حالة من الاطمئنان سادت العالم عقب ظهور أكثر من لقاح ل فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، بنسب فاعلية قد تصل ل95%، ورغم ذلك لم يهدأ الفيروس اللعين، وتحوّر بسلالة جديدة، ولكن الأطباء طمأنوا المواطنين من أضرارها، قبل أن يتحدث بعض العلماء، أمس، حول تحوّر جديد للفيروي المتحوّر. يبدو أن كورونا لم يعجبه أسلوب محاربته باللقاحات الجديدة، وقرر أن يخوض المعركة عن طريق الظهور بطفرة جديدة بصفات مختلفة، حيث قال علماء إنَّ الفيروس المتحوّر الذي ظهر في بريطانيا في شهر ديسمبر الماضي، قد تعرض لطفرة جديدة مثيرة للقلق، وفقًا لما ذكرته «سكاي نيوز». وعقب تتبع التسلسل الجيني ل200 ألف عينة تمّ العثور على الفيروس المتحوّر للمرة الثانية في 11 عينة، وتوصل العلماء إلى أنَّ الطفرة الجديدة التي طرأت على الفيروس، يمكن أن تساعده في مقاومة الجهاز المناعي للإنسان ومراوغة الأجسام المضادة، أي محاربة فاعلية اللقاحات، إضافة إلى أنَّه قد يعاني منه المصابين سابقًا ويمكن أن يصابوا مرة أخرى. أستاذ أمراض معدية: الطفرة الجديدة قد تكون أكثر قابلية.. وحجم البروتينات في شوكة الفيروس يحدد طبيعة التعامل معه وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور حسني سلامة أستاذ الكبد والأمراض المعدية بكلية طب قصر العيني، إنَّ الحديث عن طفرات كورونا الجديدة بشكل موسع يقلق المواطنين، لأنَّها أمور بحثية بحتة، يجب أن تعرف وتحبس في المعامل، لأن الأمر مرهق نفسيًا ويتأذى منه الكثيرون، والأمر لا يتعدى تمويه فيروسي من كورونا والعلماء سيتعاملون معه بشكل بسيط. وأضاف «سلامة» ل«الوطن»، أنَّ الخطورة الحقيقية للطفرة الجديدة التي زعم بعض العلماء بوجودها تتوقف على حجم البروتينات الموجود في شوكة فيروس كورونا، وهو الهيكل نفسه الذي تستهدفه اللقاحات، فإذا كانت تتواجد به النسبة نفسها الموجودة في السلالات الأخرى، فإنَّه لا خطر منها وسيقضي اللقاح عليها بشكل شبه مؤكّد. وأشار أستاذ الأمراض المعدية، إلى أنَّ ظهور طفرة جديدة يمثل تحدي لشركات اللقاحات، لأن الطفرات والسلالات المتغيرة قد تكون أكثر قابلة للعدوى بنسبة يمكن أن تصل ل50%، وهو ما تحسمه الدراسات. وأوضح أنَّه حينما ظهرت سلالة كورونا المتحوّرة منذ فترة، تحدث بعض العلماء حول عدم تأثرها باللقاحات، ولكن ما حدث هو أن الاستجابة المناعية للجرعة كانت أضعف قليلًا لكنها ما زالت تتأثر وباللقاح وبشكل كبير، لأن أغلب اللقاحات صنعت معززة تستهدف سلالات وطفرات الوباء الجديدة وتستعوب خطورتها. وأكّد أستاذ الكبد والأمراض المعدية، أنَّه عقب ظهور طفرة «N501Y»، والتي خشي العلماء أنَّها قد تسمح للفيروس بالتملص من الحماية المناعية الناتجة عن اللقاح، لم يحدث ذلك وفي النهاية استوعبيا اللقاح، في حين تفكر بعض الشركات اللقاحات لإعطاء جرعة إضافية لمصابي السلالات والطفرات الجديدة ويدرسوا ما إذا كانت ستؤثر عليها أم لا.