قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن أهل الكبر هم رموز الشَّر في هذا الكون، فإبليس هو رائد المتكبرين وقائدهم إلى جهنم، حيث رفض الأمر الإلهي بالسجود لآدم عليه السلام مصداقًا لقول الله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ"، مؤكدًا أن كبر ابليس كان سببًا في طرده من الجنة، وأيضا فرعون استكبر أن يكون عبد الله. وأشار إلى أن من المستكبرين في عصرنا، الملحدون الذي يأنفون من عبادة الله، ويعتقدون أن الإيمان بالله تعالى تأخر وظلام ورجعية، وأن هذه الاعتقادات لا تليق بعقولهم الحداثية الراقية المتطورة والمتحضرة، فإلحادهم نابع من كِبر في نفوسهم وعقولهم. وأضاف أن الكبر هو احتقار الناس والاستهانة بهم، ورفض الحق والترفع عن قبوله، كما أخبرنا بذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: "الكِبْر: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ". وتابع أن الكبر وما اشتق منه ورد في خمسين موضعًا من القرآن الكريم على الأقل، وهذا دليل على خطورة هذا المرض الأخلاقي اللعين، الذي يهدم المجتمعات، إذ لا توجد مجتمعات قامت على المتكبرين أبدًا، وهو من الكبائر، وأسوأ أنواعه وأكثرها شرًّا، كِبرُ العُلَمَاء، كما نراه من بعض العلماء الذين يتيهون بعلمهم، ويعتقدون في أنفسهم الأمانة في العلم، وتجدهم يفخرون بعلمهم، يطلبون به الظهور، ويتعالون به على الناس، مع أنهم أولى الناس بالتواضع وأولاهم بالأخلاق الحَسنة؛ لأنهم يُدَرِّسُون علوم القرآن والسنة، وبركة العلم أن تعمل بما تعلم ولو كان قليلًا، وتكبرهم يكون وبالاً عليهم يخسرهم الآخرة، وإن ربحوا الدنيا وما فيها.