استنكر الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، فتوى الشيخ يوسف القرضاوي، حول أن فتح باب الجهاد بفلسطين لا يعتبر ضرورة وأن الواجب حاليًا هو الجهاد ضد بشار الأسد، واصفًا الفتوى بالمسيسة وأنها تصب في صالح مخطط التقسيم الذي يدبر للمنطقة بأكملها. وأكد مستشار المفتي، في بيان له، اليوم، أن القضية الفلسطينية إسلامية وعربية، ولن يسترد فلسطين إلا المسلمين، وليس التحريض على مسلسل الاقتتال الداخلي الذي تشهده المنطقة. وأوضح مستشار المفتي، أن الجهاد هو في الأصل من فروض الكفايات لابد أن يكون تحت راية الدولة، ويعود أمر تنظيمه إلى ولاة الأمور ومؤسسات الدولة المختصة، الذين ولاهم الله تعالى أمر البلاد والعباد، وجعلهم أقدر من غيرهم على معرفة مآلات هذه القرارات المصيرية، حيث ينظرون في مدى الضرورة التي تدعو إليه من صدِّ عُدوان أو دَفع طُغيان، فيكون قرارهم مدروسًا دراسة صحيحة فيها الموازنة الدقيقة بين المصالح والمفاسد، بلا سطحية أو غوغائية أو عاطفة خرقاء لا يحكمها التعقل. وأضاف أنه ليس لأحد أن يبادر بالجهاد بنفسه دون مراعاة تلك الضوابط والشروط، موضحًا أنه لو كُلِّف مجموعٌ الناس بالخروج من غير استنفارهم مِن قِبَل ولى الأمر لتعطلت مصالح الخلق واضطربت معايشهم، وقال تعالى: ﴿وما كانَ المُؤمِنونَ ليَنفِروا كافَّةً﴾. وأشار مستشار المفتي، إلى أن هذا التصرف تَّقَحُّم في الهلكة دون مكسب مذكور، مع إهمال العواقب، فضلًا عن الدخول فى الفتن العمياء والنزاعات المهلكة بين المسلمين والتي تفرزها قرارات القتال الفردية الهوجائية، موضحًا أنه من المعلوم شرعًا وعقلاً وواقعًا أن التشتت وانعدام الاجتماع على راية واحدة يُفقِد القتال نظامه من ناحية، ويُذهِب قِيَمَه ونُبلَه ويشوش على شرف غايته من ناحية أخرى.