سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 30-7-2025 مع بداية التعاملات    ترامب يحذر من تسونامي في هاواي وألاسكا ويدعو الأمريكيين إلى الحيطة    ترامب: يتم إرسال العديد من الأموال إلى قطاع غزة وحماس تقوم بسرقتها    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    عمر فاروق: وعي الشعب المصري خط الدفاع الأول ضد مؤامرات «الإرهابية»    الغمري: «الإخوان الإرهابية» تزور التاريخ.. وتحاول تشويه موقف مصر الداعم لفلسطين    الحكومة تواصل إنقاذ نهر النيل: إزالة 87 ألف حالة تعدٍ منذ 2015 وحتى الآن    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    غرق طفل بترعة في مركز سوهاج.. والإنقاذ النهري ينتشل الجثة    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    محمد محسن يحتفل بعيد ميلاد زوجته هبة مجدي برسالة رومانسية (صور)    لهذا السبب... لطفي لبيب يتصدر تريند جوجل    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    ترامب يهدد بفرض عقوبات ثانوية ويمنح روسيا 10 أيام للتوصل لاتفاق مع أوكرانيا    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ليفربول ضد يوكوهاما والموعد والمعلق.. موقف محمد صلاح    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    «التموين»: لا صحة لعدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة    بكابلات جديدة.. قرب الانتهاء من تغذية محطة جزيرة الذهب أسفل كوبري العمرانية    من المهم توخي الحذر في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 30 يوليو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    الخارجية الأردنية ترحب بعزم بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    استعدادًا للموسم الجديد.. نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوادى الجديد: دروب العربان القديمة.. «كلمة السر» فى مجزرة الفرافرة
الحدود الليبية لتهريب السلاح والمخدرات.. والسودانية لتهريب البشر والتنقيب عن الذهب

9 ساعات يستغرقها «الباص» من القاهرة حتى يصل إلى مدينة الخارجة عاصمة «الوادى الجديد»، بينما يغوص الركاب فى سبات عميق لا يقطعه إلا ضوء الصباح المتسرب على وجوه القابعين على المقاعد من النوافذ الزجاجية، ليخبرهم بأنهم قاب قوسين من بلدهم العائدين إليها.. «الوادى الجديد» أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، فهى تشغل مساحة 440 ألف كيلومتر، أى نحو 66% من مساحة الصحراء الغربية، بما يعادل 44% من مساحة مصر الكلية، وفى المقابل تعتبر المحافظة الحدودية أقل محافظات الجمهورية من حيث الكثافة السكانية، حيث يصل عدد سكانها إلى 234 ألف نسمة، وفقاً للتعداد السكانى لعام 2013، وخلال الفترة الأخيرة استطاعت المحافظة الهادئة المنافسة على المكانة الأولى فى عمليات التهريب بأنواعه المختلفة مع محافظتى الحدود الغربية والشرقية «مرسى مطروح وسيناء».
المحافظة المجهولة للمصريين والمنسية للمسئولين، وُضعت تحت بؤرة الاهتمام الإعلامى بعد تكرار حادث الاعتداء على كمين الجيش الذى يبعد عن مدينة الفرافرة ب 100 كيلومتر.. «الوطن» خاضت رحلة داخل دروب ووديان صحراء الوادى الجديد، برفقة أحد مقتفى الأثر، والتقت أفراداً من البدو الذين يعيشون على أطراف التجمعات السكنية على مشارف الجبل، وكانوا يخرجون فى رحلات جبلية بالجمال وسط الدروب الصحراوية من أجل عبور الحدود المصرية والدخول إلى الأراضى التشادية لجلب عشب العطرون، وهو نفس خط السير الذى تسلكه الآن بعض عصابات التهريب بمساعدة مقتفى الأثر وقارئى النجوم. وواجهت «الوطن» المسئول الأمنى الأول والمسئول التنفيذى الأكبر لمعرفة الاستعدادات والكيفية التى تتم بها مواجهة عمليات التهريب قبل أن تتحول الوادى الجديد إلى معبر للعناصر الإرهابية لدخول البضائع والأسلحة المهربة إلى محافظات مصر فى الوجهين البحرى والقبلى، ووسط الدلتا، وأحياناً إلى الدول المجاورة، كما يحدث فى تهريب الأفارقة من السودان إلى ليبيا، وكذلك التنقيب عن الذهب وتهريبه إلى السودان من شرق العوينات.
الحدود الليبية الممتدة بطول الخط الحدودى الغربى مع الوادى الجديد، التى تتجاوز 1000 كيلومتر وفقاً لتقديرات هيئة المساحة، تحولت إلى معبر للتهريب، بدلاً من صحراء السلوم وسيوة، التى شهدت أكبر عمليات تهريب على مدار العامين الماضيين منذ ثورة 25 يناير، واندلاع الثورة الليبية، وفقاً لتقرير الأمن العام الصادر عن وزارة الداخلية العام الماضى، وخلال الفترة الأخيرة تمكنت القوات المسلحة من فرض سيطرتها على الحدود «الليبية المصرية» بمحازاة محافظة مرسى مطروح، واستطاعت تحقيق نجاح كبير للحد من عمليات التهريب داخل هذه المنطقة من الصحراء الغربية، ما دفع المهربين للاتجاه الإجبارى جنوباً بامتداد الحدود الليبية المصرية، بحثاً عن منفذ آخر لدخول بضاعتهم المهربة، داخل دروب محافظة الوادى الجديد، حسبما ذكر يوسف عبدالقادر، أحد أهالى مدينة السلوم الحدودية، الذى يبرر هذا التوجه لدى عصابات التهريب، بالخسائر التى تتكبدها على المستوى المادى أو البشرى، وتكاد تصل إلى خسارة الاثنين معاً، على حد زعمه.
فى أقصى المنطقة الجنوبية بالصحراء الغربية، التى اتجه إليها المهربون ذوو الأصول البدوية من أبناء مطروح وتحديداً منطقتى الضبعة والعلمين، يوجد ممران لتهريب البضائع، بحسب الشاب البدوى، الذى سبق له قيادة إحدى السيارات ضمن رتل سيارات دفع رباعى تتحرك فى حماية السلاح الآلى، تحمل بضائع مهربة من لبيبا إلى مصر، حيث قال عن مشاركته فى التهريب: «عُرض علىّ قيادة سيارة وعبور الحدود بها، فى منتصف العام الماضى، بحكم خبرتى فى رحلات السفارى، وبسبب وقف حال السياحة والحاجة إلى المال وافقت على العرض»، مضيفاً أنه بعد تحميل السيارات بالبضائع والتحرك على الحدود الليبية وصلت معلومات ل«ف. ن» المقيم بالضبعة وصاحب الكلمة الأولى فى تحريك الشحنة، بوجود كثيف لقوات الأمن التى تتولى تمشيط المنطقة على الجانب المصرى، وبعد مرور نصف ساعة قرر التحرك بالشحنة إلى الجنوب، مؤكداً أنه يوجد 2 من مقتفى الأثر سيكونان فى انتظارهم مع غروب شمس الغد على بعد 300 كيلو من هنا، فى إشارة إلى وجوده داخل الحدود الليبية فى مواجهة واحة سيوة، ثم تتحرك السيارات المحملة من داخل الصحراء الليبية إلى منطقة البطنان والواحات الليبية لتستقر فى واحة الكفرة حتى غروب الشمس، ويبدأ التحرك بعد اتصالات تجرى من خلال هاتف ال«ثريا» الممنوع استخدامه داخل مصر.. نصف ساعة تقطعها سيارات ال«لاندكروزر»، لتصل إلى الشريط الحدودى، يشرع «السلكاوى» وهو شخص أو أكثر تتم الاستعانة به فى رحلات التهريب، ليتولى مهام قص الأسلاك الشائكة التى تفصل بين حدود الدولتين، لكى يتمكن المهربون من عبور الحدود، وهو شخص لا تستطيع عصابات التهريب التحرك بدونه، خوفاً من قيام قوات حرس الحدود بإعادة تركيب أسلاك شائكة جديدة بدلاً من التى تم قطعها فى المرة السابقة، بحسب قول الشاب الأربعينى.
ممر صخرى تحاصره الكثبان الرملية من الاتجاهين، يتسرب بعضها فى شكل تلال متفرقة على أرضية الممر الممتد فى عمق الصحراء التى يغطى عليها اللون الأصفر، على مدخله من ناحية الحدود الليبية تظهر بقايا الأسلاك الشائكة المنزوعة من مكانها، كما يروى السائق، بينما ينتهى الممر الجبلى الذى يمتد بطول 700 كيلومتر بين الفرافرة غرباً والبحرية شرقاً بالقرب من منطقة الصحراء البيضاء وهى منطقة حدودية تقع بين محافظتى الوادى الجديد والجيزة، وهو ما يُطلق عليه الممر الأول، السير فيه يكون وفقاً لقواعد محددة، حيث يستغرق عبوره من 8 إلى 12 ساعة، تحدد بحسب حجم تلال الكثبان الرملية التى تقطع الممر الصخرى وتتسبب فى تقليل سرعة السيارة. يبدأ الدخول إلى الحدود المصرية والتحرك داخل الممر مع تلاشى خيوط الشمس التى يحل مكانها الظلام تدريجياً، بهدف الهروب من رصد الطائرة التى تراقب الحدود نهاراً، بحيث تتمكن قافلة التهريب من الخروج من حدود «الوادى الجديد» مع شروق الشمس.
اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، يؤكد أن عمليات التهريب تتم عبر دروب معروفة ومرصودة وسط صحراء المحافظة التى وصفها ب«الشاسعة»، مشدداً على أن عمليات التهريب شهدت تزايداً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، واستطاعت قوات حرس الحدود القبض على مجموعات كبيرة من المهربين والعاملين معهم، موضحاً أنها تقع تحت قبضة قوات حرس الحدود التى تتولى تأمين حدود المحافظة الغربية مع ليبيا والحدود الجنوبية مع السودان.
ويجزم الشاب البدوى، بلغة الواثق، أن المهربين يعتمدون على أحدث أجهزة المراقبة والاتصالات، حيث يستخدم المنظار الليلى فى عملية المراقبة، فيما تستخدم هواتف «الثريا» فى إجراء الاتصالات، موضحاً أن كل فرد من أفراد مافيا التهريب له دور محدد ومحسوب ولا يُسمح بالخطأ، على حد تعبيره، لافتاً إلى أن هناك من يقتصر دوره على عملية المراقبة فقط، كما أن هناك «اللومنجى» وهو شخص (أو اثنان) يقتصر دوره فى حالة وجود دورية للجيش، على التقدم بسيارة دفع رباعى محملة بكميات محدودة من البضائع المهربة مثل السجائر أو غيرها، بحيث تصدر أحكام مخففة ضده فى حالة القبض عليه، مقابل مبلغ يتراوح من 150 إلى 200 ألف، والهدف من تحركه إيهام قوات الأمن بأن هذه السيارة هى شحنة التهريب كاملة، وتستسلم لقوات الجيش بعد مناوشات خفيفة، لتتحرك بها قوة التأمين المكلفة بتمشيط المنطقة إلى مقر الكتيبة التى تقع فى منطقة «الدهوس» التى تبعد عن نهاية الدرب الذى يستخدمه المهربون ب 350 كيلومتراً، ليصبح الطريق مؤمّناً أمام باقى قافلة التهريب، لتعبر منه إلى صحراء مطروح وصولاً إلى مدينة الضبعة التى يتمركز بها العدد الأكبر من المهربين، وهو ما أدركته قوات حرس الحدود بعد ذلك، كما يؤكد أحد المصادر العسكرية بمحافظة الوادى الجديد، وحاولت تفاديه كما حدث صباح اليوم الذى قتل فيه أحد ضباط حراس الحدود و5 من جنوده أوائل الشهر الحالى، فبعد القبض على السيارة أرسلت إلى مقر الكتيبة، برفقة بعض الجنود من قوات التأمين، بينما تظل باقى القوة الأمنية فى مكانها، هو ما فرض خياراً ثانياً لم يتوقعه أحد من المهربين، ولكى يتمكنوا من العبور لم يكن أمامهم بديل آخر غير الاشتباك مع ما تبقى من القوات، وهو ما حدث بالفعل وأسفر عن مقتل الضابط وخمسة جنود، ليتمكن المهربون من العبور خارج حدود المحافظة.
وعن حجم قافلة التهريب، يؤكد المصدر العسكرى أن القافلة الواحدة تضم من 5 إلى 10 سيارات دفع رباعى، تتنوع حمولتها المهربة ما بين السلاح والترامادول والسجائر، وتقدر غالباً ب 60 مليون جنيه، وفقاً للحملات المهربة التى تمكنت قوات حرس الحدود من ضبطها أثناء محاولة تهريبها.
ويبعد الممر الثانى عن الممر الأول بمسافة تتجاوز 150 كيلومتراً على الحدود الدولية بين مصر وليبيا، بحسب وصف منصور الراعى، المقيم بقرية النكاح التابعة لمركز الفرافرة، ويتم الدخول إليه من صحراء واحة الكفرة على الحدود الليبية، وينتهى عند بئر 7 بقرية أبومنقار التى تقع جنوب الفرافرة ب 70 كيلومتراً، وهى عبارة عن قرية صغيرة بها عدد من المشروعات الاستثمارية الزراعية ومحطات للطاقة الشمسية، ويقع الممر وسط منطقة صحراوية تعانى من الفراغ الأمنى بين الداخلة والفرافرة، يستخدمه مهربو محافظات الصعيد خصوصاً من العناصر الإجرامية بأسيوط وقنا وسوهاج، وبمجرد الوصول إلى صحراء أبومنقار، تسلك مافيا التهريب دربين، الأول يؤدى إلى ديروط والثانى إلى صحراء القوصية بأسيوط.
من أشهر الدروب القديمة تلك التى كان يسلكها العربان لجلب حجر العطرون الذى يدخل فى صناعة الدخان وبعض مستحضرات التجميل، وكان البدو يأتون به من الصحراء التشادية فى أقصى الجنوب مع الحدود المصرية عبر الدروب الصحراوية فى رحلة تستغرق 25 يوماً ذهاباً وعودة بالجمال وكان آخر هذه الرحلات فى عام 1992، كما يقول محمد الفلاح المقيم بقرية باريس إحدى قرى التهجير، الذى كان يذهب إلى تشاد برفقة مجموعة من البدو مرة كل عام، يصف الرجل الستينى ذو الشعر الأبيض الشائب، هذا الدرب الذى يسمى درب الأربعين أنه يبدأ من الفرافرة ومرورا بمنطقة الشب ودرب الأربعين جنوب مركز باريس ومنها إلى شرق العوينات وصولاً إلى الحدود السودانية والتشادية، ويعتبر أحد ممرات التهريب التى يلجأ إليها المهربون فى عمليات تهريب بين السودان ومصر.
يؤكد اللواء نبيل العشرى، مدير أمن الوادى الجديد، أن قوات الشرطة مهمتها تقتصر على تأمين المناطق السكنية والطرق الأسفلتية الرئيسية والفرعية، بينما الدروب والوديان تتولى تأمينها بالكامل قوات حرس الحدود، موضحاً أن إمكانيات تسليح قوات الشرطة ضعيفة مقارنةً بتسليح هذه العصابات التى تستخدم أسلحة حديثة ومتقدمة، على الحدود الجنوبية المصرية المتاخمة للحدود السودانية بمنطقة شرق العوينات التى تمتد على مساحة 650 كيلومتراً وتحديداً شرق العوينات والجلف الكبير، هو عبارة عن هضبة مسطحة تقع أقصى الحدود الجنوبية ويبلغ ارتفاعها 300 متر، هى منطقة صحراوية لا توجد بها مناطق أو تجمعات سكانية، ولكنها تعتبر من أبرز المناطق السياحية داخل محافظة الوادى الجديد، بحسب سامح سعدون، أحد منظمى رحلات السفارى بالوادى الجديد التى تتجه إلى منطقة الجلف الكبير، موضحاً أن هذه المنطقة تشهد عمليات تسلل للأفارقة الراغبين فى الهجرة غير القانونية إلى أوروبا عن طريق ليبيا، ويتم نقلهم عن طريق سماسرة باستخدام سيارات الدفع الرباعى من خلال «مدقات» وممرات فى الصحراء الغربية تمتد لأكثر من ألف كيلومتر فى حضن الجبل.
يؤكد مصدر عسكرى أن هذه النوعيات من عصابات التهريب تستخدم مصر كممر من أجل العبور إلى ليبيا فقط، وإذا تم القبض عليهم يتم التحرى عنهم، وإذا ثبت تورطهم فى قضايا سابقة، يتم إعادتهم مرة أخرى إلى السودان، كما حدث مع 32 متسللاً تم القبض عليهم العام الماضى، أثناء محاولتهم التسلل بسيارة «لاندكروزر» تحمل لوحات مرورية ليبية، عند النقطة 50 بجوار محمية نيزك بحبل كامل، وصدر حكم بالسجن المؤبد ضد سائق السيارة الليبى بسبب إطلاقه النار على قوات الجيش أثناء مطاردته، بينما يصل إجمالى أعداد المتسللين الأفارقة الذى تم إلقاء القبض عليهم العام الماضى 225 متسللاً تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات حرس الحدود من «السودان وتشاد وإريتريا وإثيوبيا والصومال».
من نفس الدروب التى تقع على الحدود الجنوبية مع السودان يتسلل بعض السودانيين إلى جبل كامل من أجل التنقيب عن الذهب، باستخدام أحدث المعدات الحديثة والسيارات اللاندكروزر، وهدفهم التنقيب عن الذهب فى جبل كامل والأحجار والمعادن الثمينة فى منطقة ال«نيزك» المجاورة لجبل كامل والتى تحولت إلى محمية طبيعة فى عام 2011، حيث تقع على بعد 100 كيلومتر من الحدود السودانية، وتعبث بها أيادى المنقبين وآلاتهم الحديثة داخل الحدود المصرية فى منطقة جبل العوينات وهى عبارة عن سلسلة جبال تقع فى منطقة الحدود بين مصر وليبيا والسودان ويبلغ ارتفاعها 1934 متراً، ويتم التنقيب عن الذهب فيها بطريقة سطحية، كما حدث ورصدت الأجهزة الأمنية عشرات السودانيين فى شهر أكتوبر الماضى.
ووفقاً للهيئة العامة للثروة المعدنية، فإن المنطقة تتمتع باحتياطى ضخم من خام الحديد الذى يصاحبه معدن الذهب بكثافة، وأكدت الدراسات المبدئية أن كميات الذهب تتراوح ما بين 4 و5 جرامات ذهب فى كل طن صخر، وهى كمية مغرية للمنقبين عن الذهب بطريقة عشوائية، خاصة أنهم يستطيعون بيع هذه الكميات بالجرام وفقاً للقوانين السودانية التى تتيح لهم ذلك.
ويرى محافظ الوادى الجديد اللواء محمود عشماوى، أن الحل الأمثل لمواجهة عمليات التهريب التى تشهدها صحراء الوادى الجديد، أن تشهد عملية تنمية موسعة على جميع المستويات الصناعية والسياحية والزراعية، ليصبح هذا المجتمع الجديد قادراً على دحر عمليات التهريب بصورة تلقائية.
فى الظهير الصحراوى لقرية الجزائر وبغداد، تقع المنطقة الجبلية الأكثر خطورة، كما يصفها اللواء نبيل العشرى مدير أمن الوادى الجديد.
الأخبار المتعلقة
«ثغرات» على الحدود: من هنا يمر الإرهاب
جبال البحر الأحمر: متاهات «آمنة» لتجار السلاح والمخدرات
أسوان: «العلاقى» و«السيالة» و«وادى حيمر».. ثلاثية المرور إلى السودان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.