نقلت صحيفة «أديس ستاندرد» عن أحد منظمي الجالية الإثيوبية في اليمن قوله، إن 350 قتيلا على الأقل سقطوا في حريق داخل مجمع مصلحة الهجرة اليمنية (المعروف محليا باسم الجوازات) في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أشارت الصحيفة إلى أنها تلقت مقطعا مصورا للحادث، يظهر أكواما من الجثث المحترقة بشدة داخل مرفق الاحتجاز. ونقلت الصحيفة الإثيوبية، في تقرير مساء أمس، عن الصحفي اليمني نبيل البقيري قوله عدد المهاجرين الذين قتلوا في اليوم الأول بلغ 450 ، وأنه في اليوم التالي، قُتل حوالي 62 شخصًا متأثرين بجراحهم. صحفي يمني: أكثر من 1250 إثيوبيا كانوا في مكان الحرائق كما لفتت الصحيفة الإثيوبية إلى أن وفق تصريحات الصحفي اليمني، هناك وفيات محتملة أخرى بسبب خطورة درجة الحروق التي تعرض لها الضحايا، ولأنهم لم يتلقوا أي مساعدة أو اهتمام حقيقي، ووفقا له، فإن غالبية الضحايا هم أعضاء في أقلية الأورومو. وذكرت الصحيفة أنه كان يوجد ما يقرب من 900 مهاجر من الإثيوبيين في المنشأة وقت اندلاع الحريق، فيما كان هناك أكثر من 350 في منطقة هنجر الطائرات. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن، فإن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في حريق مرفق الهجرة التابع لسلطة الهجرة والجوازات والجنسية لا يزال غير مؤكد، حيث لم يتم بعد الإفراج عن السجلات الرسمية، فيما تم علاج أكثر من 170 شخصا من الإصابات، ولا يزال العديد منهم في حالة حرجة. إثيوبيا تعترف.. وتتجاهل أعداد الضحايا في صنعاء: سنفتح تحقيقا وذكرت الصحيفة الإثيوبية أن هناك اعتراف من وزارة الخارجية الإثيوبية بالحادثة من خلال الناطقة باسمها السفير دينا مفتي، وأشار إلى أن السبب «حادث حريق». وقال «مفتي» إن الوزارة تعمل عن كثب مع المنظمة الدولية للهجرة لمساعدة الناجين من الحادث. وأضاف كذلك: «تقوم وزارة الخارجية حاليا بمراقبة الوضع من خلال السفارة الإثيوبية في مسقط، وستفتح تحقيقًا في الوفاة التي حدثت، لكن السفير لم يكشف عن أعداد الضحايا أو المصابين». منسق الجالية الإثيوبية في اليمن: الحريق لم يكن مصادفة ونقلت الصحيفة عن شخص يدعى «عبد الله»، بوصفه أحد منسقي الجالية الإثيوبية في اليمن قوله، إن الحريق الذي طال المنشأة لم يكن مصادفة، مضيفا: «بدأ كل شيء قبل شهر عندما بدأت سلطات الهجرة في اعتقال المهاجرين الإثيوبيين بحجة عدم حيازتهم أوراق إقامة». وأوضح أن هذا حدث رغم أن البعض كانت أوراقهم صحيحة تم اعتقالهم كذلك، وأضاف أنه تم نقل المهاجرين في نهاية المطاف إلى مرفق الاحتجاز في صنعاء، وروى منسق الجالية أن الإثيوبيين المحتجزين داخل المعتقل بدأوا يطالبون بإعادتهم إلى ديارهم حيث كانت الظروف في المركز تزداد سوءًا ورفضت طلباتهم. السجناء يدخلون في إضراب عن الطعام.. وتهديد حوثي بعد رفضهم التجنيد ولفت كذلك إلى أن السجناء بدأوا بعد ذلك إضرابا عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة وللضغط على الحكومة التي يقودها الحوثيون لإعادتهم إلى ديارهم، مضيفا أنه تم إرسال مليشيات من قبل جماعة الحوثيين لترهيب الأسرى من أجل إنهاء الإضراب عن الطعام. وقال منسق الجالية إن المحتجزين رفضوا الاستجابة لوجود الميليشيات ومطالبهم وتحصنوا في أجنحتهم. وبحسب الصحفي والكاتب اليمني نبيل البقيري، كانت هناك أيضا محاولات لتجنيد لاجئين للقتال على الجبهات، مضيفا: «نتج الحريق عن قيام عناصر حوثية بإلقاء قنابل على معتقل بودروم بعد رفض من بداخلها الرد على الحوثيين والتوجه إلى الجبهات». اتهامات لقوات الحوثيين بالتسبب في المجزرة عبر القنابل.. وصحيفة: السلطات الإثيوبية لم تأخذ الأمر على محمل الجد وأوضح أن النيران أكلت المكان بأكمله قبل موافقة قوات جماعة الحوثيين على فتح بوابات للسماح للسجناء الأحياء بالمغادرة. وتتطابق رواية منسق الجالية الإثيوبية مع رواية نبيل البقيري، عندما قال إن قوات الحوثيين فتحت النار على البوابات وألقت قنابل يدوية داخل الحظيرة لإخراج الأسرى مما أدى في البداية إلى مقتل سجينين. وأضافوا: «تصاعد الموقف عندما اشتعلت النيران في البطانيات وغيرها من المواد الملتهبة داخل الحظيرة بسرعة على الرغم من أن الجناح المغلق يستضيف أكثر من 350 سجينًا معظمهم من الإثيوبيين». وقد التهمت النيران المنطقة بالكامل قبل أن توافق قوات الحوثيين على فتح بواباته للسماح للسجناء بالمغادرة. وقد قوات الحوثيين بتطويق المناطق المحيطة ولم تسمح لأحد بالدخول، وقالت الصحيفة إنها قدمت شكوى إلى السلطات الإثيوبية لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد. المنظمة الدولية للهجرة: الحادث تأثيره مرعب بشكل واضح وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن أفرادها كانوا موجودين في الموقع عندما اندلع الحريق في حظيرة الطائرات بجوار المبنى الرئيسي. وقالت كارميلا جودو المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة إنه «في حين أن سبب الحريق لا يزال غير مؤكد ، إلا أن تأثيره مرعب بشكل واضح». وأضافت: «نحن نواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المتزايد في المستشفيات. يجب منح العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الصحة إمكانية الوصول لدعم علاج المتضررين من الحريق وغيرهم ممن يتلقون رعاية طويلة الأجل من المنظمة الدولية للهجرة وشركائها». وقالت إنه تم إرسال فرق من العاملين الصحيين التابعين للمنظمة الدولية للهجرة وسيارات الإسعاف، وأكثر من 23000 من المواد الطبية بما في ذلك السوائل الوريدية ومستلزمات الصدمات وغيرها من الضروريات، على الفور إلى المنشأة والمستشفيات الكبرى لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة إلى جانب وزارة الصحة العامة والسكان والمنظمة الدولية للهجرة.