قال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن التطاول على دار الإفتاء عبر الردود على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، أمر سيئ وغير مهذب: «فيه معيار وميزان للدول، متعلق بزيادة النسل، وموقف الدار صحيح بلا شك». وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «مساء DMC»، الذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان، والمذاع على فضائية «DMC»، أن صنع الفتوى يمر بالكثير من المراحل، أولها جمع النصوص القرآنية الواردة في سياقها، فيما يقوم المتخصص بعد ذلك، بتجميع الكم المعرفي الكبير الوارد في الأحاديث النبوية، ويعقبه مرحلة حسن تركيب النصوص مع بعضها البعض، لأن الوحي الشريف لا يكذب بعضه بعضا. وأوضح أن الحديث النبوي الذي يستشهد به البعض في ضرورة التكاثر وهو: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت» تؤكد أن صورة الكثرة في الإنجاب ليست بالشئ الجيد لأن النبي صلي الله عليه وسلم لن يباهي بهم الأمم يوم القيامة، حيث أن الكثرة مقيده بقيود وشروط. وأكد أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يريد أن تكون أمته ليست بالكثيرة عددا ولكن تكون قوية وغنية، ولا يجوز أن يتهم العامة دار الإفتاء بأي اتهام لأنها وعندما تقوم بإصدار فتوى يأتي بعد فترة كافية من البحث والتمحيص وجمع الأدلة والاستنتاجات لحين الخروج بفتوى. وأشار إلى أن دولة مثل ليبيا بها العديد من الثروات الطبيعية والأراضي الشاسعة، ويجب عليهم التكاثر وان يكون لكل فرد 4 أبناء، وهناك دول أخرى عدد المواطنين فيها أعلي من المدخول المالي ويجب على مثل تلك الدول إيقاف نسبة زيادة التكاثر.
