لم يكن الهجوم الذي تعرضت له الكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس" في واحة الفرافرة بالوادي الجديد، مساء أمس، والتي راح ضحيته 22 جنديًا، أول العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر، فوتيرة عمليات التفجير آخذة في التصاعد بشكل ملحوظ ضدّ قوات الجيش والشرطة والمدنيّين العزّل في مختلف المحافظات، دون أن يتم القبض على الجناة. وكانت شبه جزيرة سيناء شهدت عدة عمليات إرهابية بدأت ذروتها في أكتوبر 2004، في تفجيرات طابا بجنوب سيناء التي راح ضحيتها 34 قتيلًا، وتفجيرات شرم الشيخ التي أودت بحياة 67 شخصًا معظمهم من المصريين، في يوليو 2005، واُتهم فيه أفراد من مجموعة تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة، دون أن يتم القبض فيه على أحد، واكتفت الحكومة المصرية بعزل المسؤولين والقادة الأمنيين في محافظتي شمال وجنوب سيناء وقتئذ. وفي إبريل 2006 شهد منتجع دهب بجنوب سيناء ثلاث تفجيرات راح ضحيتها 23 قتيلًا، وتبنت التفجيرات مجموعة أطلقت على نفسها جماعة "التوحيد والجهاد"، وشهد أغسطس 2011 مقتل جنديين مصريين تابعين لقوات الأمن المركزي بجنوب رفح في غارات جوية إسرائيلية، ولم يتم القبض في هذه القضايا على أحد من الجناة. وتعرضت كنيسة القديسين بالإسكندرية في 1 يناير 2011 لعملية إرهابية بسيارة مفخخة راح ضحيتها 22 شهيدًا، إذ أعلنت سلطات التحقيق المصرية أن الحادث يقف ورائه "جيش الإسلام الفلسطيني"، حيث نفذها شخص يدعى "أحمد لطفى إبراهيم" وبنفس السيناريو تم استهداف مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة في أبريل الماضي بسيارة مفخخة، والذي أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عنه وراح ضحيته 15 قتيلًا وأكثر من 100 جريح. واختلفت الاستراتيجية قليلًا في حادث "رفح 2" الإرهابي في أغسطس 2012، حيث شن مجهولون يستقلون سيارات دفع رباعي، هجومًا مسلحًا على حاجز أمنى بمنطقة الماسورة بمدخل مدينة رفح، وقاموا بالاستيلاء على مدرعة تابعة لقوات الجيش، وقتلوا 25 ضابطًا وجنديًا من قوات الأمن المصرية أثناء تناولهم طعام الإفطار، وفي وقت لاحق تمكنت قوات الأمن من القبض على عادل حبارة و34 متهمًا من بينهم فلسطيني الجنسية بتنظيم "المهاجرين والأنصار"، بتهمة الضلوع في الحادث. ومن جانبه يرى اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير الاستراتيجي، أن السبب الرئيسي في عدم إلقاء القبض على الجناة في هذه الأعمال الإرهابية، هو أنها تتم في وقت غير معروف ومجهزة مسبقًا، تعقبها حالة ارتباك شديدة وسقوط ضحايا من الطرفين، لذلك لا تستطيع القوات القبض عليهم في الحال، ما يتطلب مجهودًا مكثفًا بالبحث شديد الدقة. وأرجع العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، عدم ضبط الجناة إلى أن هذه العمليات تقوم بها ما يُعرف باسم "التنظيمات الإرهابية" مثل أنصار بيت المقدس وغيرهم، مضيفًا أنهم لا يخضعون لقانون مكافحة الإرهاب مما يجعل الوصول إليهم في غاية الصعوبة".