اتشحت مدينة قنا ، بالسواد ، حزناً على شهيد الواجب الوطني بكمين الفرافرة فى الوادي الجديد ، وتعيش أسرة المجند" أندرو البير نادر"، مأساة حقيقية في جو يسوده حزن الفراق ، وأقامت العائلة سرادق العزاء أمام المنزل الكائن في منطقة المخبز الآلي بالمدينة . والد الشهيد ألبير نادر ، الذي يعيش في حالة انهيار وبكاء ، علم بوفاة نجله من أحد زملائه في الوحدة العسكرية ، وتم التأكد من الشرطة العسكرية بقنا . قال والده وهو باكياً وعلامات الحزن تكسو وجهه: كان أخر اتصال بولدي أمس في الصباح ،كان يطمئن عليّ ،بسبب مروري بظروف صحية ، لافتاً أن الشهيد حاصل على دبلوم تجارة خمس سنوات ، والتحق بالجيش منذ 7شهور فى سلاح حرس الحدود بالوادي الجديد . وأشار ألبير ،الذي يعمل بمحكمة قنا ، أنه لديه ولد آخر يصغر الشهيد يدعي "أفرايم" بالصف الثاني الاعدادي ، الذي انهار فور علمه بوفاة شقيقه وأغلق على نفسه غرفته ، ومنع دخول الأكل والشرب عليه . والدته ،الموظفة بمديرية الشئون الاجتماعية ، كانت فى حالة انهيار وصرخات ،وسط المعزيات لها في وفاة نجلها الاكبر ، أمام المنزل وظلت تقول يا شبابك يا أندرو .. شبابك حلو يا نور عيني ، قتلوك الوحوش ولاد الكلب .. قطعوك حتت يا ولدي منهم لله"، ثم ادخلها مجموعة من النساء المنزل ، بعد صراخ هستيري . جون مكاريوس ،خال الشهيد الذي انهار في البكاء ، وصرخ في وجه المعزين من المسلمين والمسحيين ،"الله ينتقم منهم الكفرة الارهابين". أبانوب أمجد صديقه ،الذي يعيش حالة حزن شديد على فراق صديق عمره على حد وصفه ،قائلاً" ان الشهيد كان حلو السان وكثير الاعمال الخيرية ولم يؤذي حد في حياته ، وكان في نهاية عمله في محل بيع قماش وسط مدينة قنا ، نخرج سوياً ونسهر لعدة ساعات . وأضاف أخر اتصال جمعه مع صديق عمره ، أمس في تمام الساعة الواحد ظهراً ، وكان صوته غير طبيعي ، وكأنه كان يعلم أن الموقف قارب على فراقه من الدنيا ، التى كان يحلم أن طموحاته ،أن يكون رجل أعمال ناجح .