سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرية بالدقهلية تشيع جثمان شاب بعد وفاته منذ 10 أيام على أيدى الميليشيات الليبية والدته: كان نفسه يشوف بنته وقتلوه الخونة.. ودفعنا 40 ألف جنيه لإعادة الجثة والدولة لم تساعدنا
شيّع الآلاف من أهالى قرية تلبانة التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية، مساء أمس، جثمان السيد مصطفى سلامة الخلاوى (25 سنة)، حلاق، بعد 10 أيام من انتظار وصول جثمانه من ليبيا، حيث لقى مصرعه هناك على أيدى الميليشيات الليبية، قبل وصوله إلى معبر رأس جدير، على الحدود الليبية التونسية، بعد أن أطلقوا عليه النار، ونهبوا كل ما يملكه، ولفظ أنفاسه الأخيرة فى مستشفى طرابلس. ظل الأهالى ينتظرون وصول الجثمان طوال يوم الخميس الماضى، لكن تأخر الإجراءات فى منفذ السلوم تسبب فى تأخر تشييع الجنازة حتى منتصف الليل، وظل زملاء الضحية الذين كانوا يعملون فى ليبيا وتمكنوا من العودة، فى انتظار الجثمان، ولدى وصوله أصروا على حمله إلى داخل مسجد الإزمازى للصلاة عليه. انخرط الجميع فى بكاء شديد، مع إصرار كل من شقيقته ووالدته إحسان المتولى عبدالرحمن النجدى (60 سنة)، ربة منزل، على إلقاء النظرة الأخيرة عليه داخل المسجد قبل تشييعه إلى مثواه الأخير، لكن الأهالى رفضوا فى البداية للزحام الشديد داخل وخارج المسجد، لكن مع إصرارهما تركوهما تنظران إليه. صرخت والدته: «من يربى بنتك يا سيد، كان نفسك تشوفها، قتلوك الخونة قبل ما تشوف بنتك، حسبى الله ونعم الوكيل»، ثم انهارت على الأرض فاقدة الوعى، بينما ظلت شقيقته ووالده خلفه حتى المقابر. وقالت والدته: ننتظر جنازته منذ 10 أيام بعد أن جمعنا 40 ألف جنيه من أقاربنا لإعادته، وشراء حقنتين لحفظ الجثمان، وكل التكاليف كانت على حسابنا، رغم أننا لا نملك منها شيئاً، ولم تقف الدولة بجوارنا مطلقاً، ولم يساعدنا أحد. وأضافت: كان نفسه يشوف بنته التى ولدتها زوجته وهو فى ليبيا، وكلمنى ثانى يوم عيد الفطر، وأكد لى أنه سيعود إلى مصر حتى يرى ابنته التى لم يرَها، فقد تزوج وبعد 4 شهور من زواجه ترك زوجته وهى حامل، وقرر أن يسافر حتى يوفر النفقات، ويسدد تكاليف زواجه. وقال مصطفى سلامة، والد الضحية: من 10 أيام ونحن عايشين فى نار، عرفنا بوفاته، ولا نستطيع أن نتصرف لإعادته بعد أن تلقينا اتصالاً من بعض الشباب من القرية الموجودين هناك، وتأكدنا من صحة الخبر بوفاة ابنى، من ابن خالته محمد صبرى، الذى ترك عمله هناك من يوم الحادث.