أكد أساتذة الأمراض المعدية أن السلالة الثالثة من فيروس كورونا، التى ظهرت فى 13 دولة من 5 قارات، وتحمل اسم «E484K»، حسبما ذكر باحثو جامعة إدنبرة فى اسكتلندا، ونشر موقع «أوبسيرفر»، أكثر خطورة، حيث تجعل الفيروس يتجنب الأجسام المضادة التى تنتجها اللقاحات الحالية، حسبما نشرت شبكة «سكاى نيوز». وأوضحوا أنه لوحظ أن الطفرة الثالثة، وذلك بعد اكتشاف سلالتى بريطانيا وجنوب أفريقيا، انتشارها سريع بين دول العالم. «سلامة»: الفيروس يغير صفاته وخصائصه وتركيبته وقال الدكتور حسنى سلامة، أستاذ الكبد والأمراض المعدية بكلية طب قصر العينى، إن ظهور سلالات جديدة من الفيروس يجعل العالم فى احتياج إلى لقاحات جديدة معدّلة شفرتها الجينية، وذلك لأن الفيروس يقوم بتغيير صفاته وخصائصه وتركيبته، وهو ما يجعل اللقاحات غير مؤثرة عليه. وأضاف «سلامة» فى حديثه ل«الوطن»، أن تلك الخطوة لن تأخذ وقتاً طويلاً، وذلك لأن شركات إنتاج اللقاحات لديها قاعدة الأساس للتطعيم، التى ستعمل عليها، مشيراً إلى أن السلالات الجديدة سببها الحرب بين الفيروس والإنسان: «بيحاول يعيش ويقوم بتغيير تركيبته حتى يتحاشى الأجسام المضادة التى تواجهه، وبالتالى يتغلب على اللقاحات». وأشار أستاذ الكبد والأمراض المعدية بكلية طب قصر العينى، إلى أن التصرف الأمثل الحالى لتجنب العدوى، أن تستمر الشركات فى إنتاج اللقاحات وتقوم بتعديلها، مع الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، حتى تقل العدوى عالمياً. «عز العرب»: العالم معرض لاكتشاف الكثير من التحورات وأوضح الدكتور محمد عز العرب، استشارى الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، أن هناك 3 سلالات متحورة من فيروس كورونا ثبت أنها الأكثر انتشاراً عالمياً، وهى البريطانية، الجنوب أفريقية، ثم البرازيلية، لافتاً إلى أن العالم معرض لاكتشاف الكثير من التحورات، حيث أثبتت الدراسات أنه يوجد أكثر من 6000 تحور أو طفرة، تختلف كل منها فى التسلسل الجينى. ولفت «عز العرب» إلى أن العالم يحتاج إلى المزيد من الدراسات العلمية والبحثية، لمعرفة مدى تأثير مختلف أنواع اللقاحات على أى سلالة جديدة تظهر، فضلاً عن تعديل الشركات للقاحات، لتتواءم مع أى سلالة جديدة يجرى اكتشافها، مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، إلى أن يجرى تطعيم 75% من سكان العالم، لتقليل الوباء. وتوصلت دراسة أجراها المعهد الهندى للتكنولوجيا «IIT» فى بومباى، إلى أن فيروس كورونا يظل باقياً لفترة أطول على الأسطح المسامية، مثل الملابس والورق، مقارنة بالزجاج والبلاستيك والأسطح غير النفاذة، حسبما ذكر موقع «the health site»، ونشرته مجلة «Physics of Fluids». وناشد الباحثون المستشفيات والمكاتب بتغطية الأثاث المصنوع من مواد غير منفذة، مثل الخشب والزجاج والفولاذ، بمواد مسامية كالقماش، لتقليل خطر الإصابة بعدوى الفيروس المستجد فى حالة لمس تلك الأسطح. وقالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشارى المناعة والتغذية، إن طبيعة الأسطح وقدرتها على الاحتفاظ بالفيروس، هى التى تتحكم فى مدة بقائه وجذبه لها لفترات طويلة أو قصيرة، فضلاً عن كمية الفيروس التى سقطت عليها، سواء كانت كبيرة أم قليلة. وأضافت «نهلة»، ل«الوطن»، أن الفيروس يكون غير نشط ما دام موجوداً على سطح خارجى، لافتة إلى أن نشاطه يبدأ منذ دخوله جسم الإنسان؛ إذ يعمل على تسخير خلايا الجسم لصالحه ويتمكن منها، مشيرة إلى أن الفيروس يدخل إلى الجسم عن طريق مستقبلات معينة، مثل العين أو الفم أو الأنف، فى حالة لمس الشخص للسطح المُعرض للفيروس، ثم وضع يده على أى من المستقبلات الثلاثة. وأشارت استشارى المناعة والتغذية إلى أنه فى حالة تغطية الأسطح والمكاتب بالأقمشة ينبغى تطهيرها باستمرار عن طريق الكحول والمطهرات والماء والصابون، فضلاً عن تغييرها من حين إلى آخر، لتجنب الإصابة بعدوى الفيروس؛ إذ إن الأقمشة جاذبة للفيروسات، والأمر ذاته فى أى نوع من الأسطح سواء المصمتة أم النفاذة. وذكرت استشارى المناعة أن فيروس كورونا ما زال تحت الدراسة حتى الآن، وليس له قاعدة ثابتة معلومة، لذلك يجب اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتطهير المستمر، لضمان تجنب الإصابة بالعدوى.