قال محمد عبدالرحمن، الكاتب الصحفي والمحلل الإعلامي، إنه لا يجوز الحكم على اتساق الأعمال الرمضانية مع الواقع المصري من عدمه دونما تحليل قائم على المشاهدة والمقارنة. وأوضح عبدالرحمن، خلال حوار له عبر الأقمار الصناعية في برنامج "نقطة حوار" مع الإعلامي "محمد عبدالحميد" على قناة "بي بي سي عربية"، أن الأحكام على الأعمال الدرامية الحالية في مجملها شابها التعميم بما لا يتوافق مع حقيقة المستوى الفني لبعض الأعمال الرمضانية. وأضاف: "أرى أن المستوى الفني والتقني لعديد من الأعمال المعروضة حاليا على الشاشات المصرية جيد ومعبر بشكل مباشر أو غير مباشر عن الواقع"، لافتا إلى أن كل ما يمكن الجدال حوله هو ما ورد في تلك الأعمال من ألفاظ غير لائقة أو طريقة تناول لم تكن مناسبة لكل الفئات". وتابع: التناول الدرامي في مسلسلي "سجن النسا والسبع وصايا" رغم ما أثير حولهما لا يمكن مقارنته بما تشهده أعمال السبكي، لافتًا إلى أن أحداث المسلسلين تصادف الواقع الذي يقرأه العامة على صفحات الحوادث، مشددًا على ضرورة أن تكون هناك "فلترة" للفئات العمرية التي تشاهد تلك الأعمال من داخل الأسرة. وواصل الكاتب الصحفي "ثقافة المشاهدة لابد أن تتغير، ورقابة الجمهور لها الأولوية في الحكم على صلاحية العمل من عدمه، لافتًا إلى أن الحديث عن صورة مشوهة لمصر تعكسها أعمال الدراما ليس واقعيًا، موضحا أن برامج "التوك شو" ذاتها تشهد تجاوزات أكثر فداحة تتسبب أحيانا في إثارة مشاكل دبلوماسية". وأردف المحلل الإعلامي: "الحديث عن الأخطاء التاريخية بأعمال رمضان جدلي ولا يحق لأصحاب العمل الدرامي التاريخي التنصل من جريمة قفزهم على الثوابت التاريخية بوضع عبارة "مستوحى من التاريخ" داخل تتر العمل، وقال: "لا يجوز تحويل العمل التاريخي إلى مسلسل كارتون". وتابع: "رصدت في تقرير أن هناك عشر مسلسلات بها اقتباس من الواقع لكنها لا تتناول تأريخا لأحداث وقعت بالفعل، مؤكدًا أن هناك تغيرًا إيجابيا في الدراما المصرية نرجو أن يمتد للمسرح والسينما".