ألف مبروك وأرجو أن تقرأ هذا المقال جيداً سواء كنت من المتفوقين الذين التحقوا بكليات القمة كما يسمونها، أو الذى ينتظر لكى يرى ما سوف يختاره له مكتب التنسيق، لا تنخدع أو تغتر بالمجموع الكبير، أو تكتئب وتحبط بالمجموع القليل، فكم من أشخاص كانوا أوائل فى الثانوية العامة وذهبوا أدراج الرياح ولم يسمع عنهم أحد، وكم من أشخاص نجحوا بعد أكثر من مرة من الرسوب وأصبحوا أعلاماً ومشاهير فى الحياة، وما يجب أن تفهمه ويصبح هدفاً لك هو أن تبحث بداخلك عن مقومات النجاح التى توصلك إلى مستوى من الإبداع يجعلك تتفوق على غيرك وتسبقهم أياً كان موقعك. والوصول إلى مرحلة التفوق والإبداع لا يمكن أن يكون فقط من خلال وجود معامل ذكاء عالٍ يتمتع به الفرد، أو مجموع عالٍ أهّلك لدخول إحدى كليات القمة، ولكنه يحتاج إلى منظومة متكاملة من العوامل التى تتضافر لكى تجعل هذا الشخص ليس متفوقاً فحسب، بل تجعله أيضاً عبقرياً ومبدعاً، ويكفى أن نعلم أن «أينشتاين»، و«نيوتن» لم يكونا من النوابغ أثناء دراستهما المدرسية، ولم يكونا من المتفوقين فى فصولهما، إلا أنه من الملاحظ أن الطلبة المتفوقين فى علوم الرياضيات والطبيعة يحققان معدلات أعلى عند قياس معامل الذكاء لديهم، ولكن هذا وحده غير كافٍ للوصول إلى العبقرية. وعندما سئل «أينشتاين» ذات مرة عن سر عبقريته؟ أجاب: إننى لا أكف عن التأمل والتساؤل وحب الاستطلاع للوصول لحقيقة الأمر. وكذلك «مارى كورى»، العالمة الفذة التى حصلت لأول مرة على جائزة نوبل مرتين فى فرعين مختلفين، فسوف نجد أن هذه العالمة المتميزة كانت تنظر إلى العالم من حولها بنفس نظرة التعجب وحب الاستطلاع الموجودة عند الأطفال عندما يفتحون أعينهم على الدنيا من حولهم، ويسألون أهلهم عن كل شىء من حولهم، ولكنها لم تكن تسأل أهلها، وكانت تسأل نفسها، وكانت تردد دائماً: إن العالم فى معمله ليس مجرد فنى يشتغل على أجهزة، ولكنه ينبغى أن يكون طفلاً يتعامل مع ظواهر طبيعية وحقائق كونية من حوله تستفزه وتحفزه كما لو كانت حكايات خيالية. والغريب أن هناك الكثير من بين هؤلاء العباقرة والمشاهير كان يعانى من مشاكل فى صغره مثل الديسليكسيا DYSLEXIA، وهى صعوبة القراءة أو استخدام مفردات اللغة فى التعبير مثل: أينشتاين، جون لينون، أجاثاكريستى، ألكساندر جراهام بل، توماس إديسون، مايكل فاراداى، بابلوبيكاسو، والت ديزنى، وغيرهم، والخطوات التالية تعد بمثابة درجات السلم الذى يمكن أن يوصل الإنسان إلى مرحلة الإبداع والعبقرية التى توصلك إلى النجاح، وليس المجموع أو الكلية التى دخلتها، وتتلخص فى الآتى: 1- الرؤية: ينبغى أن يكون للإنسان رؤية وهدف يريد الوصول إليه. 2- الرغبة: وجود رغبة جامحة لتحقيق الهدف الذى يتمناه الإنسان. 3- الإيمان والثقة بالنفس: ثق بقدراتك ونفسك وما أنت مقدم عليه. 4- الالتزام: ينبغى الالتزام التام فى كل شىء فى حياتك من أجل تحقيق ما تريد. 5- التخطيط: ينبغى وضع أهداف قصيرة متوسطة طويلة الأجل من أجل الوصول إلى ما تريد تحقيقه. 6- الإصرار: ينبغى أن يكون لديك إصرار حتى فى مواجهة أى إخفاق أو فشل وألا تستسلم للناس أبداً. 7- التعلم من الأخطاء: ينبغى أن تفهم أن الخطأ وارد وهو ليس عيباً، ولكن يجب ألا نتعلم منه فقط، ولكن نستفيد منه. 8- دراسة الموضوع بعمق: ينبغى أن تعيش بكل فكرك فيما تفكر فيه من هدف وتدرسه من جميع الجوانب قبل اتخاذ قرارات مهمة. 9- افهم كيفية شحذ قدرات عقلك: ينبغى أن تفهم كيف تتعامل مع الجوانب المختلفة والقدرات الكامنة والكاملة فى عقلك من حيث الذاكرة، والإبداع، ومهارات التعلم، والتفكير، لكى تحسن استغلالها واستخدامها. 10- التخيل: ينبغى أن تنمى قدراتك على تخيل النتائج قبل حدوثها من خلال دراسة المقدمات. 11- التزام الجانب الإيجابى: لا تجعل السلبيات توقفك، وحاول أن تظهر دائماً من الداخل من خلال ذلك الجانب الإيجابى من شخصيتك. 12-اليقين من النجاح: تحدث إلى نفسك داخلياً بأنك سوف تنجح وتصل إلى هدفك. 13- الحدس: ثق فى حدسك الداخلى وبصيرتك وقدراتك. 14- اختيار الأصدقاء: بحيث يكون لديهم نفس الأهداف المتميزة التى لديك. 15- الإبداع والمرونة: اترك عقلك مفتوحاً لتقبل اقتراحات وآراء الآخرين ولا تظن أنك دائماً أفضل منهم. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك.