ارتداؤهما للحجاب والجلباب البسيط، وتلاحمهما مع أبناء الأقصر، لم يخفيا ملامحهما الأوروبية، وإقامتهما فى الأقصر منذ سنوات طويلة دفعتهما هذا العام إلى اتخاذ قرار بالمشاركة فى إعداد موائد الرحمن التى تقيمها إحدى الجمعيات الخيرية. «تريزا» و«باربرا كلارك» سيدتان إنجليزيتان تواصلتا مع مسئول إحدى الجمعيات التى تقيم مائدة إفطار كبيرة لعمال النظافة والفقراء خلف معبد الأقصر مباشرة، وأعربتا عن رغبتهما فى المشاركة، فما كان منه إلا أن رحّب بمشاركتهما. تقول «باربرا»: «أسهمت فى كثير من الفعاليات الخيرية فى الأقصر، لكن المشاركة فى إفطار الصائمين عطاء له طعم خاص»، ونطقتها بالعربية قائلة: «وكما تقول صديقتى رئيسة جمعية المرشدين السياحيين المصرية: كله بثوابه»، مشيرة إلى أن البعض تعجب فى بداية شهر رمضان من قيام إنجليزيتين بالمشاركة فى إعداد موائد الرحمن، ثم أصبح الأمر مألوفاً فيما بعد. «أنا وشقيقتى لا نرى أى غرابة فى الأمر؛ فنحن نشعر أننا جزء من هذا الشعب الطيب، ونحب أن نشاركه أفراحه وأحزانه، ونساعده عندما نكون قادرين على المساعدة»، بحسب كلام «باربرا»، موضحة أنه بالرغم من الأحداث المأساوية التى حدثت فى مصر منذ 2011، رفضت هى وشقيقتها مغادرة الأقصر، كما فعل ذلك الكثير من الأجانب المقيمين هناك؛ لأن نظرات أبناء الأقصر كانت تطمئنهما؛ فالمحبة التى تجمعهما مع مواطنى الأقصر جعلتهما ترتبطان بهم ارتباطاً وثيقاً وتقرران العيش والموت فى الأقصر.