اعتبر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن زيادة النسل يأتي منها كل بلاء، مطالبًا من رزق بطفلين أن يُحسن تربيتهما، ولا يُنجب غيرهما ليتمكن من الإنفاق عليهما. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» في إجابته عن «سؤال متصلة ترغب في الحقن المهجري لتنجب طفلًا ثالثًا»؟ أنه ليس حرامًا، ولكن علينا أن ننتبه إلى كيفية الإنفاق عليهم، وألا نفرح بكثرة الأطفال، حتى نتمكن من تربيتهم جيدًا. وقال المفتي السابق، إن الإمام الشافعي المتوفي سنة 205 هجرية حرّم الزواج على الذي لا يستطيع الإنفاق، خوفًا منه على إنجاب طفل لا يتمكن من تربيته، لأن الطفل سيكون مُعرّضًا للفتنة الشديدة عند عدم الإنفاق عليه. وأكد المفتي السابق، إلى أن مصر امتثلت عام 1980م، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة» ووصل عدد السكان إلى 14 مليونًا فكان ينبغي علينا نثبت على هذا العدد، ومن أراد الإنجاب يكون بطفل أو اثنين وليس 11 طفلًا. وتساءل الدكتور علي جمعة: «هل الرسول مسرور بزيادتنا الآن 90 مليونا؟»، مؤكدًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الزيادة التي لا فائدة منها ب«غُثَاءِ السَّيْلِ»: -زبالة البحر التي تعلو الأمواج-، مستدلًا بما روي عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟! قال: «بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ المَهَابَةَ مِنكُمْ، وَلَيَقذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ». فقال قائل: يا رسول الله! وما الوَهَن؟ قال: «حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوتِ». ونبه عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، على أن البعض يستدل بضرورة كثرة بالإنجاب بحديث: «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة»، ويتناسى الحديث الآخر: «بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ» واصفًا من يفعل ذلك بأن قراءته للدين «مُعَوَّجة»، مشددًا على أن زيادة السكان تسبب في كثرة ظاهرة أطفال الشوارع الذين هم بلا مأوى وكذلك ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع.
