حالة واسعة من الغضب، أثارتها صورة منتشرة لتكدس عناصر الحرس الوطني الأمريكي، داخل أحد المواقف المخصصة للسيارات تحت الأرض، بعد مطالبتهم بإخلاء مباني الكابيتول، عقب انتهاء حفل التنصيب، واستئناف جلسات الكونجرس. وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن الرئيس جو بايدن اتصل برئيس مكتب الحرس الوطني، أمس، للاعتذار وسؤاله عما يمكنه فعله للمساعدة، بعد قرار نقل الجنود الذين حضروا لتأمين حفل التنصيب، للنوم في مرآب غير مدفأ للسيارات، بعد طردهم من مبنى الكابيتول؛ إذ اعتادوا الاستراحة في ممرات الكونجرس على الأرض، أو حتى في أسرة ميدانية. بينما فاجئت السيدة الأولى جيل بايدن، مجموعة من الأفراد العسكريين المناوبين أمام الكونجرس، بزيارة وقدمت لهم حلويات، قائلة: «أردت أن آتي اليوم لأقول شكرا لكم جميعا على الحفاظ على سلامتي وعائلتي.. الحرس الوطني سيكون له دائما مكانة خاصة في قلوب كل أفراد عائلة بايدن»، في إشارة إلى أن ابنها «بو»، الذي توفي في عام 2015 ، كان عضوا في الحرس الوطني لجيش ديلاوير. وانتشرت صور الجنود جالسين على الأرض في مرأب مبنى القضاء الفيدرالي ب«ثورجود مارشال»؛ إذ كانوا يتنفسون من أبخرة العادم، في ظل قلة عدم المراحيض، وصعوبة الاتصال عبر الإنترنت، وأجبرت وحدة تضم 5 آلاف جندي على الراحة في مرآب مع حمام واحد فقط، ما أدى إلى اشتعال غضب نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مطالبين بإجراء تحقيقا في الواقعة. وقال إدوين نيفيس جونيور، المتحدث باسم فرع الحرس الوطني بواشنطن العاصمة، إن القوات عادت في النهاية إلى مبنى الكابيتول، موضحا: «القوات نُقلت من مبنى الكابيتول بعد ظهر يوم الخميس، بناء على طلب شرطة الكابيتول، بسبب زيادة حركة السير على الأقدام، مع عودة هقد جلسات الكونجرس». وبعد ساعات أصدرت رئيسة شرطة الكابيتول بالإنابة، يوجاناندا بيتمان، بيان صحفي، قالت إنها «لم تطلب من القوات مغادرة الكابيتول باستثناء أوقات معينة في يوم الافتتاح»، مشيرة إلى أن مديري المبنى الإداري الذي كانت القوات تستخدم ساحة انتظار السيارات فيه تواصلوا مباشرة مع الحرس الوطني لعرض استخدام مرافقه. وأصدر مكتب الحرس الوطني وشرطة الكابيتول بيانا مشتركا، قالا فيه إنهما «متحدان في الهدف المشترك المتمثل في حماية مبنى الكابيتول والكونجرس الأمريكي»، لكنهما لم يلقيا مزيدا من الضوء على كيفية أو سبب انتهاء المطاف ببعض القوات في المرآب. ووصف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، قرار نقل الجنود إلى موقف السيارات ب«غير المقبول»، مضيفا: «أبلغت المسؤولين عن أمن مبنى الكابيتول بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى، وأعد كل عضو في الحرس الوطني بأنه لن يحدث مرة أخرى». وانتقد حاكم نيو هامبشاير، كريس سونونو، الظروف التي يواجهها الجنود، عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «يجب الإشادة بالجنود بلطف.. وعدم إخضاعهم لظروف دون المستوى». «قاموا بحماية الكابيتول عندما كنا في أمس الحاجة إليهم»، قالها النائب الديمقراطي بريندان بويل في تغريدة على «تويتر»، مؤكدا أن ما حدث «إهانة لجميع وحدات الحرس الوطني التي تنفذ الأوامر، وتنظم بدوريات في البرد والمطر طوال الليل».
