حذر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، من خطورة اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب استمرار مسلسل الإساءة، والتطاول على الرسول محمد، والمقدسات الإسلامية من جانب دول الغرب وأمريكا، وأكد أن الوضع ينذر بكارثة وشيكة إن لم يتحرك العقلاء فى الغرب لوأد الفتنة، وإن لم يتوحد علماء الأمة، والمؤسسة الدينية، والحكام، لاستصدار قانون يجرم ازدراء الأديان، أسوة بقانون معاداة السامية متهماً الغرب بالكيل بمكيالين. ■ بم تفسر الصمت العالمى على التطاول المستمر على الإسلام والرسول؟ - هناك إهمال جسيم من النظام العالمى والمجتمع الدولى تجاه الإساءة والتطاول على الإسلام، فهو يكيل بمكيالين، حيث أصدر قانوناً لتجريم معاداة السامية، فى حين تجاهل إصدار قانون يجرم الإساءة للأنبياء والرسل، وهذه ازدواجية فى المعايير، تتعارض مع الديمقراطية التى يتشدقون بها. ■ هم يعتبرون تلك الإساءات مجرد حرية تعبير؟ - حرية التعبير ليس معناها الفوضى والاعتداء على العقائد والثوابت، فحريتك تنتهى عند حرية الآخرين، وعدم التطاول عليهم أو إيذائهم فى مشاعرهم وعقيدتهم. ■ ما المطلوب حالياً؟ على المسئولين والحكام العرب والمؤسسسات الدينية وعلماء الأمة أن يلتقوا جميعاً، بحيث تمثل كل هذه الأطياف من خلال منظمة المؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية للضغط على الأممالمتحدة لاستصدار قانون يجرم المساس بالأديان ويمنع ازدراءها. ■ وإذا لم يحدث ذلك؟ - أتمنى أن يحدث فى أقرب وقت بالاتفاق مع عقلاء العالم كله وحكامه، وإن لم يتم ذلك فإن ناقوس الخطر يدق بقوة ومصير العالم قارب على حرب عالمية ثالثة طاحنة تأكل الأخضر واليابس. ■ أليس هذا أمراً مبالغاً فيه؟ - لا، فالمقدمات تدل على النتائج، وحالياً ظهر كثير من التحرشات، وموجات الغضب التى تجتاح العالم الغربى والشرقى معاً، وعلى النظام العالمى أن يبادر قبل فوات الأوان وانتشار نار الغضب بين المسلمين. ■ ماذا يترتب على عدم تحرك المجتمع الدولى؟ - الحرب لن تبقى على شىء، وتمثل انهياراً لجميع الدول، لأن موجات الغضب والاستهجان شملت كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ففى ليبيا تسبب رد فعل المسلمين فى مقتل 4 من طاقم السفارة الأمريكية، على رأسهم السفير الأمريكى، إضافة إلى اقتحام السفارات الأمريكية فى عدد من الدول، وهذا أمر طبيعى لأن الناس لن يقبلوا المساس بمعتقداتهم. ■ ماذا تقول للغرب فى هذه الأجواء المشحونة بالتوتر؟ - إذا أرادوا القضاء على ظاهرة الإرهاب وإرساء السلام والتعايش السلمى فى العالم، عليهم أن يعكفوا على إقرار العدل وإصدار قانون يمنع ازدراء الأديان مثلما هو متبع مع السامية، أما دون ذلك فهو ظلم وعدوان عالمى، لا يمكن قبوله بآى حال من الأحوال. ■ ما الهدف من إثارة تلك الإساءات الآن؟ - لا يعلم ما فى القلوب إلا علام الغيوب، فهل يريدون تقسيم العالم الإسلامى، أم أن الأمر قاصر على وجود مخزون عدائى وكراهية للإسلام بسبب انتشار الدين ودخول الآلاف فيه وإشهارهم لإسلامهم؟ ■ لكن هناك توقعاً بأن مسلسل الإساءات لن ينتهى؟ - التطاول موجود منذ عهد الرسول ومستمر، والانفجار وشيك، فإذا كان العقلاء يخافون على هذا العالم فعليهم اتخاذ موقف جاد. ■ كيف ترى ردود فعل المسلمين؟ - ردود فعلنا فيها تجاوز، والإسلام لا يأمر بالقتل، ولا الرد على الخطأ بخطأ، أو العدوان، ولا يدعو إلى انفجار الموقف أو الردود الانفعالية، وعلى كل الدول المحبة للسلام، أن تهتم بهذا، وليس المسلمون والعرب وحدهم، لأن الأمر يمثل خطراً على السلام العالمى. ■ ماذا قدمت فى هذا الصدد؟ - آخر كتاب صدر لى بعنوان «نصرة الرسول والرد على افتراءات الظالمين»، وطالبت بترجمة الرد على الافتراءات التى تناولت الإسلام والرسول بلغات عدة، وعرض برامج فى الفضائيات باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية والإسبانية، للرد على المفاهيم المغلوطة، لكن يبقى فى النهاية التحرك الدولى، هو الأهم لوقف تلك التجاوزات.