«جردل، حلة، زجاجات فارغة»، أشياء بسيطة جمعت بين أغنياء التجمع الخامس وفقرائه.. وسط عربات التوزيع التابعة لشركة مياه الشرب بمحافظة القاهرة، وقف أصحاب الفيلات والبوابون فى محاولة للبحث عن نقطة مياه بعد 3 شهور من انقطاعها. وسط حالة من السعادة لم تفرق بين غنى وفقير، حاول محمد أحمد الأمين، صاحب فيلا بشارع التسعين، مساعدة الأطفال البسطاء فى الحصول على مياه صالحة للشرب.. «كلنا فى أزمة ولازم نساعد بعض، كنا مستنيين العربيات دى من يوم ما قطعت الميه ومبقتش تيجى غير ساعتين فى اليوم كله، عشان كده حاولت اساعد الأطفال اللى محتاجين المساعدة بجد»، قرر الرجل الخمسينى أن يعطى فرصة للبوابين فى المنطقة فى للحصول على المياه: «هما أكتر فئة متضررة من قطع الميه الفترة دى كلها، احنا لو بنقدر نشتريها عشان نشرب ميه نضيفة فهما مش لاقينها ولا قادرين يشتروها، فسبت عم أيوب بواب الفيلا عندى وغيره يملوا اللى عندهم الأول وبعدين مليت كذا جردل عندى عشان نبقى فى الأمان». بلهفة شديدة، خرجت «أم أيمن» من منزلها ممسكة ب«حلة» كبيرة الحجم فى محاولة للحصول على نقطة مياه.. «أول ما قالوا إن فيه ميه ببلاش على أول الشارع جريت عشان ألحق نقطة ميه للعيال، وقدرت أملا حلتين كبار وجردل عشان محدش عارف هنفضل على الحال ده لحد إمتى». لم تشعر السيدة الأربعينية يوماً بقيمة المياه إلا هذه الأيام: «لما كنت بمسح عربيات أصحاب البيت كنت بفرط فى الميه، ومكنتش بسمع كلام حد بينصحنى بإنى أحافظ عليها وافتحها وقت ماحتاجها»، مضيفة: «أول مرة أحس اننا زى اولاد الذوات، وعقبال ما رُحت لقيتهم واقفين زينا وبيملوا حلل وجرادل، وبقينا كلنا واقفين إيد واحدة بندور على نقطة ميه نحوّشها».