بكم سعر الدولار الآن؟.. أسعار العملات بالمركزي والبنوك الثلاثاء 28-10-2025    مطار كراسنودار الروسي يطلق رحلات مباشرة إلى شرم الشيخ والغردقة    بيان هام من البحوث الفلكية بشأن زلزال مطروح    اليوم.. طقس مائل للحرارة نهارا معتدل ليلا    وزيري: المتحف الكبير أعظم مؤسسة أثرية عالميًا.. وكنوز توت عنخ آمون تنال حقها أخيرًا    د.حماد عبدالله يكتب: ماذا لو لم نقرأ التاريخ !!    رابط حجز تذاكر المتحف المصري الكبير.. احصل على تذكرتك    موعد بداية شهر رمضان 2026 وأول أيام الصيام فلكيًا    مطار سفنكس الدولي، جاهزية كاملة لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف المصري الكبير (فيديو)    تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور    سفير الصين يشيد بجهود مصر في اتفاق غزة ويؤكد التزام بكين الثابت ب"حل الدولتين"    وزيري: المتحف الكبير سيغيّر خريطة السياحة.. وارتفاع متوقع ب4 ملايين سائح    بعد خسائر 130 دولارًا| ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الثلاثاء 28 أكتوبر    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 28-10-2025.. كم سجل طن عز الآن؟    بعد حلقة الحاجة نبيلة.. الملحن محمد يحيى لعمرو أديب: هو أنا ضباب! أطالب بحقي الأدبي    مستشار وزير الثقافة: مصر تسجّل 10 عناصر تراثية في اليونسكو بينها السيرة الهلالية والأراجوز    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 (متى تبدأ إجازة نصف العام لجميع المراحل التعليمية؟)    القنوات الناقلة لمباراة النصر ضد الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين.. والموعد    تحرك طارئ من وزير الشباب والرياضة بعد تصريحات حلمي طولان (تفاصيل)    بعد تسجيله أكبر قوة.. إعصار «ميليسا» يتحول إلى «كارثة محتملة» تهدد جامايكا (تفاصيل)    جامعة المنيا تستعرض إنجازات تطوير الطاقة الفندقية لدعم السياحة وجذب الطلاب الوافدين    استقبال رسمي مهيب، لحظة وصول شيخ الأزهر إلى قصر الرئاسة الإيطالي في روما (فيديو)    زاهي حواس: المصريون القدماء عرفوا القائمة وتعدد الزوجات (فيديو)    موسكو تفند اتهام واشنطن لها بنيتها البدء بسباق تسلح نووي    أردوغان يدعو إلى "سلام عادل" لإنهاء الحرب في أوكرانيا    «لاماسيا مغربية» تُبهر العالم.. وإشراقة تضيء إفريقيا والعرب    رئيس محكمة النقض يزور الأكاديمية الوطنية للتدريب    في طريقه إلى «الطب الشرعي».. وصول جثة أسير جديد ل إسرائيل (تفاصيل)    #عبدالله_محمد_مرسي يتفاعل بذكرى مولده .. وحسابات تستحضر غموض وفاته ..فتش عن السيسي    انقلاب سيارة نقل محملة بالزيت بطريق طنطا السنطة بالغربية| صور    الزناتي يشارك في احتفالية اليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    تصل إلى الحرائق.. 6 أخطاء شائعة في استخدام الميكرويف تؤدي إلى كوارث    دراسة| تأخير الساعة يرفع معدلات الاكتئاب بنسبة 11%    إصابة واحدة من كل خمس، دراسة تكشف علاقة التهاب المسالك البولية بنظافة المطبخ    مفاجأة.. الزمالك يفكر في إقالة فيريرا قبل السوبر وتعيين هذا المدرب    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء محاولة اختطاف فتاة في أكتوبر    درس في المرونة وتقبل التغيرات.. حظ برج الدلو اليوم 28 أكتوبر    عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني يطمئن على الدباغ وكايد    «الداخلية» توضح حقيقة زعم أحد المرشحين بالأقصر تعنت مركز شرطة القرنة في الإفراج عن نجله    رياضة ½ الليل| الخطيب يعترف بالعجز.. موقف انسحاب الزمالك.. ثقة تخوف بيبو.. وصدمة قوية للملكي    شبانة عن أزمة دونجا: كل يوم مشكلة جديدة في الكرة المصرية    أبوريدة يحسم الملفات الحائرة بالجبلاية.. المفاضلة بين ميكالي وغريب لقيادة المنتخب الأولمبي    محافظ قنا يشهد تخريج مدارس المزارعين الحقلية ضمن مشروع تحديث الري    وزير الاتصالات يختتم زيارته لفيتنام بلقاءات استراتيجية| تفاصيل    ذاكرة الكتب| تدمير «إيلات».. يوم أغرق المصريون الكبرياء الإسرائيلى فى مياه بورسعيد    «العمل» تُحرر 338 محضرًا ضد منشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    زلزال بقوة 6.1 يضرب غرب تركيا ويشعر به سكان إسطنبول    تكريم أحمد مجدى بمهرجان الباطنة السينمائى الدولى فى نسخته الثالثة    من حقك تعرف.. ما هى إجراءات حصول المُطلقة على «نفقة أولادها»؟    تأييد المشدد 7 سنوات لمتهم بتزوير عقد سيارة وبيعها    أمن القليوبية يكثف جهوده لضبط المتهم بسرقة مشغولات ذهبية من عيادة طبيب أسنان    «Gates»: انضمام «عز العرب» إلى عملائنا بمقر رئيسى في «Space Commercial Complex»    بعد مأساة الطفل عمر.. كيف تكشف لدغة ذبابة الرمل السوداء التي تُخفي موتًا بطيئًا تحت الجلد؟    انتبه إذا أصبحت «عصبيًا» أو «هادئًا».. 10 أسئلة إذا أجبت عنها ستعرف احتمالية إصابتك ب الزهايمر    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوطن" تنشر النص الكامل لمرافعة حبيب العادلي عن نفسه أمام "محكمة القرن"
نشر في الوطن يوم 09 - 08 - 2014

استمعت محكمة جنايات القاهرة اليوم الى حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق مدافعا عن نفسه في قضية القاهرة التي يحاكم فيها مبارك وابنيه والعادلي و6 من مساعديه وحسين سالم رجل الاعمال الهارب الى اسبانيا .
وتنشر "الوطن" نص كلمة حبيب العادلي، في اتهامه بقتل المتظاهرين بقضية القرن، وذلك أمام محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، بجلسة الأمس:
أبدأ بقول الله تعالى "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"، سيادة الرئيس لقد سبقني في الحديث الدفاع فيما يسمى بقضية القرن، وأفاضوا بدفاع شامل لجوانب القضية وتفنيدا لأدلة الاتهام، تفنيدا قانونيا واقعيا وبأدلة دامغة، وجاءت مرافعتهم في سيمفونية قانونية رائعة مظهرة للحق، دامغة بالدليل، بنغمة مختلفة تميزت عن مرافعاتهم في المرة السابقة أمام الهيئة السابقة، رغم أن المتهمين هم ذاتهم ونفس الأدلة والقانون الذي استقوا منه دفاعهم هو ذات القانون، إلا أن ما جعل الدفاع يتميز هو أن الله سبحانه وتعالى كشف الحق والأمور التي كانت غائبة عن ملايين المواطنين ، وأراد سبحانه نصرة المظلومين.
جاءت مرافعاتهم وكأنها سلاسل مضيئة بنور الرحمن وجاءت وقد أثلجت قلوب وأذهبت الشك والريبة من نفوس من أن يكون موكليهم قد ارتكبوا أي من هذه الجرائم، وأخذ كل منهم يدافع عن موكله لأن الله أظهر براءته، وجاء يوم الأربعاء 18 يوليو الماضي حيث سمحت المحكمة بإذاعة شريط مسجل لمدة ساعتين موجز لأحداث ما تعرض له رجال الشرطة من مآسي وبتعليق رائع من الأستاذ على الجمل أظهر فيها الحقائق وبين كيف تعرضت الشرطة ومشآتها للتدمير، وأظهر هو وزملاءه المحامون الحقيقة عن المؤامرة الخسيسة التي تعرضت له البلاد وتعرض لها جهاز الشرطة، وكان رد فعل هذه التسجيلات أن عرف المواطنون أنهم كانوا في غفلة، وقدمت مذكرة بتعليقي عن الأحداث في شهر فبراير 2012 عما حدث وأنا على يقين أنكم قرأتهم كل ما بها، وقلت فيها أن ما حدث في 25 يناير كان حلقة من حلقات مؤامرة خارجية، مخطط له أهداف استراتيجية كانت تستهدف مصر وليست مصر فقط بل والوطن العربي تحت ما سمي بالربيع العربي، وياليته كان ربيعا او خريفا، بل كان انهيارا للدول العربية، وإذا كان الله أنقذ مصر في وقت مناسب إلا اننا نشاهد ما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وهو ما يؤكد أن هذا المخطط يستهدف الامة العربية كلها، مخطط نفذه متسللون تسللوا يوم 27 يناير، وتنفيذه بدأ يومي 27 يناير و28 يناير، وشوهد هؤلاء الأجانب في كافة مسارح الأحداث إلا أنه للأسف الشديد لم ينصت لي أحد، ومن أنصت لم يرغب في أن يعلم أحد بما قلت، ومن أنصت وصدق، إلا أنه لم يُفعّل قناعته لقول الحق، أما ملايين المصريين فلا يعلموا عما قلت شيئا، لأن المرافعات والجلسات لم تكن مذاعة وقتها.
سيادة الرئيس، لن أتحدث عن النقاط القانونية إلا أننس سأشيف نقطتين، الأول هو الاتهام الذي وجه لي أني تلقيت تكليفا من الرئيس الأسبق بالقتل وأني قمت بنقل هذا التكليف لمساعديّ لتنفيذه، والثانية هي إجابة وإيضاح لسؤال طُرح وتردد بين المواطنين يوم 28 يناير عصرا، "هو إيه اللي حصل.. هي إيه الحكاية؟"، ولإن من حق المواطنين أن يعرفوا الحقيقة فالمسئولية تحتم ونحن أمامكم في محاكمة تاريخية يتابعها العالم كله، على كل من كان له الدور وشارك في صنع قرار في حكم مصر أن يقول الحق، ويعلم أن الحق يعلوا، وويل لكاتم الشهادة، "ولاتكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه".
وعن نفسي فقد شاركت في خدمة بلدنا العظيم منذ عام 1961 وحتى 29 يناير 2011 بعد دراسة العلوم الشرطية والقانونية في كلية الشرطة وخدمت 50 عاما لأمن هذا البلد، وعاصرت بعد ثورة 1952 وقت أن كنت طالبا وعاصرت الرؤساء نجيب وعبدالناصر وأنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك شفاه الله وعافاه، وبتوفيق من المولى عز وجل تقلدت عدة مناصب بوزارة الداخلية، بدأت حياتي بضابط في الأقسام ثم المباحث الجنائية ثم رُشّحت بعد 3 سنوات في المباحث الجنائية للعمل في المباحث العامة، الأمن الوطني حاليا واستمريت في هذا الجهاز في 1964 حتى عينت نائب لهذا الجهاز ثم مساعد الوزير لمنطقة سيناء والقناة، ثم للقاهرة، ثم مساعد أول الوزير للمنطقة المركزية ثم مساعد الوزير للأمن ثم مساعد أول الوزير لمباحث أمن الدولة.
اكتسبت العديد من الخبرات الفنية حتى أصبحت وزير للداخلية في 17 نوفمبر 1997 وتبوّأت هذا المنصب لمدة 14 عاما، ولم يسبق لوزير داخلية في مصر أن تولى هذه المسئولية بهذه الوزارة التي تعتبر من أخطر وأصعب الوزارات لأنها من أصعب المهام، وبفضل الله شهدت البلاد فيهذه الفترة استقرارا أمنيا تحدث عنه العالم، وكانت هناك الكثير من الإمدادات، وما بذلناه ورجال الشرطة من جهود كانت مضنية، وكان شاغلنا الأول في ظل الظروف التي عينت فيها كوزير، وكان الإرهاب الأسود يطل على البلاد في منتصف السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ثم بعض الأحداث بعدها استشهد فيها العديد من المواطنين، وبعد فترة وجيزة انحسر الإرهاب، واستطعنا مقاومته، لأن الإرهاب شر لابد من مواجهته.
واعتمدت خطتنا في مواجهة الإرهاب ليس فقط في مطاردة قادة الإرهاب الذين كانوا يختبئون في السفوح الجبلية، لكن كانت هناك مواجهة فكرية لنبذ العنف وهو ما أسميناه "المصالحة الفكرية"، والتي اعتمدت على تصحيح الأفكار الخاطئة التي تبنتها الجماعات الإسلامية المتطرف، وقامت قيادات تلك الجماعات بمقابلة المساجين وأقنعوهم بخطأ فكرهم، ونجحت الفكرة، وأدى إلى أن نسبة كبير جدا من المعتقلين تم إخلاء سبيلهم، وتم بالتنسيق مع رجال الأعمال والمحافظين والوزراء حتى يستطيع أن يعود هؤلاء إلى المجتمع بفكر جديد يجعلهم مطمئنين على مستقبلهم، و"ما اتخميناش غير في 2 أو 3 رجعوا لنشاطهم تاني"، وكانت هناك متابعة لهم.
وشهدت وزارة الداخلية تطورا علميا في كافة المجالات التأمينية، وقام هذا الصرح العظيم الذي نحن على أرضه، "أكاديمية الشرطة"، التي ليس لها نظير في مختلف أنحاء العالم، وحقق قطاع الأمن العام معدلات عالمية في مواجهة الجريمة الجنائية والاقتصادية والاجتماعية، وكان هناك اهتمام كبير بالجريمة الإجتماعية لانتشار جريمة الاتجار في المخدرات وانتشر التعاطي وأصبحت الأسر تلجأ للوزارة لإنقاذ أبناءهم، ورغم العمليات المستمرة لملاحقة زراعات تلك المخدرات في الجبال وسيناء والتنسيق مع أجهزة الأمن العالمية للإشتراك في منع الاتجار عبر الحدود، إلا أن ظاهرة التعاطي كانت في منتهى الخطورة وبفضل من الله نجح الامن العام والإدارة العامة للمخدرات بالقضاء على قضية المخدرات في مصر في مدة لا تزيد عن شهر ونصف، حتى أصبح من النادر أن تجد قطعة مخدرات، وكل المساعدين سيتحدثون كل في مجاله.
وأنا اليوم لن أتحدث دفاعات عن نفسي فقط، ولكني أتحدث دفاعا عن وزارة الداخلية وجهاز الشرطة لأن ما تعرض له رجال هذا الجهاز كان قاسي جدا وفي غاية العنف، ولم أكن أتصور وأنا في نهايات خدمتي التي تركتها منذ يناير 2011 أني كنت سأشاهد منظر من المناظر التي رأيتها، وأقسم بالله بعدما رأيت تلك المشاهد على الفيديوهات التي عرضت بالمحكمة، وصدمتي كانت لإن وزير الداخلية يعلم أنه يجلس على كرسي تحته قنبلة موقوتة وسيمشي في أي لحظة، وللامانة أنا كنت أنوي بعد احتفالات عيد الشرطة 2011 وفي الانتخابات الرئاسية، إني أقول لسيادة الرئيس "كفاية عليا كدة عاوز أشوف أسرتي وحياتي زي باقي الناس"، فقد كنت أحاسب على كل كلمة، وتلك كانت نيتي، لكن ربنا أراد أن "يوديني حتة تانية"، وأنا لم أكمل التسجيلات لإنني لم أتمكن رؤية الإذلال والحقد مع العسكري والضابط لإني كنت حريص على أن أنشئ رجل الشرطة محترم ويحترم وله هيبته، والناس تخشاه ولا تخافه، ولذا كنت أتابع الطلبة منذ التحاقهم بأكاديمية الشرطة، وأي لواء الآن كان لسة مولود وأنا في الخدمة.
في الدول المتحضرة نجد ان العسكري يحترم، والناس تحيي رجل لشرطة وهو يحيي المواطن، إنها حضارة، أما عندنا للأسف فلا، وقد يكون من بيننا من كان يسيئ، ومنا من هو سيئ، فهي شريحة كأي شريحة في المجتمع، فيها الشرس والطيب، "ومافيش شريحة كلها أنبياء"، وأقول إن أنا "وأعوذ بالله من كلمة أنا"، كنت حريص على تدريب الضباط وإعاشتهم "فايف ستارز"، والنوادي وغيرها، وكل منهم كان يعمل 48 ساعة في 24 ساعة.
لم أشاهد التسجيلات وخرجت خارج القفص، لما تعرض له الضباط والعساكر، وتعرضنا جميعا لاتهامات شديدة جدا، واتهموني إني سفاح، وإني كنت أقوم بتعذيب المساجين ولا أحترم حقوق الإنسان، وفي عهده عدد المعتقلين أصبح 50 ألف، وغيرها من الاتهامات، وهي أوصاف لا تتفق مع نهجي ولا تركيبتي، فأنا عندما توليت الوزارة كان همي الأول مواجهة الإرهاب واستطعت سريعا تحديد القيادات والتعامل معهم، وهم قتلة فكنا نتعامل معهم بالطرق المطلوبة لأنهم كانوا يقتلون الضباط والمجندين، وأنا لم أميل للعنف، وكان عندنا 4 من القيادات صدر عليهم أحكام عسكرية بالإعدام، ومنهم من تمكن من الهرب وتمكنا من ضبطه بالتنسيق مع الشرطة الدولية، والإخوة في أمن الدولة عرضوا تنفيذ الحكم، ورأيت أنا أنهم قيادات ثقيلة، ومنهم شقيق قائد تنظيم القاعدة، ولم أرد أن أفتح على نفسي النار، فاتصلت بالرئيس وأخبرته أنني لن أنفذ.
عندما دخلت الوزارة كان المعتقلين 23 ألفا وعندما خرجت كانوا لا يزيدون على 800 شخص، لأنه في 2003 خرج 13 ألف معتقل نتاج المصالحات الفكرية، وهؤلاء ال800 عندما كانوا يجلسون مع الضباط يقولون لهم أنهم لو خرجوا سيقتلوهم باكر، وللأسف تم الإفراج عنهم في العهد الماضي، وذهبوا لسيناء وجبل الحلال.
كان من بين اوائل القرارات التي اتخذتها وأنا وزير، تعديل النظام الغذائي للمساجين، كانوا بياكلوا ب40 مليون خليتها 80 مليون، لأنهم كانوا بياكلوا أكل لا يصلح للحيوانات، ونزل جدول بالمساجين والطعام الخاص بهم، وكان المسجون عندما يعاقبل إداريا، كان من سلطة السجن جلده، وتعليقه في "العروسة" ويتم جلده، وأنا ألغيت عقوبة الجلد والعروسة، وهذا هو السفاح الذين يقولون عليه، ولم يطلب مسجون زيارة امه أو أبوه المريض أو إبنته تتزوج ورفضت، أبدا، وأقسم بالله أن كل كلمة حاليا هي الحق والصدق وأقولها للتاريخ، إني مثلما قلت، أن كل من شارك في حكم مصر إن لم يكن الحق فربنا سيحاسبه.
وللأسف كان من بين من أطلقوا علي هذا الوصف ضباط وأفراد، ولو نتذكر بعد الأحداث في يناير تجمعوا أمام الوزارة واعتصموا وهتفوا ضد حبيب العادلي، وهم شريحة أنا كنت طهرت الشرطة منهم، لأنهم كانوا يتعاطون المخدرات وغيرها، ولم أكن أتخذ تلك الإجراءات لعداء شخصي، إلا أني كنت مسئول وسأحاسب أمام الله، وبالتالي كنت أريد جعل صورتهم نظيفة، وكان دولاب العمل في الوزارة وجهاتها كلها في الثامنة صباحا، رغم أن أغلبهم يعمل 24 ساعة، وكان ذلك لسببين، السبب الأول أنها كانت وزارة مسئولة عن الامن وبها خدمات للمواطنين، مثل شهادات الميلاد والجواز، وغيرها، والنقطة الثانية إني كنت في الشارع عقب صلاة الفجر، وكنت أمشي في الشوارع وأمر على الخدمات.
ووزارة الداخلية كانت الهدف الأساسي للمؤامرة التي تعرضت لها مصر، بضربها وضرب رجالها ومنشآتها، وأريد الحديث عن الأوضاع داخل البلاد ما قبل يناير 2011، والأحداث التي وقعت في تلك الفترة، والابتلاءات التي ابتي بها رجال الشرطة، والآثار المترتبة على ذلك، وتعليق على تعقيب النيابة.
وعن الاوضاع التي كانت داخل مصر قبل 25 يناير، في 2004 الولايات المتحدة الأمريكية تبنت مشروع سمي مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي سمي لاحقا بالربيع العربي، والذي يهدف إلى تجديد شكل العالم الإسلامي بالقرن الواحد والعشرين لفرض نفط الحياة الغربية على المسلمين مما يؤدي إلى إفراغ المنطقة من حضارتها وثقافتها، ووضع لهذا ا لمشروع برنامج سري يطبق تدريجيا على محورين، الأول يتعلق بالقيادات والرؤساء، على أساس إقناع تلك القيادات بتطبيق الديمقراطية المدعومة بتقديم إغراءات مادية، والنظام الذي يرفض يسمى ديكتاتوري ويجب أن يتغير.
المحور الثاني كان في أوساط الشباب في تلك الدول، ودعوات لتعليمهم الديمقراطية والمطالبة بحقوقهم، ويساهموا معهم في تحقيق المزيد من الحريات ببرنامج يطبق تدريجيا بدءا من التدريب وانتهاء لتغيير النظام، وفي مصر الولايات المتحدة في سبيل تنفيذ مخططها تحركت التحركات التالية، عملت على استقطاب الشباب من كيانات كثيرة منها كفاية و6 إبريل، "والكيانات إياها دي"، وبعض الشباب من الأحزاب الشرعية مثل الوفد وغيره، والأحزاب غير الشرعية مثل الإخوان المسلمين، وكانوا يدربوهم في الولايات المتحدة وقطر ودول عربية، وتحركوا في إطار جماعة الإخوان المسلمين، وكنا نسأل سفراء أمريكا لماذا يقابلوا عناصر الإخوان لأنهم تنظيم غير شرعي، وأننا في التنسيق لمواجهة الإرهاب نعلم أن كافة التنظيمات الإرهابية خرجت من تحت عبائتهم، فكانوا يردون أنهم يريديون معرفة رأي الأخر تطبيقا بالديموقراطية.
وفي الفترة تلك كانت التوجه السياسي للدولة إتاحة مساحة أكبر للتطبيق الديمقراطي "بس الديموقراطي بتاعنا"، بما يتماشى مع ظروف وقانون وثقافات وديانات البلد، ولذا كنا نرى في المظاهرات ناس تشتم الرئيس ووزير الداخلية ولم يتم القبض على أي منهم.
في 2005 بدأت الساحة السياسية في الشارع المصري تشهد حراكا، وبدأت المظاهرات والتنديد بسياسة الحكومة وممارسات الشرطة مع المواطنين، والبطالة وارتفاع الأسعار، وبعض المطالب ومنها تعيين نائب رئيس جمهورية وتصاعد الطلبات بتغيير الحكومة، وكانت هناك شريحة من الشباب في تلك الفترة كانوا خريجي جامعات لم يجدوا وظائف مناسبة، لكنهم متعلمين ويتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة، وهم كانوا يشكلوا عامود أساسي جدا في إطار حركة الشارع وتنظم الإتصالات وغيرها.
بدأ التصعيد للإحتجاجات والدعوة للإعتصامات والدعوة لوقف الانتاج مثلما حدث في المحلة، وكثرت المظاهرات بدرجة عالية لتصل إلى مئات المظاهرات، وكل عبئها كان يقع على رجال الشرطة، ورغم ضعف الإمكانيات، مقابل 90 مليون مواطن، وكنا نتعامل مع المعلومات بعمل اجتماع للقيادات لمناقشة دواعيها ووضع خطة لمناقشة أي حدث، وكنا نخطر رئيس الجمهورية وكان علينا إخطار الرئاسة والحكومة بما سنفعل وكان هناك تنسيق على أعلى مستوى، وأحيانا ترتقي الجلسة إلى اجتماع ثلاثي بيني وبين المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان، وكنا نقر الخطة ونخطر بها الرئيس.
وعن التعامل الامني للمظاهرات كان قاصر فقط على عملية التأمين، وكنا ننسق مع الجميع وحذرنا منظمي المظاهرات من اختراق الخطوط الحمراء، ونسقنا مع الإخوان المسلمين، لأنهم كانوا تنظيم قائم، ولم نكن نقلق منهم لأننا نعرف أعدادهم وكل تحركاتهم، وأي شئ كان يحدث كنا نحضر الشاطر وبديع وغيرهم ونسألهم، وكانوا بيلتزموا لما نقولهم "لو عملتوا كدة هنكسر رقبتكم"، وفي 2002 و2003 بعد غزو أمريكا للعراق وكان رد فعل الشارع في استياء شديد، وعبرنا عن رفضنا للعراق والغزو، والإخوان تقدموا وقالوا إنهم يريدون تنظيم مسيرة كبيرة فرفضت وقتها، وكان نفس المطلب للحزب الوطني ورفضته أيضا، وقال عناصر الإخوان إنهم أكثر من 200 ألف، فقلت لهم إذهبوا للاستاد والساعة 2 "مافيش نفر يكون هناك"، وفعلا حدث ذلك، والحزب الوطني عملنا له مكان خلف قاعة المؤتمرات للمؤتمر بتاعه، وأنا أقول ذلك كأمثلة للحريات والتعبير عن الرأي.
وأنا كنت أرفض مقابلتهم لإني وزير، ولو التقيتهم كان بمثابة اعتراف بهم، لكن أمن الدولة كانوا يجلسون معهم لأنهم كانوا يجلسون مع الشياطين والجن الازرق "ولو ما قعدوش معاهم هنعرف أخبار الشياطين منين؟"، وعندما أتت لنا أنباء عن مظاهرات في 25 يناير في مناسبة احتفالات الشرطة، تحت دعوى أن الشرطة لا تحترم المواطنين، وكان يسبق هذا الكلام حملات إعلامية مصطنعة بلا داعي، مثل أن يكون ضابط عمل واقعة فتصبح تلاقي الصبح الدنيا مقلوبة، وكانت تلك الحملات تسيئ لجهاز الشرطة وشحن المواطن، وكنا نحاول معالجة هذه الأمور من خلال العلاقات العامة وفي ظل الأحداث وفي يوم 28 يناير كنت أصدر بيانات وأحذر فيها الإخوان بعدم التجاوز بما يضر بأمن البلاد، "رغم أننا كنا أصلا نازلين نأمّن".
والشعب اتهمني اتهام نسيت النيابة توجييه لي، وهي أني مهندس التوريث، والشعب يريد معرفة ما جرى
وعن الأحداث فأنا عرضت على الرئيس المعلومات وعمر سليمان التقى به في شرم الشيخ وأخبره بوجود متسللين وطلب مبارك منه الجلوس مع أحمد نظيف، وتم عمل الإجتماع في القرية الذكية 25 يناير حضره المشير وأنا والوزراء، وقبل تلك الأحداث كان الإجتماعات وأذكر فيها الوضع الأمني، وكنت تكلمت من قبل أكثر من مرة، ووقت الاجتماع قلت إن الجيش هينزل، والمشير قام بدوره، لأنه شخصية وطنية وكان التنسيق بيني وبينه في الحكومة على أعلى مستوى، وكل ما أطالب به كان يؤيديه لأنه كان للشعب وللبلد.
اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق كان يجلس في الشارع ويتحدث مع منظمي المظاهرات الذين كانوا يسبون الرئيس ووزير الداخلية، ورغم ذلك كان الشباب يخشوه، وعمر سليمان قال في اجتماع القرية الذكية "لازم الجيش يستعد"، و"الولد عمر عفيفي اللي قاعد برة دة قالب الدنيا وعلم الناس ازاي يعملوا المولوتوف والاتصالات كانت تتم عن طريق النت، وقلت أني أرى ضرورة قطع التليفونات، وووفق من الجميع على قطعها، ولم يحدث تصويت لكن المعترض في مثل تلك المواقف كان يقول"، والقرار الأمني يكون مسبق للحدث، ولم يعترض أحدا وقتها بل تشكلت لجنة تضم مساعد الوزير للمساعدات الفنية ومندوبين من وزارات الدفاع والاتصالات والإعلام، وقمنا بقطعها.
اللطيف جدا إن من اشتكى من قطع الإتصالات، كانت السفيرة الأمريكية، والتي اتصلت الجمعة 28 يناير بمكتبي، وقالت إنها لا تستطيع العمل بسبب انقطاع الإنترنت، "الدولة العظمى معتمدة على النت اللي العيال بتلعب عليه هنا.. وهما لو عاوزين يراقبوا حبيب العادلي لابس إيه هيعرفوا".
وفي اجتماع 27 يناير كانت هناك أمور جديدة تطلبت وضع خطة جديدة بعد أن علمنا أن هناك متسللين ومخطط، وقررنا زيادة أعداد القوات بالقاهرة قليلا، لتأمين التحرير، وقال أنه أحمد رمزي وإسماعيل الشاعر أخبراني أنهم سيفضون المظاهرات فقلت لهم فضوا بالغاز والماء، وربع ساعة والميدان فضي، وقلت لاسماعيل اتصل بالمحافظة ينظفوا الميدان، والشارع لإن الناس هتنزل تاني يوم الصبح أي يوم 26 يناير، إلا انه حدثت "شعللة" في السويس، وكانت أول محافظة بدأ فيها التعدي على قوات الشرطة في مواقعها، وأصيب 3 أو 4 بالرش، وفي 27 يناير، أصبحت السويس جحيم، في الميادين وقسم الأربعين والمعسكرات.
وأمن الدولة والمخابرات العامة والحربية رصدوا أن هناك اتصالات بين الإخوان وحماس والبدو لتدبير خروج ودخول العناصر، ويوم 27 يناير بدأ التسلل عبر الأنفاق، ودخلوا القاهرة عبر طريق العريش ثم السويس، وقاموا بالتعامل مع القوات في الطريق ليعبر المتسللون، ووصلوا القاهرة يوم 28 يناير، وكان الفضل في ذلك للأنفاق التي بدأت في الثمانينات بأحبال لتهريب البضائع، ثم انتهت لأنفاق كبيرة تهرب السيارات الكبيرة، وكانت صعبة وليس سهل معرفتها.
لم يكن هناك قصورا أمنيا من أجهزة المعلومات الثلات، ولا نستطيع أن جهاز لديه معلومة تتعلق بالوضع الداخلي لمصر ولا يعرفه الباقون، وإلا فإنه سيكون يعمل ضد مصر.
أخبار متعلقة
"الوطن" تواجه العادلي باعترافات قيادات "الداخلية" بنزول "القناصة" للشوارع في "25 يناير"
عاجل| رفع جلسة تعقيب العادلي في "قتل المتظاهرين" ساعة ونصف للاستراحة
العادلي: أول اعتداء على الشرطة كان في السويس.. والمحافظة تحولت ل"جحيم"
العادلي: رأيت ضرورة قطع الاتصالات في 25 يناير.. ولم يعترض أحد من الوزراء
العادلي: تعاملنا بسلمية مع المتظاهرين في 25 يناير
العادلي: الناس عايزة تسمع مني الحقيقة
العادلي: الشرطة لم تستخدم أي أسلحة لتأمين المظاهرات في عهدي
العادلي: معدل الجرائم انخفض في عهدي.. ووفرت الأمن والأمان للمجتمع
العادلي خلال مرافعته: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"
العادلي يترافع عن نفسه في "محاكمة القرن".. والدفاع يعقب الأريعاء المقبل
العادلي: أمريكا تبنت في 2004 مشروع "الشرق الأوسط الجديد" بهدف تطبيق نظامها على المسلمين
أنس الفقي: مبارك فوض العادلي لمواجهة تظاهرات 25 يناير.. واجتماع الأمن القومي لم يضع حلولا سياسية
العادلي يعترف: حذرت من الثورة قبل قيامها بشهر وطلبت مساعدة الجيش فنهرني مبارك
تحقيقات نيابة الثورة فى «قضية القرن» تكذب وزراء الداخلية السابقين: 433 قناصاً أطلقوا النار على المتظاهرين
"الوطن" تنفرد بتحقيقات النيابة ب"قضية القرن": شهادتي نظيف والفقي أكدتا نية مبارك استخدام السلاح ضد المتظاهرين
"الوطن" تنشر نص تقرير القضاء العسكري حول حالة "مبارك" الصحية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.