اشتد الصراع بين الإخوان والسلفيين فى الشارع للسيطرة على الساحات للتجهيز لصلاة العيد، ففى حين بدأ تنظيم الإخوان التجهيز للسيطرة على الساحات للتظاهر ضد الحكومة المصرية، رفضت الدعوة السلفية الحشد الإخوانى ووصفته ب«غير الشرعى» ولجأت للتنسيق مع وزارة الأوقاف والحصول على تصاريح للسيطرة على ساحات الإسلاميين. وقالت مصادر إخوانية إن التنظيم يخطط للسيطرة على ساحات العيد بالقاهرة والجيزة القريبة من ميادين «رابعة» و«النهضة» و«التحرير»، بهدف استغلالها فى الحشد للتظاهرات التى أعلن عنها التنظيم خلال أيام عيد الفطر، مشيرة إلى أن التنظيم أصدر تكليفاته لجميع مكاتبه الإدارية ببدء الحشد من المحافظات إلى «العاصمة» ابتداء من اليوم للمشاركة بالتظاهرات. وكان تحالف دعم الإخوان حرض أنصاره على إفساد العيد والتظاهر يوم الوقفة، وقال، فى بيان له: «فلتنطلقوا بتحدٍ وقوة بدءاً من الجمعة فى أسبوع عيد الشهداء، لتحشدوا الحشود وتعدوا حراكاً ناجزاً لانتفاضة القصاص فى 14 أغسطس المقبل فى ذكرى الفض، ولتشهد وقفة العيد فعاليات فى كل مكان». وأضافت المصادر أن الساحات المستهدفة من جانب التنظيم تضم ساحة «سيد درويش» بمنطقة الهرم، وسوق السيارات بالحى العاشر بمدينة نصر، وشارع إبراهيم عبدالرازق بعين شمس، وساحة مسجد التوحيد بشارع الترولى بالمطرية. وقال عصام محمد، أحد الكوادر الشبابية داخل تنظيم الإخوان، إنهم يتوقعون زيادة حدة القبضة الأمنية لوزارة الداخلية أثناء عيد الفطر لإجهاض سيناريو سيطرة الإخوان على الساحات، إلا أن الحشود الموجودة بالساحات ستعرقل الوزارة، وتصعّب الأمور عليها نوعاً. وأضاف ل«الوطن»: «هناك مجموعات ردع ستكون موجودة بين أنصار محمد مرسى لحماية النساء والمتظاهرين فى حالة حدوث أى اعتداء من جانب قوات الأمن». وأوضح أن تظاهرات العيد ستكون بمثابة رسالة للسلطة بأن العيد الحقيقى سيكون بعد القصاص لدماء الشهداء. من جانبها، بدأت الدعوة السلفية فى تجهيز ساحات العيد الخاصة بها. وعلمت «الوطن» من مصادر بمجلس إدارة الدعوة أن وزارة الأوقاف منحت الدعوة التصاريح الخاصة بساحات العيد التابعة للوزارة فى الإسكندرية والبحيرة والمنوفية وكفر الشيخ. وأضافت المصادر أن قيادات الصف الثانى بالدعوة تجهز حالياً تلك الساحات وتعد قوائم الخطابة للأزهريين، من الدعوة، الحاصلين على تصاريح. وقال طارق البيطار، مسئول الدعوة السلفية بكفرالشيخ، إن الدعوة تعمل على تجهيز الساحات بالتنسيق مع الأوقاف، وأضاف: «نسعى للتجهيز عبر الفراشة والخطابة، وهناك تنسيق كامل مع وزارة الأوقاف ومجالس المدينة». وعن ساحات التيارات الإسلامية الأخرى كالإخوان، قال البيطار: «الساحات التابعة للتيار الإسلامى الآخر غالباً ستكون الدعوة موجودة بها، بالتنسيق مع قيادات الأوقاف بكل محافظة. وجرى التنسيق مع الأوقاف بحيث يوجد خطيب أزهرى إمام تابع للدعوة السلفية أو تابع للأوقاف». وعن دعوات الإخوان للتظاهر والاعتصام، قال البيطار: ينبغى عدم استغلال المناسبات الدينية فى أمور دنيوية، وتلك الأيام ينتشر فيها التحابب بين الناس وليس المشاكل أو التظاهر، وهو أمر غير مقبول، فلا يجوز شرعاً استغلالها، أو التظاهر خلال تلك الأيام المباركة، فتلك أعياد للمسلمين تنتشر فيها للفرحة والتعارف مع الناس. من جانبها، واصلت وزارة الأوقاف منع كبار قيادات الدعوة من الصعود على المنابر. وقالت مصادر سلفية إن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، والدكتور أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة، لن يخطبوا فى صلاة العيد نظراً لعدم حصولهم على تصاريح الخطابة. وأضافت المصادر أن هناك تواصلاً مع الوزارة لاستخراج التصاريح، إلا أن الوزارة لم تستجب حتى الآن، مشيرة إلى أن الوزارة أبلغت الدعوة أن من سيخطب فى صلاة العيد، يجب أن يكون لديه تصريح، وغير ذلك لن يعتلى المنابر فى صلاه العيد.