداوي وجدنا أطفاله أحمد ومحمد مصابين أيضا بنفس العدوى. تقول ماجدة حمدي عباس، ربة منزل، إن أعراض سخونة ظهرت على طفلها عبد الرحمن جمال زغلول 5 سنوات بالحضانة الصغرى، فتوجهت به إلى الوحدة الصحية، "فأعطاه الطبيب "لبوسة" لخفض درجة الحرارة، وبعد عودتنا للمنزل فوجئت بفقاعات تظهر حول عنقه، وفي اليوم التالي انتقلت العدوى إلى شقيقته حبيبة من الحضانة الكبرى". ويرجع أشرف رشدي سبب تفشي العدوى بين التلاميذ إلى تكدسهم بالفصول، موضحا أن القرية "بها مدرسة واحدة للتعليم مساحتها 700 متر، وتضم أكثر من ألف طالب وبها 30 فصلا فقط، وكنا قد قدمنا طلبات للمسؤولين بهيئة الأبنية التعليمية لبناء مدرسة جديدة بالقرية على قطعة أرض أملاك دولة وننتظر الفرج". ومن جهته، صرح مصدر طبي بمديرية الصحة بالمنيا أنه "تم عزل 34 تلميذا بمدرسة جلال الشرقية حتى الآن"، موضحا أنه "تم منحهم إجازات لمدة 15 يوم كإجراء احترازي لحين التأكد من إصاباتهم بعدوى التهاب الغدة النكافية من عدمه".