لم يكن كباقي الأطفال، كل همه أن يلهو ويلعب مع أصدقائه في الشارع، بعد أن وجد نفسه مسؤولا عن أسرة، فكان العمل بديلاً للعب، حتى يوفر الطعام لعائلته، التي تتكون من أمه وأخته، ولم تتوقف دوامة حياته، التي كلما مر الوقت زادت المتطلبات والمسؤولية الملقاة على عاتقه، إلى أن جاءت اللحظة التي أراد فيها أن يستر أخته، فوقع على نفسه شيكا بمبلغ ألف جنيه، حتى لا تفشل الزيجة، وكان السجن في انتظاره لفشله في سداده. "ابني محبوس بسبب شيك بألف جنيه صرفها على جواز أخته".. هكذا كانت كلمات الحاجة آمال، موضحة حزنها وحسرتها على سجن ابنها محمد، بسبب مبلغ بسيط، كان يريد أن يستر أخته به. وأضافت الحاجة آمال عبد الله، صاحبة الخمسين عاماً، ل"الوطن": "ابني من صغره وهو بيضحي بنفسه وبحياته ومستقبلة عشاني أنا وأخواته، ودلوقتي مبقاش فيه حد يصرف علينا، وكل ده بسبب ألف جنيه، مش عارف يسددها". وأشار إلى أن "محمد هو العائل الوحيد للأسرة، واللي كان بيعملنا كل حاجة من وهو صغير، على الرغم من أن الأطفال اللي كانوا في سنه كان كل همهم اللعب". ولفتت إلى أن "الجهاز بتاع أخته كان فاضل عليه ألف جنيه بس عشان الجوازة تكمل، محمد استلفهم، بس للأسف معرفش يردهم في الميعاد، والناس مبترحمش، قدموا الشيك للنيابة، وبعدين طلع عليه حكم بالحبس، بس إحنا هنجيب منين، إذا كان هو اللي بيشتغل عشان يجيب الفلوس، يعني خراب بيوت من كل ناحية".