استشهد، أمس، العميدان محمد سلمى عبدربه السواركة، بقطاع الأمن المركزى، وعمرو فتحى صالح، بالقوات المسلحة، برصاص مجموعة إرهابية فى منطقة الشلاق بالشيخ زويد، وقال مصدر أمنى إن مسلحين يستقلون سيارة «فيرنا» اعترضوا القياديين الأمنيين أثناء استقلالهما سيارة نصف نقل مملوكة للعميد محمد سلمى، فى طريق عودتهما من عملهما برفح، وفتحوا النار عليهما ما أدى لمصرعهما فى الحال. وأوضح شهود عيان أن الشهيدين كانا يستقلان سيارة نصف نقل «نيسان» بيضاء اللون تحمل أرقام «16705»، عندما استوقفهما مسلحون ملثمون، بجوار مزلقان الشعراوى بنطاق قرية الشلاق، على بعد 500 متر فقط من منزل العميد محمد سلمى، ابن قبيلة السواركة. وأضافوا أن الإرهابيين حاولوا خطف «سلمى» بالقوة، إلا أنه أشتبك بالأيدى مع أحد المسلحين، وأوقعه على الأرض، وحاول أن يخرج مسدسه من جانبه، إلا أن مسلحاً آخر تدخل وفتح النار عليه، وبادر ثالث بقتل العميد عمرو، الذى كان لا يزال داخل السيارة، ثم لاذ المسلحون بعدها بالفرار باتجاه جنوب الشيخ زويد من طريق الشلاق الغرة الجنوبى. وقالت المصادر إن أقارب محمد سلمى، من عائلة السواركة، هرعوا إلى المنطقة بعد سماعهم أصوات الرصاص، ليجدوه غارقا فى دمائه، وبعدها بلحظات طوقت القوات الأمنية المكان، فيما نُقلت جثتا الشهيدين بسيارتى إسعاف إلى مستشفى العريش العسكرى، بحراسة 3 مدرعات وسيارتين «جيب» لقوات الصاعقة. وأوضحت مصادر قبلية أن العشرات من عائلات قبيلة السواركة وباقى القبائل السيناوية تجمعوا بجوار مسجد بالقرب من منزل الشهيد العميد بقرية الشلاق، متوعدين بالانتقام من الإرهابيين. وقال مصدر أمنى ل«الوطن» إن مشايخ وعواقل السواركة تجمهروا أمام مستشفى العريش العسكرى، وأصروا على مشاهدة جثمان العميد الشهيد، معلنين رفضهم تلقى العزاء إلا بعد الثأر من العناصر التكفيرية. وأضاف أن عواقل السواركة رفضوا مطالبات القيادات الأمنية والعسكرية بالتروى والتهدئة، وأكدوا أنهم سيقومون بالثأر من العناصر التكفيرية، مشيراً إلى أنهم بدأوا بالفعل فى جمع معلومات عن السيارة المستخدمة فى الهجوم. من جهته، نفى النقيب عمر محمد سلمى، ابن العميد الشهيد، ما تردد عن إصابته فى الهجوم على والده، وقال إنه لم يكن موجوداً معه، موضحاً أن الإرهابيين أصابوا والده ب3 طلقات نافذة بالرأس والقلب، فيما أصيب عميد الجيش بطلقتين واحدة بالرأس والأخرى بمنطقة حساسة أسفل البطن. وكشف مصدر أمنى عن أن عميد «السواركة» وابنه «عمر» سبق أن تلقيا عدة تهديدات بالقتل من الجماعات المسلحة منذ أكثر من 6 شهور، وقالت مصادر قبلية إن عائلة محمد سلمى التى تعتبر من وجهاء قبيلة السواركة نصحت ابنهم محمد بتوخى الحذر والحيطة أكثر من مرة، لأن تحركاته كانت مراقبة من قِبل الجماعات التكفيرية، التى تنشط فى مناطقهم غرب جنوبى الشيخ زويد. يأتى ذلك فيما خرجت حملة أمنية مكبرة من قوات الجيش والشرطة إلى منطقة الشلاق، لتمشيط المنطقة وضبط مرتكبى الهجوم الإرهابى، وقال مصدر أمنى إن قوات من الصاعقة والقوات الخاصة تشارك فى ملاحقة الإرهابيين. وشددت قوات الأمن إجراءاتها على الأكمنة الأمنية الواقعة على طول الطريق الدولى «العريش - رفح»، فيما أغلقت عدة كمائن منها الخروبة والشيخ زويد والريسة، كما فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً على مدينة العريش وعلى مداخل ومخارج المدينة.